كل من يأتمر بأمر النظام فهو قاتل
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
فلو صنفنا القتلة في سورية وحسب التسلسل لكان عندنا سلسلة طويلة تبدأ من قمة الهرم وتنتهي بأسفله
هنا السؤال من هم القتلة أولاً :
1- الرئيس وحاشيته العفنة
2- القيادات العسكرية والأمنية
3- التجار ورجال الأعمال
4- عدداً من القضاة و المفكرين والمثقفين والصحفيين والاعلاميين ورجال الدين
5- المجرمين والذي يطلق عليهم الشبيحة
عندما صنفت القتلة بهذا التصنيف وفكرت في محتواه وجزئياته وجدت فئة كبيرة من المجرمين يتم التغاضي عنها , ولا تقل فتكاً عن الآخرين وحتى يفوق تأثيرها تأثير الآخرين , ومع أنها تشعر بنوع من الأمان بعد نجاح الثورة
فالتوزيع السكاني في سورية على أساس طائفي هو ثمانين في المائة سنة , والباقي طوائف متعددة
ولو رجعنا للوراء قليلاً لوجدنا الظلم وقع على كل الطوائف في سورية , ونتيجة لكبر حجم الطائفة السنية , فسوف يكون نصيبها الأعلى من الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري من قبل النظام البعثي المجرم
في مجمل خطابنا نوجه اللوم لطائفة واحدة ونترك الطائفة ذات الأغلبية السكانية وكأنها في منأى كلها عن الجرائم التي ارتكبت
وبالتالي مجرميها لايشعرون بالقلق في حال إن انتصرت الثورة وستنتصر بإذن الله تعالى , بينما الأقليات تشعر بخوف ورعب من انتصار الثورة
فلو ضربنا مثلاً واحداً , نسبة السنة في الجيش السوري تعادل نسبة السنة في سورية , وقادة الألوية في سورية من السنة يزيد عن الستين في المائة , فلو تخلت هذه الطائفة عن النظام لسقط فوراً وبدون حرب , وكل الطيارين والذين يقودون الطيران الحربي هم من السنة وقليل منهم ليسوا من السنة
التجار ورجال الأعمال هم خليط ونسبة توزيعهم الطائفي ينحصر في المدن حسب النسبة الموجودين فيها على أساس هذا التقسيم
والمنضوين تحت الفقرة الرابعة نفس التصنيف , وكذلك الشبيحة , فحلب تعادل ربع سورية بعدد السكان والشبيحة عندهم تصنيع محلي بحت , وهم الذين يسيطرون على حلب كلها
الخلاصة :
أعتقد أنه يوجد عندنا خطأ كبير في تحديد عدونا وفي خطابنا في تحميلنا فئة واحدة من الشعب السوري الجرائم المرتكبة والتي سترتكب في المستقبل لاسمح الله , وهذا الخطاب هو الذي يخيف الأقليات في سورية بحيث إما داعمة للنظام أو واقفة على الحياد
وعليه نصيحة للجميع وأنا اولهم أن نغير لهجتنا في خطابنا وليكن شعارنا الوحيد
كل من يساند النظام فهو مجرم مثله كائن من كان ولن يمنعه انتماؤه الطائفي من الحساب والعقاب.