هل المبادرة العربية هي طوق النجاة الأخير للنظام في سورية

هل المبادرة العربية

هي طوق النجاة الأخير للنظام في سورية؟

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

د.عبد الغني حمدو

لو تتبعنا مواقف الحكومة السورية وأبواق النظام بعد اجتماع وزراء خارجية الدول العربية , وتشكيل لجنة وزارية عربية لبحث حل الأزمة السورية , وجاء الرفض القاطع لهذه اللجنة من الحكومة السورية  , ونتيجة  رفض استقبال اللجنة الوزارية , تم تجاوز ذلك في تكليف أمين الجامعة العربية الدكتور العربي , وتم رفض ذلك أيضاً من قبل النظام في سورية , منطلقين من مقولة مفادها أن هذا الأمر شأن داخلي وأن النظام لايسمح لأحد التدخل في شئونه الداخلية , جرت الأحداث خلال العشر الأخير من شهر رمضان المبارك

كان رفضه لهذه المبادرة العربية والتي سربت عبر وسائل الإعلام , معتمداً على أن حملته الأمنية ستؤتي أكلها في القريب العاجل وقبل نهاية رمضان , مضى رمضان وانقضت أيام العيد وبعده , والمظاهرات والتحدي الشعبي في قمته عمودياً وأفقياً , على الرغم من تكاثر عمليات اجرام النظام ضد الشعب السوري الحر والأبي

منذ أيام رفض النظام استقبال العربي , وما جرى على الساحة السورية من تطورات أرعبت نظام الحكم وأركانه , فقد كان من المفروض أن تتم الزيارة على ماأذكر يوم الأربعاء الماضي , فرفضت الزيارة

وقبلت اليوم

على الساحة السورية حسب اعتقادي أن من أهم الأحداث الداخلية والتي أجبرت بشار الأسد على الرضوخ لصوت الجامعة العربية واستقبال أمينها العام هو وصول الإنشقاقات في الجيش السوري لدرجة أرعبت نظام الحكم السوري , بالإضافة لذلك هو مقدرة الجيش السوري  الحر المنشق على تنظيم نفسه وضرباته الموجعة ضد مفاصل القوات المجرمة بالإضافة لذلك التململ الحاصل  من أصدقائه القدامى  والداعمين له , والعقوبات المتكررة وسقوط اعلامه وعدم استطاعته منافسة كامرات الموبايلات والتي يحملها اعلاميو المظاهرات , والتسريبات المرسلة من قبل الأمن السوري والتي تظهر وحشية التعامل الأمني مع المتظاهرين , فالتي سربت من الأمن هي سلاح ذو حدين , السلاح الأول هو بث الرعب في نفوس الشعب السوري , ولكن كان لذلك مردود عكسي زاد من الثائرين الإصرار على استمرار ثورتهم للتخلص من هذه العصابات الاجرامية واستحالة الحياة في ظل هذا النظام وعصاباته , والعودة عن الثورة هو أخطر بآلاف المرات من الاستمرار بالثورة لاسقاط النظام , والحد الآخر لهذه التسريبات كان له تأثير سلبي على النظام دولياً يثبت فيه أنه نظام مجرم قاتل يمارس جرائم حرب ضد شعب أعزل , وسقط دولياً ,

نستنتج من مما تقدم أن النظام وصل لطريق مسدود وبدأ يغرق في جرائمه  , ولم يجد أمامه إلا القبول بالمبادرة العربية , وإن لم يقبل بالمبادرة العربية , فليس أمام الجامعة العربية إلا رفع الأمر للأمم المتحدة  ومجلس الأمن لحماية الشعب السوري والذي بدأ يصرخ بقوة  في طلب حماية المجتمع الدولي له وحمايته من اجرام هذا النظام , فالتدخل الدولي هو المرعب الحقيقي للنظام البعثي في سورية

فالمبادرة العربية بمضمونها الشامل مبقية على النظام حتى عام 2014 , مع اصلاحات سياسية وبنيوية في هيكلية النظام والتحول التدريجي للديمقراطية المزمع اقرارها في سورية في المستقبل , ولن تفقد هذه المبادرة التأييد وتبنيها من قبل أطراف كثيرة محسوبة على المعارضة وعلى الثورة ومن المستقلين والصامتين

فالثورة أمام هذا الأمر وعليها أن تأخذه بجدية مطلقة وأن تفكر وتعمل بجد ونشاط كبير هذه الأيام والأيام المقبلة في التحدي والتصدي وزخم المظاهرات حتى لايتمكن النظام من ركوب طوق النجاة هذا , والإستفادة من كبر حجم التمرد في الجيش في الأيام الأخيرة , وزيادة الضغط الدولي وزيادة الضغط الداخلي لاسقاط هذا النظام بأيد سورية  بحتة وكم ستيكون نصرنا عظيماً عندما يكون بأيدي أبنائنا الآعزاء.