حتى الحمير تقف حجر عثرة ضد ممانعة النظام السوري

حتى الحمير تقف حجر عثرة

ضد ممانعة النظام السوري

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

منذ يومين شكلت  العفو الدولية لجنة لتقصي الحقائق في سورية  , ومكونة من ثلاث خبراء , واجتمعت لجنة الدفاع عن حقوق الحيوان وقررت مخاطبة الجامعة العربية  , للقيام بتشكيل لجنة  مهمتها البحث وتقصي الحقائق عن حقوق الحيوان في سورية

بنفس الوقت عرض  اللبناني ميشيل عوض في الاتجاه المعاكس  والذي قدم على الجزيرة قبل قليل وثائق يعتبرها دامغة على أن الثورة السورية هي ليست ثورة ولا وجود لها على الأرض  , وكل الفبركات الاعلامية هي هيلويدية بامتياز , ولا وجود لها على أرض الواقع

لقد كان كلامه مقنعاً جداً , وخصوصاً الدليل الذي قدم على الجزيرة في النشرة الاخبارية , والذي يظهر دليلاً دامغاً على أن الثورة هي مؤامرة خارجية تدار بامتياز من قبل اسرائيل وأمريكا وتركيا ضد الممانعة التي يقودها بشار الأسد

لقد كان الدكتور الكيالي والمقابل له ضعيف الحجة  طيب القريحة ليس مكانه هنا , مع صدقية كلامه ولكن لم يستطع ايصال الفكرة كما فعلها ميشيل عوض

خرج الممانع منتصراً , وأن المؤامرة ستقبر , وأن النظام باق والشعب زائل

ومع أنني من المؤيدين  للثورات العربية والداعمين لها قبل وبعد حدوثها , فقد أدخل في نفسي الشك والريبة  , عن وجود عصابات مسلحة ومهمة الجيش هي القضاء على تلك العصابات المخربة والتي تسفك الدماء البريئة

وانتهى البرنامج  ومزيد من الشك والتوتر قد غرس في داخلي وفي فكري وعقلي , وأنا على هذه الحالة شدني منظر لم أشاهد مثله في حياتي يعرض على التلفزيون في مقدمة الأخبار بعنوان الثورة السورية

طفل لم يبلغ العمر الحلم كما يبدو شكله يهرب من المكان , المكان.... مكان ما في البادية السورية  , هذا الطفل يرعى مجموعة من الحمير , تحيط فيها كتيبة من الوحدات الخاصة السورية  , تنزع الأغطية الموجودة على ظهرها , وتقدم غنائم للضابط المسئول صاحب الرتبة العالية , يعطي الضابط الأمر بإطلاق النار على تلك الحمير , وتبدأ المعركة ويحمى وطيسها , ومع أن المعركة من طرف واحد , وتنهال الرشاشات الأتوماتيكية وبزنود الأبطال من الوحدات الخاصة السورية والسواعد الفتية على تلك العصابة الشرسة من الحمير , وتنتهي المهمة  منقوصة فقد استطاع أحد الحمير الهرب , يقف الضابط والجنود والرتب بحسرة مابعدها حسرة فلقد   تمكن زعيم العصابة من الفرار , سوف يكون ذلك حسرة عليهم وعلى قائد الممانعة في أنه مازال أمامه وقت طويل حتى يستطيع القبض على زعيم العصابة هذه , وحتما سوف يجمع قواه ويجمع حميره ليسقط نظرية الممانعة

عندها عرفت مالذي يقصده ميشيل عوض , لذلك انمسحت تلك الشكوك من عقلي وفكري وعدت كما كنت , وعندها عرفت أن ميشيل عوض أدنى عقلاً وفكراً  ومنزلة من ذلك الحمار والذي فر ونجا من القتل , فقد عرف هذا الحمار من هم القتلة ففر في جلده ونجى منهم , بينما عوض لايعرف من هم المجرمون

فلقد تفوق الحمار الفار والهارب على كل من منظمة العفو الدولية ومجلس حقوق الانسان العالمي والجامعة العربية ومنظمة الدفاع عن حقوق الحيوان وعلى الرئيس الروسي ورئيس الصين والهند وأمريكا اللاتينية  ومن طهران إلى لبنان وأحمد حاج علي وطالب ابراهيم وحتى البوطي وحسون كمان

هي ممانعة النظام في تتبع مسارات الحمير وبواسطة قتل تلك الحمير في الأماكن والتي تبعد ألف كيلو متر عن الجولان يرعب اسرائيل وتهرب من الجولان .