خطأ النظام السوري المجرم القاتل باجتياحه لحماة

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

المجزرة التي يقوم فيها مجرموا نظام الوحش في سورية وأخص بالذكر المجزرة التي تنفذ في حماة الصابرة الأبية بأيد أسقط وأخس مجرمي الأرض ضد شعب أعزل , فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن :

على الرغم من أن مدينة حماة مطوقة بقوات الإجرام تلك , والتي تعبر عن نفسها بأنها طائفية بحتة تنتمي لطائفة النظام ومن لبنان وإيران والعراق , والسؤال هو:

لماذا تم توقيت الهجوم يوم الأربعاء الماضي بالذات ؟

قد يقول البعض أنه جاء قبل رمضان , والزمن المرتقب لتصعيد الإحتجاجات فيه ضد النظام من قبل الثوار , ولكن  عندي رأي مخالف لذلك مع احترامي لكل الآراء المطابقة

لنعبر الحدود السورية والذي يهمنا في المقام الأول هنا هو تركية , فلو عدنا لتصريح السيد أردوغان في السابق أنه لن يسمح بتكرار مجزرة في حماة كما حصل في سنة 1982

ولنعد بالذاكرة قليلاً عند بداية انطلاق الثورة وعندما بدأت العلاقات التركية السورية بالتصدع استعمل النظام عبر عملائه في تركية وبتحريض الأكراد في المدن التركية كافة وكانت نتيجتها مظاهرات كبيرة عمت مختلف المدن التركية , وهي عبارة عن رسالة من رئيس النظام السوري للقيادة التركية أننا نحن لكم في المرصاد إن تحركتم ضدنا

يضاف لذلك التطور الذي حصل يوم الإثنين أو الثلاثاء في تركية , عندما قدمت القيادة العسكرية , والمتمثلة برئيس الأركان وقائد القوات الجوية والبحرية والبرية تقديم استقالة جماعية , وعندما ندقق بموضوع الإستقالة تلك , وكأنها انقلاب مبطن يقوده عدد من ضباط الطائفة العلوية وثقلهم الكبير في الجيش التركي , يمكن الإستنتاج بأن هدف الإستقالة هو انقلاب على حكومة حزب العدالة والعودة لسيطرة العسكر مرة أخرى

في لب هذه الأزمة في تركية اجتاح الجيش السوري مدينة حماة , وهنا يوجد تفسيرين لاجتياح الجيش لمدينة حماة :

يوجد تنسيق ما بين هذه القيادات العسكرية والنظام السوري , حيث تكون الحكومة التركية مشغولة بهذه الأزمة المفتعلة من قبل العسكر مع الحكومة , وعند ذروة الأزمة تقوم القوات السورية المجرمة باجتياح مدينة حماة , ويفقد بالتالي أردوغان مصداقيته عندما هدد بعدم السماح بتكرار المجزرة

أو الاحتمال الثاني أن العملية ماهي إلا عبارة عن أزمة داخلية لاعلاقة لسورية بالموضوع , والنظام المجرم استغل الأزمة وقد يكون مقتنعاً بأنها لم تمض بسهولة وسيكون لها نتائج كارثية على الحزب الحاكم في تركية  , ولكن تقديرات دمشق باءت بالفشل والأزمة انتهت وخرج رئيس الوزراء منها ليكون هو الحاكم والجيش مجرد وزارة من الوزارات الأخرى لينتهي دور الجيش السياسي بالكامل في تركية

ومن ناحية أخرى قبل دخول حماة كأن الرأي العالمي اعتاد على الثورة السورية وأصبح تحركه شبه معدوم تقريباً ولكن مجزرة حماة ألهبت ضمير العالم أجمع واشتدت الحملات الإعلامية على النظام السوري ومنها بيان مجلس الأمن الأخير ,وسوف يتم بحث القضية السورية بعد اسبوع واحد من البيان , وخلال هذا الأسبوع ستظهر جرائم النظام في حماة للعالم وسيكون القرار القادم حسب اعتقادي إحالة الملف السوري للمنظمة الدولية لحقوق الإنسان ومن ثم رفعها للمحكمة الدولية

بالإضافة للموقف الدولي ألهبت مجزرة حماة كل أحرار الشعب السوري ولم يبق جزؤ في سورية إلا وانتفض ضد هذا النظام المجرم الفاجر والعاهر والقاتل

والبطولات والتضحيات التي يسطرها شعبنا الحر الأبي والبطل متحدياً كل عنجهية وإجرام هذه العصابات , لهو دليل حتمي على أن النظام أصبح عمره قصير جداً , وسيسقط قريباً بإذن الله تعالى تحت أقدام أبطالنا الحر الميامين