سيسقط النظام
رفعت الأقلام وجفت الصحف..
م. عبد القادر زيزان
سوريا العظيمة اليوم تتحدى أعتى أنواع الظلم وأشدها قسوة .. رغم كل تلك الظلمة نجد جميع الثوار بمعنويات عالية جداً ، بل كلما سقط شهيد أو منعوا الصلوات في المساجد أو سعوا لتدميرها ، زادت الثورة استعاراً واقتراباً من النصر ..
شهد العالم بشرقه وغربه بطولة ثوار سوريا السلميين وكذلك إجرام طاغية الشام الذي استعان بالفرس الإيرانيين وجند حزب الله اللبنانيين ..
هذه العلاقة التي تربط الثلاثي الإجرامي الذي يدّعي كل طرف منهم بالممانعة والمقاومة الكاذبة وعداء "أمريكا" و "إسرائيل" .. لها تاريخ قريب ونهاية واحدة ..
تاريخ اغتيال الشهيد رفيق الحريري ودلالات تورط الثلاثي بها .. تكشف أن نهايتهم واحدة بسقوط رأس الظلم في بلد الياسمين ..
لقد أذِن الله بزوال الحكم الجبري في شام العزة ، كما أذِن من قبل في تونس ومصر ، لتحيا من جديد الحرية التي أُعدمت من نصف قرن .. والثورة اليوم ليست كالماضي .. ثورة شعبية شاملة عامة تشمل كل المحافظات وكل الفئات حتى الأطفال كانوا أبطالها السبّاقين ..
أبواق النظام راهنوا على الطائفية والتفريق .. فلم تجد لها طريقاً .. وراهنوا على حلب .. فكانت عشية ليلة رمضان من لهب ..
ومن دلائل السقوط القريب هضبة الجولان المحتلة ، خاف المحتل على نفسه فأسرع ببناء جدار عازل يحميهم ، لأن المافيا التي تحكم كانت الحامية الحانية ..
جنود حُماة الديار حاول النظام توسيخ سمعتهم فكانت الانشقاقات وترتبت بمسميات : حركة الضباط الأحرار والجيش السوري الحر .. وهذه ضربة قوية لم يكن يحسب حسابها طاغية الشام..
بما أن السقوط قاب قوسين أو أدنى .. علينا التفكير بجدية وبسرعة عن ترتيبات البيت السوري الحر الجديد .. إما حكومة ظل كما اقترحها الأستاذ هيثم المالح ، أو مجلس إنتقالي يسير أمور البلاد حتى تترتب أمور الدستور الجديد والانتخابات الحرة التي يطمح الثوار تحقيقها ..
ملامح السقوط تحمل سيناريوهات عدّة .. إما هروب عائلة المافيا كما روّج له البعض أو نهاية كل قاتل ، وقد تكون هذه النهاية على يد الدائرة المقربة التي يحتمي بها رأس الهرم فرعون الشام..
عموماً مهما يكن شكل السقوط ، فالنتيجة النهائية النصر .. وسوف يكون الحساب عسيراً لكل من دافع عن هذا الإجرام بقول أو فعل .. وسيحاسب الثوار الأبواق النبيحة والشبيحة .. وسيحاسبون أيضاً كل من يثبت تورطه مع ميليشيات إيران على أرض الشام ..
ثورة سوريا اليوم أشبه ببدر الكبرى .. كانت الفرقان بين الحق والباطل ، والمجريات واضحة لا يغطي شمس الحق غربال .. والسكوت اليوم يعد داعماً للإجرام .. أيها الصامتون لن تنالوا شرف النصر بعد اكتماله ..
" سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ " .