رمضان كريم يتشح بلون الدم
علي الأحمد
إستقبلت حماه ودير الزور حمص هذا العام رمضان بشكل جديد مختلف من ناحية الطعم واللون والنكهه ... رمضان أحمر قاني ينزف في كل مكان ... رمضان لا حلوى فيه ولا مرطبات ولا تهاني ... رمضان على هدير الدبابات في كل مكان . ترى أي مستقبل مروع ينتظر هذه الاجيال التى تربت وكبرت وترعرت في ظل الخوف والقهر والقمع والفساد ؟؟
رمضان أحمر قاني شديد الحمره في حماه وسوريه كلها ، وهي المدينة العصيه المتمرده القويه ذات العنفوان الاسطوري ، لم تنسى بعد ماضيها الدامي ، ليذكرها الاوغاد به من جديد وبنفس الطريقه ولكن مع فارق وحيد هو تلك الاجهزه الصغيره في أيدي أبنائها يوثق ما لم يكن ممكنا توثيقه قبل ثلاثين عاما .
سوريه ورمضان الحالي ... كيف سيكون العيد مع الاف الثكالى والارامل والشيوخ الذين يفقدون أبناءهم كل يوم ؟ وأي مصير يجلبه لنا هؤلاء الكلاب الذين يعيثون فسادا وإفسادا وسفكا للدماء؟
ألم نكن أكثر من حذّر منهم في موقع سوريون نت وأول من قال عنهم كل ما نراه اليوم أمام أعيننا ؟؟
ألم نقل أنهم أحفاد القرامطه الذين سرقوا يوما الحجر الاسود من مكانه ومنعوا الحجيج عشرين عاما ؟؟
ألم نقل عنهم أن لا حرمة لديهم لدم او مال او عرض ، وأنهم قوم لا دينيون ولا أخلاقيون ولا قيمة للشرف لديهم ولا لمكارم الاخلاق؟؟
ألم يرمنا الكثيرون بالتطرف والمبالغه في تجريمهم واليوم يتبين للجميع ان كل ما قلناه عنهم إنما كان نذرا يسيرا مما هو حقيقتهم الفعليه ؟؟
أليس في جعبتهم الكثير الكثير مما يمكن أن يفعلوه من ويلات قبل ان يسلموا البلد خرابا وقد فقد الالوف وربما عشرات الالوف من أبنائه ؟؟
هل لدينا خيار آخر غير المواجهه معهم ؟؟
هل يفهم شخص مثل ماهر الاسد او رامي مخلوف أي لغة للحوار غير لغة السجون والدماء والارتماء في حضن المشروع الايراني الصفوي وحزب اللات ؟؟
إنه قدرنا وليس لنا الا الوقوف في وجوههم وليس لنا الا الصمود والصبر ورص الصفوف حتى يحكم الله بيننا وبينهم .
نحن الذين تركناهم يوما ما يصلون الى الجيش ومن خلاله الى الحكم الكامل وهم اليوم يذبحونا بنفس السكين التى ناولناها لهم عن غفلة او غباء او حمق او خيانه .
نحن الذين فرطنا وتقاعسنا حتى إستلموا زمام الجيش وظلوا يقووه ويدعموه بكل ما نملك من خيرات استعدادا لهذا اليوم الذي نراه الان .
نحن الذين كنا نكيد لبعضنا البعض ونمكر ببعضنا البعض وهم يتعاونون ويخططون لجلبنا جميعا الى مذبح الجزار .
نحن الذين كنا نلهو ونلعب ويخوّن بعضنا البعض بينما كانو يجلبون أبناءهم للجيش والامن لكي يدوسوا على شوارب أكبر رجل فينا .
نحن من أخطأ ونحن من يدفع الثمن من دمنا وعرضنا ومالنا حتى يقضي الله بيننا وبينهم ، ونتعلم من هذا الدرس أبلغ العظات .
نحن المقصرون ، ولكن سننتصر في النهايه وتكون نهايتهم لالف عام ، وربما حتى قيام الساعه .