وذكر إن نفعت الذكرى

د. رضا حمود

من كان منا يعتقد انه في بيروت العام 1975 يحدث ما حدث ...بعدما كان في العمارة الواحدة تسكن كل شرائح المجتمع من المسلم الى المسيحي نعم المسلم السني الى الشيعي الى الدرزي الى المسيحي الماروني والارثوذكسي والكاثوليكي والانجيلي كلهم احباء متعاونون كنت تجدهم في عمارة واحدة في بيروت العاصمة اللبنانية ولم يسأل احدهم يوما الاخر عن مذهبه او انتمائه ...ولم نسمع يوما انهم اختلفوا او تقاتلوا ولم نسمع يوما انهم نصبوا كمائن بعضهم لبعض وذبحوا بعضهم البعض على الحواجز الا بعد بدأ الحرب الاهلية ...من كان منا يعتقد (باستثناء هؤلاء الذين فهموا بعد المؤامرة ) منا نحن اللبنانيين ان بيروت ستقسم الى شرقية وغربية وتفرز مذهبيا وطائفيا واثنيا وحزبيا ؟؟؟من كان منا يعتقد انه بعد ان احتلت القوات الامريكية العراق ان بغداد مدينة الرشيد ستتحول الى محميات مذهبية اثنية متناحرة وان هذا الشعب تحركه اعتبارات دينية وفئوية وسياسية واحيانا جوع وقهر تنزله الى الشارع ويهلل لسقوط النظام بقوة الدبابة الامريكية – الصهيونية ...هل كان حقا هذا الشعب المسكين الذي استغلته زمرة من السياسيين والمحرضين ومجموعة من رجال الدين لتوصله الى ما هو عليه الان ...من كان يعتقد ان بغداد سيفصلها ويفصل اهلها جدار الفصل العنصري كما هو جدار الفصل العنصري في فلسطين المحتلة ...وهاهو العراق يقسم الى ثلاث دويلات وهمية ستبقى متناحرة متقاتلة شاء العراقيون ام ابوا طالما انه تتحكم بهم تلك النعرات المذهبية والطائفية والانقسامات الاثنية والقومية المتعصبة .... وفي العراق كما في لبنان تبقى فقط المقاومة لانها هي الوحيدة التي كانت مستهدفة بالرغم من محاولة تحجيمها وتدجينها وتقسيمها في عدة مراحل من تطورها وتجذيرها شعبيا ووصولها الى ما نحن عليه الان في لبنان والعراق وفلسطين وللاسف اخذت بعدها العسكري كقوة ردع لكنها اصبحت مقاومة مختلف عليها وعلى شرعية سلاحها ووجودها ؟؟؟؟؟....بعدها ننطلق الى الجزائر بلد المليون شهيد ضد الاستعمار الفرنسي وها هم ينجحون في تقسيمها سياسيا وعرقيا بعد ان فشلوا من تقسيمها مذهبيا وطائفيا لانه لا توجد ارض خصبة لهذا .... وهكذا فعلوا قبلها في السودان التي نرى نتيجته الان دولة شمال السودان هي نتيجة انجر اليها النظام السوداني الذي لم يفهم بعدها الاستراتيجي واعتبر ان القوة هي الحل ونسي ان استيعاب من يدعوهم البعض اقليات زورا وبهتانا لانهم هم ايضا جزء اساسي من مكونات هذا المجتمع وكانوا دائما هنا وليس المطلوب حمايتهم بل انهم هم مواطنون كغيرهم من المواطنين واجب النظام الدفاع عنهم بصياغة قوانين تحميهم وتجعلهم يطمأنون على وجودهم وانهم هم حقا ينتمون الى هذه الارض وتلك المنطقة لهم فيها بصمات حضارتهم وتاريخهم الذي يحاول الكثيرون الغاءه بجرة قلم وبمواقف تعصبية هدامة وشوفينية رعناء ... ونسأل ماذا يحصل الان في ليبيا وفي تونس وفي مصر وسوريا وبعده الباقي اعظم ....

الاهم عندنا اليوم مصر الحبيبة مصر ام الدنيا التي هي صمام الامان في المنطقة التي دجنوها لسنين مضت واصحاب المؤامرة على مسيرة المقاومة يعلمون جيدا اهمية مصر ودور مصر في المنطقة وهذا ليس مخفيا على احد ومنذ التآمر على عبد الناصر رمز المقاومة الاشرس والاقوى في المنطقة ....ولقد اكدنا سابقا في مقالات اخرى لجميع الاخوة في مصر الحبيبة ومن اية فئة او دين او مذهب او حزب كانوا بانكم احباء لنا جميعكم لاننا نحتاج الى مصر الموحدة القوية وعليكم ان تبحثوا حقا وبكل شفافية ومصداقية عن هؤلاء الذين تآمروا على رموزكم لتعرفوا من هم اعداء مصر ومن يريد لمصر التخلف والانحطاط والتقسيم والتفتيت ؟؟؟؟ ابحثوا عن هؤلاء في تاريخكم وتاريخ المنطقة ستجدونهم جراثيم وفيروسات تكاثرت وتغذت على فتات الغرب ومخلفات الغرب وربيبتهم اسرائيل ..... ابحثوا عن هؤلاء الذين اوصلوا الناس الى الاعتقاد واعتقدوا ان القدس هي في افغانستان وبدأوا تحريرها من هناك ؟؟؟؟ وتناسوا حقا ان القدس هي في فلسطين ...لقد فقدوا البوصلة فقدوا الاتجاه ام انهم ارادونا ان نفقد الاتجاه ؟؟؟؟؟؟.... لقد تناسوا ايضا ان شعب فلسطين قد ذبح في عمان وتتالت عليه المؤامرة في لبنان وفي سوريا ومصر وطبعا عند المعتقدين ان القدس في افغانستان اولا حتى وصلنا الى تقسيمه الى حمساويين وسلطويين وكأن فلسطين تحتاج حقا لنهر من الدماء كالذي جرى في الاردن ولبنان والعراق والجزائر وليبيا وسوريا واليمن والحبل على الجرار... وهل ستعتبر مصر واهل مصر من تلك المؤامرة لوقفها ووأدها قبل ان تستفحل فيها ؟؟؟؟؟ اليس واضحا ان الذين يبذرون المليارات على الاعلام تابعوا فضائياتهم سترون وتعلمون انهم نفسهم الذين يدعون الى التفرقة والانكى من هذا كله الكل يصف نفسه بالورع والتقوى من ناحية ومن ناحية اخرى يزرع بذور الشقاق والنفاق ...وكم مرة نحن قلنا اننا لسنا باغبياء لاننا نرى التقوى والورع يزرزب منهم في كازينوهات لوس انجلوس الامريكية والكازينوهات الاوروبية ولو تكلمت الجدران سنجد ان من يقسم هذه المنطقة هم زمرة من المنافقين الذين يتسترون وراء الدين والدين منهم براء وليكن واضحا انه لا احد يريد ان ينزع عن تلك المنطقة دورها الحضاري الذي شارك فيه الجميع لان هذه المنطقة هي مهد الحضارات والديانات ... فمن ياترى جعل هؤلاء واعطاهم الحق ان ياخذوا مكان الله سبحانه وتعالى ليكفروا الناس ويعتدون على حرمة البشر الآ مينين ....ونسال الجميع هل تريدون دولة قبطية ونوبية في مصر والسودان ودولة في بنغازي واخرى في طرابلس الغرب وفي وهران والجزائر العاصمة وتونس العاصمة والقيروان ؟؟؟؟ وصفاقس والدار البيضاء وحماة السورية وحمص وحلب ودمشق وجنوب لبنان والجبل في لبنان ليتبرر حقا قول نيتنياهو الصهيوني وامام الامم المتحدة ان يهودية الدولة الصهيونية هي الهدف اولا ... واخيرا اذا بقيتم هكذا لا بد نعم لا بد لي ان انعيكم كما تم نعي الدولة اليوغسلافية ودولة العراق الذي تباهيتم يوما بانها حامي البوابة الشرقية لهذه المنطقة .... ولا يعتقد احدكم ان ماكتب منذ بداية القرن العشرين لا ينطبق علينا اليوم فحذاري حذاري من ثعابين وافاعي المذهبية والطائفية والتكفير....

ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين ، ويل لأمة تلبس مما لاتنسج ، وتأكل مما لاتزرع ، وتشرب مما لاتعصر ، ويل لأمة تحسب المستبد بطلا ، وترى الفاتح المذل رحيما ً، ويل لأمة لاترفع صوتها إلا إذا مشت بجنازة ، ولا تفخر إلا بالخراب ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع ..

ويلٌ لأمة سائسها ثعلب، و فيلسوفها مشعوذ، و فنها فن الترقيع و التقليد. ويلٌ لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل و تودعة بالصَّفير، لتستقبل آخر بالتطبيل و التزمير. ويلُ لأمة حكماؤها خرس من وقر السنين، و رجالها الأشداء لا يزالون في أقمطة السرير. ويلٌ لأمة مقسمة إلى أجزاء، و كل جزءي يحسب نفسه فيها أمة.".....