كل المظلومين قد تجد لهم ناصرا إلا شعبنا في سورية
كل المظلومين قد تجد لهم ناصرا
إلا شعبنا في سورية فلن تجد له ناصر
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
لم ترتكب مجازر في البلدان العربية ضد شعوبها , كما ارتكبت وما زالت ترتكتب في سورية , والكل مع الكل في الكل صامت ساكت يقول تحية لك أيها النظام الفاجر
لم نسمع منظمة دولية اهتمت بشئون اللاجئين السوريين في الثمانينات مع أن العدد فاق ال150 ألف إنسان ويفوق هذا العدد من الشهداء
وكأن الأمر لايعني العالم لامن قريب ولا من بعيد عرب ومسلمون وغرب وشرق وشمال وجنوب , والفنان جورج وسوف يركع لابن خال الرب , والبوطي وحسون وأحمد الحاج شياطين الرب بثور عما يدوروا حوله ومعهم البخور والمصنوع من روث الحمير
وهل من المعقول لايوجد ناصر للشعب السوري المظلوم ؟
الذي يجري على الأرض هو احتلال ممنهج وقذر , يذكرني باحتلال أمريكا للعراق , حيث كنت شاهداً عليه , ولكن من الغباء الكبير أن يتبع النظام هذا الحل , وهو من صالحنا كشعب سوري ينشد الحرية والخلاص من هذا النظام الفاجر
وماهي مصلحة الثورة في ذلك؟
إن الأحتلال لأي مكان والإستقرار فيه إن صادف هذا الإحتلال السكون والتعامل الجيد بينه وبين الشعب الجديد سيعم الخير على الجيش المحتل وسينهب ويسرق ويقتل , ولكنه لن يستطيع تطويع كل فئات الشعب , وستظهر حركة مقاومة مسلحة وسلمية ويبدأ النزيف للمحتل على المستوى العسكري والسياسي والإقتصادي , وكما شاهدنا وقائع غزو أمريكا ومعها العالم أجمع في غزوها لافغانستان والعراق كيف استنزفت الموارد الأمريكية والغربية مع ماتملكه العراق من مخازن استراتيجية هائلة منها النفط وجوانب مادية أخرى هائلة وقعت في أيديهم وسرقت ونهبت من قبلهم , ومع هذا وكله الأزمات الإقتصادية العالمية تضغط على المجتمع الدولي وقد يصل الأمر لعودة الديكتاتوريات فيها للخروج من هذه الأزمات , والتي سوف تزيد الأزمة ولن تنقصها , وستكون الفائدة لقلة كما نلاحظه في الديكتاتوريات التي عندنا
احتلال المدن والقرى والضواحي قد يسكت الأصوات في المنطقة المحتلة أيام وليس شهور ولا أسابيع , وستعود الحالة كما كانت بل أشد قوة , والدليل واضح في ريف دمشق وحوران واللاذقية وبانياس وجبل الزاوية ومعرة النعمان والدير والبوكمال ودمشق وغيرها من المناطق السورية , وهل استطاعوا اخراس حمص الأبية ؟ ولن يستطيعوا أبدا
لن تجد هذه الطريقة أبداً أمام إصرار الناس على تحقيق هدفهم وهو اسقاط كل من يستحق السقوط من الهرم لأقل سلطة فيه
حماة البطلة سقط منها في السابق الآلاف من الأحرار , ونهضت بعد عقود واليوم يحاول نفس النظام إخماد صوت الحق فيها كما فعل في الثمانينات من القرن الماضي , ولكن هذه المرة تختلف عن سابقاتها كثيراً جداً
في الماضي كان يتهم المنتمين لحزب سياسي واحد وجرت معارك فيها وانتصر النظام من كثرة جرائمه , أما الآن على من ينتصر , فالشعب فئة قليلة مؤيدة للنظام وفئة صامتة مع الثورة وفئة ثائرة , فالمؤيدون يتناقصون والصامتون ينضمون للثورة رويداً , فهل سيقتل النظام شعباً بكامله ؟ فهو لن يستطيع ولن يقدر وستتحول كامل القوة بيد الثورة حتما , والذين يدخلون المدن من الجيش ماأن يستقر ربما ساعات حتى يجد نفسه أنه هو ضد أهله وناسه , فيفكر البعض بالتمرد والبعض بالهروب والبعض الآخر النية جاهزة ولكنه منتظر الفرصة المناسبة
أمام صمت العالم وعدم مناصرة الثورة في سورية , فعلينا كسوريين أن نحدد مسارنا وطبيعة عملنا وضد من نحن نقاوم وعندها سنعرف أن التضحيات التي تتم هي لامفر منها
المخطط واضح وكما ذكرت صحيفة الوطن السورية أن الإنتفاضة والثورة هي مؤامرة القصد منها تدمير التحالف الثلاثي السوري الإيراني اللبناني , وهذا دليل حتمي على أن النظام في سورية هو جزء لايتجزأ من الهلال الشيعي , والكل يعلم خطر هذه الدولة الصفوية المرتقبة على الأمة العربية والإسلامية
وبالتالي فثورتنا ليست ضد النظام فقط وإنما هي ضد هذا المحور من ناحية ومن ناحية أخرى يقودنا ذلك إلى أن سورية تحت احتلال لدولة أجنبية بالتعاون , بالتعاون مع النظام الحالي , وبالتالي فسورية هي ولاية إيرانية تنفذ مخططاتها والطريق للسيطرة الكاملة عبر عملائها في سورية
وطالما نحن لسنا ضد النظام فقط وإنما ضد احتلال , وعليه يجب مقاومة هذا الإحتلال وطرده وإسقاط المتعاونين معه , فلو اقتنعنا بذلك كسوريين أحرار عندها يحق لنا استخدام كل شيء متاح لدينا , وفي هذه الحالة ستقوى الثورة وستقوى العزيمة , وعندها سيتحول العالم الصامت لجانب القوة
وقد يقول قائل أنك تبالغ في الأمر , ولكن نظرة شاملة على مايقوم فيه النظام من إجرام داخل الأراضي السورية ومقارنة ذلك مع الإحتلال الصهيوني وتعامله مع الفلسطينيين نراه قد تفوق عليه في الكثير من الجرائم , فهو يعامل الشعب السوري معاملة احتلال بالكامل , في التخلص من العقول وتردي او ضاع البلد ونهب وخيراتها وقتل وتعذيب أهلها , وبلغت وحشية هذا الاحتلال وحشية الأوربيين عندما احتلوا أمريكا