الهاشمي في الدفاع وزارة تختزل كل هموم المواطنين
الهاشمي في الدفاع وزارة
تختزل كل هموم المواطنين
د. هدى حمودي
من المسلم به أن الوضع الأمني في العراق يعد مفتاح الاستقرار والوحدة والرفاه وهو وثيق الصلة في الديمقراطية الحقيقية والنزاهة والاستثمار , لقد تأخر تأهيل قطاع الكهرباء بسبب الوضع الأمني وتأخرت عمليات التطوير وزيادة الإنتاج النفطي لذات الأسباب وتعطل القضاء وخضع للابتزاز وتفشى الفساد وأصبحت له مافيات وزادت تكاليف الاستثمار وتعطلت , والذريعة هي الوضع الأمني , ورب سائل يسأل هل الأمن مسالة مستعصية إلى هذا الحد أم أن أجندة إقليمية أو ربما حكومية تريد إبقاء الأمن هشاً ؟؟
نعم الأمر صعب لكن ليس بالعسير ولكن لحد ألان لم يوسد أمر الأمن إلى أهله فقد تسلم سعدون الدليمي وزارة الدفاع وكان مطية لفيلق القدس الإيراني والاطلاعات حتى ان إيران عرضت عليه العمل سفيرا للعراق فيها .. وعبد القادر العبيدي كان أمعه بيد الحزب الحاكم وفي نفس الوقت راغياً للمؤسسات الطفيلية الأمنية التي تعتعش داخل المنظومة الأمنية ولم يحرك ساكنا أمام سطوة القائد العام للقوات المسلحة ومليشياته التي تعيث الفساد في امن العراق بكل محافظاته والتي وصلت حداً إلى قبول هذه المحافظات بمبدأ الفيدرالية والانفصال عن العراق على أن تبقى ذليلة مهانة على يد قوات تخرج من بغداد تقتل وتسلب وتنهب وتعتقل دون علم من القوات الامنية في تلك المحافظة .
كنا نتمنى إن يمسك بمقاليد الحكومة قادة الكتل السياسية فيكون الهاشمي وزيراً للدفاع والجعفري وزيراً للصحة وعلاوي وزيراً للكهرباء وعبد المهدي وزير للداخلية والمطلك وزيرا للتعليم والنجيفي وزيرا للبيئة والكل يعمل بروح الفريق مع رئيس الوزراء (مقاولون) في مشروع مارشال لإنقاذ بلدهم فليس مقبولا أن يتراجع الوضع الصحي وتتراجع معه سمعة السيد الجعفري وهو اختصاصي , وليس مقبولا أن تسمح علاقات عبد المهدي مع الجيران بإفشاله كوزير للداخلية وليس مقبولا أن يفشل الهاشمي في الدفاع وقد كان ابناً لهذه المؤسسة ويعرف كل تفاصيلها وكذلك بقية الطاقم أما التمسك بالوجاهة والبلد يحترق , يقينا أن الجميع سيفشل والعراق يخسر ويتراجع ..
في السابق كنا نقف إلى جانب المالكي ونعطيه الحق في بحثه عن ترضيه للجميع في المناصب وكنا نعذره عندما يرفض مايرشحه الاخرين للدفاع لأنه هو الأعرف في بهذه الوزارة ومن هو أهل لها ولكن بعد عرض السيد الهاشمي بقبوله المنصب كوزير للدفاع فأن الوضع يقينا قد تغير نعم لم نكن نعلم أن أحدا في هذه الحكومة يتواضع ويترك الوجاهة ويشمر عن ساعديه لبناء العراق .. لقد ألقى الهاشمي الكرة في ملعب السيد المالكي الذي عرض فكرة الترشيق وبقي عاجزا أمامها , وعرض السيد الهاشمي يفتح الباب لمراجعة كل المناصب ويتيح للسيد المالكي تشكيل وزارة من الزعماء فيكون ((زعيم الزعماء )) وبذلك يخرج العراق من عنق الزجاجة فهو المخرج الوحيد في ظل الوضع الراهن وهو الضوء في هذه النفق المظلم ..
أن عرض السيد الهاشمي قد يضع المالكي في حرج كبير ويضع نوايا المالكي في الاستبداد على المحك فأن رفض بقي الأمن على حاله وبقيت حالة الاستعصاء دون مخرج وفوق ذلك فأن المالكي سيكون متهما من قبل الشعب بالمسؤولية عن تردي الأمن وما يتعلق به من تداعيات وان من كان يتجرأ على توجيه الاتهام للسياسيين بالتسبب في معاناة الشعب كفريق فانه يقينا لن ير بعد اليوم سوى المالكي المستبد سببا لهذه المعانات ولهذا الفشل .
مانتمناه أن يتلقف المالكي حبل النجاة وان يكون الهاشمي جاداً فعلا في قبول هذا المنصب وليس لإحراج المالكي ونتمنى أن يتحلى جميع السياسيين بذات الروحية من الإيثار والتواضع من اجل العراق ,لان هذا العرض قد جاء في وقت حرج للغاية فقد كان من الواضح أن العراق قد فشل في بناء منظومته الأمنية وان القوات الأمريكية لن تنسحب وتترك العراق للذئاب التي تتربص بحدوده من الشمال إلى الجنوب فتقصف وتقطع الماء وتسرق النفط وتعبث في كل شيء وتنتظر لحظة الانقضاض لمناسبة .. فهل المالكي شريك في ديمومة هذا الوضع ؟..
كما إن الأمر تعالت فيه صيحات المحافظات المطالبة بإعلان الأقاليم , الذي يعد بداية للانفصال والتمرد على المركز فهل يقبل المالكي على تأريخه السياسي ان يكون (غورباتشوف)العراق ؟أم يريد أن يكون بسمارك العراق فهو بين خيارين والخيار الثاني هو المشرف الذي يقبل فيه عرض التواضع من زملاءه في العملية السياسية فيرشق الحكومة إلى 15 وزيرا فقط ويسندها إلى زعماء الكتل السياسية ويسهموا في بناء العراق الذي يحلمون به ويتناسون الماضي ويقلبون صفحة جديدة يكونوا فيها (زايداً أو اوردوغاناً )وأتمنى أن يكونوا جميعا قد سمعوا نصيحة مانديلا وهو الثائر والمظلوم الذي تعلم كيف يعفوا ويصفح عن الخصوم من اجل الهدف الأسمى وهو بناء البلاد .وأقول لهم بان مانديلا قد استشهد بقول سيدنا محمد (ص) مع انه لم يكن مسلماً (اذهبوا فانتم الطلقاء )
ان الهاشمي فتح الباب أمام صيحة عراقية لاتقل عن صيحة (وامعتصماه ) فقد بلغ الأمر في بلادنا مابلغ وقد
أصبح حوضنا تعفو نصائبه ...وذودنا ليله الأوراد ظمئان
إننا ننتظر من الجميع عرضا في التواضع يفتح الباب للحل وإلا فأن الجميع محل اتهام ونقمة من الشارع بأنهم مرتزقة ونفعيون وان مصالحهم الخاصة فوق كل شيء وان العراق يحترق يوميا ليخفي معالم جرائمهم في الفساد والرشوة وتزوير التاريخ .
كما اذكر أن سنتان من عمر الحكومة قد شارفت على نهايتها وان الجميع سيتسول الشعب في الحصول على صوته ورضاه للعودة إلى الحكم وان هذه المرة سيكون حسابها عسيرا وان الركلة قاضية.