حديث الثوار ما بعد إسقاط النظام

حديث الثوار ما بعد إسقاط النظام

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

توجد اشكاليات كثيرة ومتاهات متعددة وحتى لايكون أمام الثورة هذه المتاهات والضياع في حبائل من هم ضد الثورة , أو ضياع الثورة في ثورة مضادة , أو وجود تغييرات طفيفة لاترقى لمستوى الطلبات والتي من أجلها قامت الثورة , أكتب هذه المقالات المتسلسلة بإذن الله تعالى , كوني أشعر أنني من الثورة قلباً وقالباً وبناءاً على ذلك سأضع جهدي المتواضع أمام الجميع راجياً منه الفائدة والتوفيق من الله العزيز القدير

أولا : كيفية سقوط النظام

توجد عدة حالات متوقعة لسقوط النظام وهذه الحالات يمكن اختصارها بالآتي :

1- مع استمرار المظاهرات السلمية وزيادة الزخم فيها عمودياً وأفقياً ومع تدهور الوضع الإقتصادي للدولة واستنزاف مواردها المالية والتعبوية واللوجستية والخاصة بسياسة النظام في اصراره على الحل الأمني , وفي هذه الحالة سيكون سقوط النظام يعتمد على الأساليب الآتية :

أ‌- انقلاب عسكري إما من أركان النظام والإنقلاب عليه , أو يكون من طبقة الضباط ذات الرتب الصغيرة من طبقة شباب الضباط في الجيش السوري

ب‌- زيادة مضطردة في تصدع قوات النظام العسكرية والأمنية عن طريق الإنشقاقات , وتشكيل جبهة عسكرية مضادة تؤدي لحرب بين الطرفين كالسيناريو الليبي الحالي على سبيل المثال

2- نتيجة التدهور الإقتصادي وارتفاع الأسعار وتدهور العملة السورية مقابل العملات العالمية , سيزيد من طبقة العاطلين عن العمل والداعمين للنظام اقتصادياً سيضطرون في النهاية التخلي عن دعمهم لقناعتهم عندها أن وجود هذا النظام هو وبال على ثرواتهم , وسينضمون للثورة حتما للتخلص من النظام والتحسب للمستقبل القريب والبعيد , وبالتالي ستزداد الضغوط على الرئيس للتنازل عن الحكم , وذلك للخروج من هذه الأزمة , ويكون التغيير هنا معتمد فقط على ازاحة رأس النظام في مقابل بقاء النظام الحالي

3- خطة طريق لحل الأزمة دوليا وبالطريقة السلمية والتحول السلس للسلطة , هذه الخطة تعتمد بشكل رئيسي على بقاء الرئيس في السلطة حتى نهاية ولايته الحالية , مع وجود تحولات ديمقراطية لها أثر على أرض الواقع , كإلغاء الدستور الحالي أو تعديله , والسماح بحرية الآحزاب والعمل لها في الداخل , وهذه الخطة لايمكن تنفيذها إلا بالحوار الدولي بين النظام وأحزاب من المعارضة لها وزنها الشعبي وثقلها السياسي على أرض الواقع السوري , مع العفو الشامل عن المعتقلين السياسيين وعودة المشردين وتشكيل حكومة من الشخصيات المعارضة للنظام والتي دخلت في المفاوضات وترقيعها ببعض الشخصيات المستقلة أو المنتمية لأحزاب لم تشارك في الحوار

4- أن تتطور الثورة السلمية إلى ثورة مضادة باستخدام السلاح ضد النظام وتمكن الثوار من قلب النظام والإطاحة فيه وتولي الثوار زمام الأمور , أو يتمكن الثوار السلميون من السيطرة على القصر الجمهوري كالطريقة التي حصلت في رومانيا عند الاطاحة بتشاوسيسكو وإعدامه وزوجته في القصر الجمهوري

5- الطريقة الوحيدة والتي يحاول النظام اقناع الشعب فيها هو طريقة الإصلاح المتدرج بوجود النظام نفسه , عن طريق إلغاء المادة الثامنة من الدستور , والدعوة للإنتخابات النيابية والرئاسية , وقانون الإعلام وحرية تشكيل الأحزاب في سورية

6- الطريقة المستبعدة ولكن توجد على أرض الواقع هو الغزو الخارجي من قبل دولة معينة كما حصل في العراق , وبوجود مشجع لها من قبل أحزاب معارضة في الداخل أو الخارج

7- وأخيرا ثيام حركة تصحيحية في القيادة السورية

هذه هي الخيارات الموجودة لحل الأزمة الحالية بين الشعب السوري والنظام والسؤال هنا :

ماهو السلوك الواجب على الثوار والموجودين في الشارع سلوكه حتى لاتضيع الثورة منهم وتضيع أهداف الثورة والتي اشتعلت لآجلها ؟

يتبع في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى