يدور الحديث عن وجود انقلاب في سورية قريباً

يدور الحديث عن وجود انقلاب في سورية قريباً

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

في حديث تطرقنا أنا واحد الأصدقاء من نشطاء الثورة السورية في الخارج , وكان الحديث في جانب منه عن بدء التحرك في السويداء , فقال لقد سمعت أن هناك قد تم اتصالات بين مسئوليين أمريكيين وبعض الشخصيات الدرزية لاقناعم في مساعدة الثورة السورية وأن يكون نشاطهم فيها مميزاً

واليوم في حصاد الظهيرة على الجزيرة , وفقرة من أقوال الصحافة العربية , تطرقت إحدى الصحف العربية وأعتقد صحيفة كويتية , فذكرت أن أمريكا قد استطاعت التواصل مع مجموعة من القادة العسكرية والمخابراتية والداعمة للنظام وتم إقناعها بالتخلي عنه , ودعم الضباط الأحرار المنشقين , والتجهيز لعملية انقلاب على نظام بشار , وأقنعت أمريكا الدروز للمشاركة في الثورة ودعمها , وأن هناك مفاجأة قريبة من الطائفة العلوية لدعم الثورة , وفي صحيفة أخرى شجعت أمريكا الأقليات العرقية والإثنية والطائفية , على مساعدة أهل السنة لإنجاح الثورة , وقد جاء التحرك الأمريكي هذا بناءاً على معلومات من الداخل السوري , عن الخوف من تطور الوضع السوري لحرب طائفية , بعد تواتر الأنباء عن بداية فتنة طائفية ظهرت ملامحها أخيراً في حمص , وأن المسئول المباشر سيكون في حال حصول ذلك هو نظام بشار الأسد

حول هذا الموضوع أعلاه ونظراً لآهميته الكبيرة ومستقبل سورية ومستقبل الثورة السورية وعدم سرقتها وهي في المهد فما علينا إلا التنبه والحذر من القادم وعلينا أن نأخذ بعض الجوانب , وعلى المختصين أن يأخذوا جوانب علينا مناقشتها للوصول لمرفأ الأمان قبل وقوع الكارثة

الجانب الأول : أصبح النظام السوري الحالي يشكل خطراً حقيقياً على المصالح الدولية عندما لعب لعبة الورقة الطائفية بعدما باءت سياسته الأمنية القمعية بالفشل أمام إصرار أبطال الثورة السورية والشعب السوري الحر الداعم للثورة , وكأنه هو الذي حفر قبره بيديه , فالصراع الطائفي في سورية إن وقع لاسمح الله وتحوله لحرب أهلية , سيكون نتيجته حتماً وبشكل مباشر أن الحدود الآمنة والتي كان قد تأقلم معها الكيان الصهيوني مع سورية , فإنها سوف تصبح غير آمنة ومن السهل ضرب عمق اسرائيل من الأراضي السورية , وما كان دعم الكيان الصهيوني لبشار , إلا أنه سيكون قادراً على سحق الثورة , ولكن نتيجة لأخطائه وعدم استماعه لنصائح أسياده وتخبطه وتخبط المحيطين فيه , لجأ وا للورقة الطائفية والتي كانوا يزكوا نارها دائما عن طريق أمنه وميليشياته تلك المنحدرة والمرتبطة بعقيدة الطائفية

فشل النظام في قمع الثورة وحضه على الحرب الأهلية , وجدت أمريكا نفسها مضطرة لخلع الشرعية عن النظام الحالي والسعي لاستبداله بنظام جديد يحقق طموحات اسرائيل في الأمان وفي نفس الوقت يكون مرضي للثوار في التحول الديمقراطي السلمي

الجانب الثاني : في حال تم تنفيذ المخطط المشار إليه أعلاه

فالسؤال ماهو موقف الثوار على الأرض بعد تنفيذ المخطط أو نجاح الإنقلاب المزمع تنفيذه لاحقاً وربما يكون قريباً جداً ؟

قبل الإجابة عن السؤال علينا أن ننظر للمخطط من جميع جوانبه والقوى التي ستظهر على الساحة من كيانات وتجمعات سياسية , بحيث نلقي نظرة بسيطة على هذه التجمعات

هناك كيانات سياسية قومية , كالأحزاب القومية العربية والقومية الكردية , وكيانات علمانية يسارية أو يمينية , وكيانات اسلامية سنية , وسوف يتبعها كيانات سياسية تنتمي لطوائف موجودة على الساحة السورية , بالإضافة لتنسيقيات الثورة السورية

أخطر المنحدرات القادمة والتي قد تصعد الجميع إلى الهاوية هو أن يكون هناك مؤتمر معارضة يعقد قبل أو بعد الإنقلاب يتم تقسيم السلطة فيه على أساس طائفي وعرقي وحزبي , أي ان يكون هناك ديمقراطية مستنسخة من الديمقراطية اللبنانية  , معتمدة على النسبة السكانية للطوائف والأعراق

ولا يمكن افشال هذا الأمر إلا عن طريق الثوار واستمرار الثورة حتى تحقيق المطالب والتي يمكن أن نختصر هذه المطالب من حيث السلطة الإنتقالية بالشكل الآتي :

تشكيل حكومة تكنوقراط (من المختصين )كحكومة مؤقتة لمدة محدودة مهمتها

إلغاء الدستور السابق , والعمل على بناء دستور جديد يتناسب مع الحالة الجديدة للدولة السورية , ثم يطرح على الشعب السوري للتصويت عليه , ثم تتم عملية الإنتخابات لمجلس النواب ورئيس الجمهورية حسب الصيغة التي يقررها الدستور