مدينة حماة السورية بمثابة ميدان التحرير
وزيارة السفير الأمريكي
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
مدينة حماة صارت رمزية كميدان التحرير في مصر ، وزيارة السفيرين الأمريكي والفرنسي نُرحب بهما ، ولست أنا بل الشعب الذي استقبلهما بالحفاوة ، وهي رسالة واضحة للنظام ، بأنه لن يُسمح بارتكاب مجزرة ثانية لحماة بعدما كان يتهيئ لها ، بمعنى
الخط الأحمر ، وهي تكفير عن الذنب الذي ارتكبته عواصم تلك الدول والغربية عن مذبحة الثمانينيات التي تمت تغطيتها من دولهم ، ولكن هذا النظام العلج مادام يشعر بتجاوزهما فلما لم يتم طردهما
إن كان كلامه صحيحاً ،والأمر له احتمالان كذب النظام ، أو وصوله إلى الهاوية وغاية الضعف بحيث لم يعد يجرؤ على منع التجاوزات ، ووصل فيه الضعف غايته وقد أضحكتني تلك العجوز الشمطاء الديناصورية ، المنحدرة من القرون الأحفورية بثينة شعبان ،
وهي تدعي بأن السفير الأمريكي قد خرب اتفاقاً كان يجري مع المشكلة في حماة كما سمتها ، وليست الثورة الشعبية السلمية ضد نظام سيدها وولاتها من آل الأسد ، والتي لم تُحل مع أهل درعا وحمص واللاذقية ودمشق وادلب وحلب وبانياس والدير وجسر الشغور ومناطق الأكراد ، ليفركشها السفير الأمريكي في حماة ، لتكون نكته من الطراز الثقيل ، أهل حمص المعروفين بالتنكيت ماطالعوا بمثلها ، صحيح ساووا البانجانة قنبلة ، بس ماوصلت لهون ، لأن ماقالته شعبولا لاينزل ولا بقبان ، على وزن قلب الباذنجانة إلى قنبلة نووية
وهناك استكشاف آخر ربما فاتها لشعبان بثونة ، وكان بإمكانها أن تدعيه ولكنه فاتها ،
وهو لربما تقع مسؤولية استمرار الثورة أو المشاكل كما يُسميها النظام على السفير الأمريكي ، الذي يذهب متخفياً إلى كل مساحة الوطن بلباس الإخفاء ، فيلتقي سراً بكل الأطراف التي تريد أن تصالح أو تحاور ليمنع ذلك ، وبخرب عليهم ، والأنكى من ذلك أن السفير الأمريكي كذب أبواق النظام ولم يرى مندسين ،
لربما لأنهم حسبوه على أنه أحد المندسين ، لنقول وبكل صراحة ، بأننا نُشجع سفراء كل الدول لحذو حذو السفير الأمريكي ، بالذهاب الى كل أماكن الاحتجاجات كبديل عن الإعلام الممنوع ، ليطلعوا بأنفسهم على كذب النظام الذي منع الإعلام من الدخول لتغطية الحدث ، بغية قتل الشعب ودفن الجريمة على طريقة نظام الأب حافظ ، وأعتقد أن زيارة السفير منعت مذبحة كانت تُحاك ضد أهلنا في حماة ، والنظام سيحسب ألف حساب للخطوة التالية في نفس الوقت الذي يستمر فيه الصمت العربي المخزي والجامعة العربية التي ندعو إلى إغلاقها فورا ، لأنها أصبحت عائقاً لاتخاذ القرارات الدولية بقصد حماية شعبنا السوري ، وبمعنى آخر صارت شريكة في الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ، كما كانت شريكة فيها بالثمانينيات
وزيارة السفيرين الأمريكي والفرنسي هو بمثابة الاعتراف الرسمي الأمريكي الأوربي بسلطة الشعب التي تمثلها هذه الجموع ، وهي بداية انتزاع الشرعية عن نظام الإجرام في دمشق ، ولا يعيب شعبنا العظيم لإقامة أي علاقات دبلوماسية مع كل دول العالم ، وإننا في المعارضة السورية نُرحب بأي اعتراف بسلطة الشعب من أي دولة ، وبالتالي ندعو مجلس الأمن الدولي الى اتخاذ الخطوات الحاسمة لإدانة هذا النظام وتحويل أوراقه إلى محكمة العدل والجنائية الدولية ، وزيارة السفيرين ليس خطوة اعتباطية ، بل هي مرسومة ضمن تلك الحدود التي شرحتها ، ولذا فنحن نرحب بها
لنقول : بأنه عندما يتجول السفير الأمريكي بين صفوف المتظاهرين في حماه ، وكأنه
يقول كما قال أردوغان بأن استخباراته تعرف كل الدقائق ، فلا مندسين بل شبيحة النظام من يقوم بالقتل ، وهذا ما أكد عليه السفير الأمريكي إذ قال : بأنه لم يجد مسلحين ، وأنا متأكد لو كانت معلومة بوجود مجموعات مسلحة صحيحة لما تجرأ السفير الأمريكي للقيام بهذه الزيارة أو تلك المغامرة ، وبالتالي فإن النظام لم يظهر بشبيحته ن لأن مكان إطلاق الرصاص سيكشف الجهة التي وراءها ، وما يعنيه إطلاق الرصاص على السفير الأمريكي الذي يعرف ودولته والعالم أجمع من وراء إطلاق الرصاص ومن يقتل من
ولنقول ابضا : من أسباب الثورة السورية المباشرة هو عمليات التجييش الطائفي لنظام الأسرة ، وكذلك الممارسات الطائفية التي عابها العقلاء من الطائفة العلوية الكريمة ، وفي اجتماع التنسيقيات في القاهرة اتفقنا في خطابنا الإعلامي على الرفض القاطع للخطاب الطائفي ، دون المانع بإظهار كل الحالات والبؤر الطائفية التي حاول النظام زرعها لدق الإسفين بين مكونات المجتمع لكشفه وعنصريته وساداويته ولمعالجتها لاحقاً بعد اسقاط النظام ، ومنها على سبيل المثال السيطرة على مفاصل السلطة والدولة والمراكز الحساسة في الدولة من قبل الأسرة والكثير من الطائفة العلوية ، وتعمد افقار المدن السنية بالذات وأهلها مقابل إنعاش المناطق الغربية التي يسكنها الكثير من الطائفة العلوية ، التي نتمنى لكل المدن السورية أن تكون مثلها ، بما يُطلق عليه تكافؤ
الفرص
أهم جرائم آل الأسد "النظام السوري :
1- إنزال دباباته ومجنزراته التي اُشتريت من أموال الشعب لجيش مطلوب منه حماية الشعب وليس لقتل الشعب ، إلى المدن والقرى السورية وقتلها عشرات الألاف من
المواطنين عام 1980 وتتويجها بالعمل الجبان تدمير حماة فوق ساكنيها ، حتى وصل عدد ضحاياه من المواطنين السوريين مايُقارب المئة ألف شهيد ، وعشرات الألاف من المختفين داخل معتقلاته ، ونفيه لمئات الألاف عن
أوطانهم قسراً ، وملاحقتهم وذريتهم بكل وسائل الخسة وأنواع الإضرار
2- مجازره في لبنان بحق الفلسطينيين ، وأهمها تل الزعتر على عهد الأب ، وما يفوق عن العشرين ألف شهيد ،
وأضعافهم من الشهداء اللبنانيين ، والتي توجها الإبن عام 2004 بقتل رمز لبنان رفيق الحريري رحمه الله وفضيحته في التنظيم المسلح فتح اٌسلام
3- استجلابه للقاعدة بالتعاون مع الإيراني ، وعمل الفتنة الطائفية التي أودت بحياة مئات الألاف من أبناء
الشعب العراقي
4- مجازر الطاغوت الابن بشار الجماعية في سجن صيدنايا ومناطق الأكراد ، وعمليات الإختطاف الواسعة للمواطنين ، وقتل العديد منهم ، وأقسام
التعذيب التي سلخت جلود النّاس ، هذا عدا عن نهبه لأموال الدولة والنّاس ، وإفقار الشعب ، والنظام برأسه العفن مطلوب
للعدالة الدولية ، ولكن حصانته كرئيس هي من يمنع جلبه لمحكمة لاهاي الدولية ، والتي مع انطلاق الشرارة الأولى ، سينطق الإدعاء العام قرار
الإتهام ، لتكون نهاية هذا النظام قريباً بإذن الله
5- وكان آخر جرائمه ، إرساله للطائرات الحربية المُحمّلة بأدوات القتل ، لتحصد أرواح المدنيين الليبيين ،
دعماً لأبيه الروحي الجزّار المجرم المعتوه القذافي وأسرته اللعينة ، فتباً لهما من رؤساء ، وما هم إلا شُذّاذ آفاق ، وتباً لهم مما صنعوه ويصنعون.