أطراف وأوصال أمام ثوابت الثورة

د.أسامة الملوحي

المعارضة السورية أطرافها كثيرة ومتنوعة ومتباعدة ولكننا عندما نسميها اطرافا قإننا نشير الى اتصالها بجسد واحد وان تبين لنا عدم اتصال الاطراف واجتماعها إلى جسد واحد فحري بنا ان نطلق عليها اسم أوصال . أوصال المعارضة : أطراف منزوعة متنازعة متناثرة مبعثرة ممزقة لاتجمعها مشتركات حقيقية .

ولأن الثورة السورية المباركة حدث تاريخي عظيم تحوّل الى عملية انبعاث كاملة لقيم وصفات شعب عظيم غابت مزاياه الفريدة لعشرات السنين. لكل ذلك وأكثر فالثورة السورية العظيمة هي أثمن ما نملك وهي موضع الأمل والبشرى في مستقبل مضيء زاهر لنا ولأجيالنا اللاحقة .وتكفي هذه الثورة لتكون الاطار المشترك لكل المعارضين والكارهين لنظام الاسد الفاشي .وهي الجسد الذي تتصل به وتلتحم به كل الأوصال لتكون أطرافا فاعلة مفيدة تنعش الثورة وتحركها وتدفع عنها .

ولهذه الثورة ثوابت وأهداف لا يستطيع انكارها أحد لأن الثوار الأبطال على الأرض فرضوها وحددوها وأعلنوها وأسمعوها للجميع في كل مناطق سوريا على الإطلاق .والاطراف المعارضة تدرك ذلك ويجب على الذين لم يعلنوا ان يعلنوا جماعات وأفراد بشكل واضح ورسمي اقرارهم بثوابت الثورة وأهدافها .

وللتذكير فمن ثوابت الثورة : سلميتها ..فلا يشككن أحد بذلك ويدعي قصصا قد تكون افتعلت وفبركت معه ليشهد ضد سلمية الثورة .ومن أبرز الأدلة القطعية لسلمية الثورة هو شجاعة الثوار واقدامهم وبسالتهم فلو كان معهم سلاح ومتطور كما يزيف النظام لأبادوا المرتزقة المجرمين عن بكرة ابيهم في وقت قصير لان المرتزقة الشبيحة لا يستأسدون الا على الاطفال والنساء والعزل والذي يفعل ذلك يُشهد له بالجبن في قوانين الحروب .ولكن الثوار لم يلجؤوا للسلاح ليس فقط لعدم توفره في متناولهم وانما لفداحة الخسائر المتوقعة بالأرواح بين المدنيين وللخشية من انفلات استخدام السلاح باتجاهات تمزق سورية وتهدد وحدتها .

وللتأكيد فمن ثوابت الثورة : اللاطائفية .. ومدهش وأمر يثير أشد الاحترام أن يستخدم النظام الأسدي الطائفية بشكل مريع وواضح ولايرد الشعب الا بالمزيد من التمسك بالوحدة الوطنية .

ومن ثوابت الثورة هدفها الذي وصل الى اسقاط النظام وقد حدد الثوار بأنفسهم هذا الهدف ويصرون عليه ويكرروه في كل مكان وفي كل وقت .ومن يريد أن يقترح تغييرا في هذا الهدف فعليه ان يرجع الى الثوار أو الى الثوار.

ومن ثوابت الثورة في الحوار المستجد أمور واضحة وسنذكرها والغير الواضح هو فقط ما تعلنه بعض الاوصال وما تربكه بعض الاطراف ليكون غير واضح .

اولا- اجتماع المعارضين مع بعضهم البعض في الداخل والخارج ليتحاوروا فيما بينهم ويوحدوا رؤاهم وينسقوا جهودهم أمر مطلوب جيد ولا يحتاج تفويضات ولا قبول لأي اعتراض على أي اجتماع الا اذا صب اللقاء في مصلحة النظام وأكسبه شهرة زائفة في أنه يبادر ويستجيب ويمضي في الطريق الصحيح وهذا ما حصل في اجتماع المعارضين في يوم 27-6.

ثانيا- الحوار مع النظام حول الأوضاع الجديدة في سورية لا يمكن أن يكون الا مع الثوار المتظاهرين أو من يمثلهم بوضوح وإعلان.

ثالثا- لقاء أي طرف من أطراف المعارضة جماعات أو أفراد مع النظام او افراد متصلين بالنظام بغرض ابداء وجهات النظر أو التوسط أو حمل أفكار او غير ذلك مما ليس فيه تفاوض او ادعاء تفويض , فأمر يجب أن لايتم بأي صورة من الصور الا بعد توقيف للقمع بشكل كامل وبكل صوره وسحب للجيش الى معسكراته واطلاق سراح كل الذين اعتقلوا بعد 15-آذار 2011 والسماح بالتظاهر السلمي بدون قيد او شرط .

وعقد اللقاءات بدون تحقق ذلك يعتبر تفريطا وعدم احترام للثورة وشهدائها ومعتقليها وثوارها واستجابة لاملاءات السلطة القمعية التي تستخف بالمعارضين والمحاورين في الداخل والخارج ولو صدقت السلطة لأوقفت كل القمع ولأطلقت سراح كل المعتقلين الذين يمثلون مع بقية الثوار المؤتمر العام للشعب المخول الوحيد لاختيار ممثليه والناطقين باسمه.

وللثورة السورية المباركة هيبتها ومن يستخف بثوابتها ولا يعلن التزامه بها فليس منها وليست منه وللثورة رجالها في الداخل والخارج الذين سيدافعون عنها حتى الموت وسيكشفون بإذن الله اي التفاف على اهدافها وثوابتها .

أيها الإخوة انها فعلا ثوابت الثورة والثوار ثوابت مؤصلة بالاتصال والنصوص .أضعها أمام كل حر ثائر لينشرها ويبلغها

وهذه دعوة لجميع السوريين الاحرار المعارضين والكارهين لنظام الاسد الفاشي أن يجتمعوا وأن يتفقوا وأن لا يختلفوا فقط على ثوابت الثورة.ليكونوا أطرافا معارضة لا أوصالا متعارضة............سلام على الشهداء والله أكبر