الشعب فجر ثورته ولا حوار مع القتلة
د. محمد عبد القادر الشواف
[email protected]
الشعب السوري لم يترك لنا ولا لأحد مجالا للكلام ؛ فقد سبق الأحزاب والمعارضة وقال
كلمته ، وثار علي الظلم والقمع ، فهو عندما يهتف: الموت ولا المذلة أو الشعب يريد
إسقاط النظام فهذا يعني أنه قرر عدم التراجع .. مهما كلفت التضحيات .فتحية إكبار
للشعب السوري في كل المدن والقرى ..فهو صاحب القرار .. وسيد الميدان .
لو
بدأنا من دعوة عصابة النظام للحوار الوطني – وهذه أعتبرها أخطر مؤامرة الآن وليست
آخر مؤامرة – فأيّ حوار وطني ولا يزال القتل والقمع علي أشده في كل مكان , أيّ
حوار وطني ؟ من سيحاورون ؟ أيّ حوار وهم يأخذون تواقيع الوجهاء في المدن والموظفات
في الدوائر الحكومية والمدرسات وكذلك الموظفين ، ويجبرونهم علي التوقيع لطلب دخول
الجيش لإرهاب الناس أو لدخول الجيش فعلا .
وقل
ماشئت من الجرائم المستمرة التي يرتكبها النظام!! كيف سيحاورون المعارضة وهم في
السجون أو مشردون أو مهجرون ؟! نظام مرواغ ... عصابات خارجة علي القانون ... متسلطة
علي رقاب الناس، نظام يقمع الرأي الآخر ؛ بل يقتل من يخالفه ...كيف سيقبل الحوار ؟!
خذ مثالا
: سمحوا لنا بالتظاهر مع الإذن المسبق ثم ماذا حصل ؟ كل الذين تقدموا بطلب إذن
للمظاهرات تم اعتقالهم !! ولم يثبت النظام في أي مرحلة من مراحله أنه صادق بل نظام
يقوم على الدجل وتزوير الحقائق؛ ولذلك يجب أن يكون شعارنا : لا حوار مع القتلة
والمجرمين .
حوار النظام معروف وخداعه معروف فقد رأينا من قبل كيف كانت ما يسمي : بالجبهة
الوطنية التقدمية : وهي في حقيقتها فرع من فروع حزب البعث وضعت عليه لوحة الجبهة،
وحتى الحزب ألعوبة بيد العصابة المتسلطة علي رقاب الشعب وغطاء لجرائمها.
من
هذا الذي يجرؤ علي المساومة علي دماء الشعب ؟ ! لاحوار مع رئيس الشبيحة والعصابات
الخارجية المزعومة . إنها باختصار مؤامرة جديدة اسمها الحوار الوطني ... في محاولة
لإنهاء المظاهرات والتحايل علي ثورة الشعب.
كيف
نحاور عصابة تتهم حرائر الوطن بأبشع التهم ... وتقتل النساء المسالمات ... وقد شاهد
العالم كله هذه الجرائم !!
قبل
طلب الحوار المفروض – لو كان النظام صادقا – فعليه أن يأمر ب :
1-
الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين .
2-
السحب الفوري للجيش من المدن والقرى وإعادته لمكانه الطبيعي على الجبهة .
3-
العفو العام عن كل الملاحَقِين والمبعَدِين والمهجّرين .
4-
إيقاف الدجل الإعلامي والتجيش الطائفي , وإخماد نار الفتنة الطائفية؛ فعصاباتهم تمر
على القرى العلوية والمسيحية وهم يرددون عبارات " المسيحي لبيروت والعلوي في
التابوت " ، وغيرها من العبارات التي توقد نار الطائفية بزعمهم ، لكن الشعب فوت
عليهم هذه الفرصة وتجاوز هذه المرحلة والحمد لله.
5-
محاكمة المجرم ماهر الأسد وكبار القتلة والمسؤولين عن الجرائم في النظام .
6-
السماح للجان التحقيق الدولية بالدخول إلي جميع المدن المحاصرة .
7-
حل
الأجهزة القمعية ومحاكمة رموزها وجلاديها .
8-
ضمان استقلالية القضاء، ومنع محاكمة المدنيين أما المحاكم العسكرية
9-
إعادة أموال الشعب المنهوبة.
وهذه المطالب لم ولن ينفذ النظام ولا واحدة منها ،لأنه يعلم أن سقوطه حتمي فيما لو
سمح بالحريات ويعلم خيار الشعب النهائي.
ثم
لابد من إدانة هذا الصمت العربي والدولي الرهيب !! تجاه سفك الدماء وانتهاك الحرمات
وتدنيس المقدسات واعتقال الأبرياء وتكميم الأفواه ... ومعروفة طبعا الدول التي تدعم
النظام سراً وعلناً .. وكل من يساعد هذا النظام هو شريك له في جرائمه . لا تكفي
عقوبات شكلية لعصابة مجرمة وكل العالم يرى الجرائم التي يرتكبها بشار قاتل الأطفال
وأخوه وبقية العصابة ، ولا يكفي أن نقول له ارحل بل يجب أن يحاكموا جميعاً على
جرائمهم.
يذكرنا هؤلاء المجرمون بقصة رئيس دولة طلب من والي أن يرسل له قائدا لقمع ثورة ..
فاختار رجلا معروفا بين الناس بالفجور والعدوانية والبغي وكتب معه رسالة أهم ما
فيها : " لقد أرسلت لك رجلا لو أمرته أن يزني بأمه لفعل " من هذه القصة نعلم أن
التاريخ يعيد نفسه مع هؤلاء الفجرة في سوريا ، وأن بشار وماهر الأسد والعصابة أسوأ
بكثير من هذا الذي ذكرته !!
هذا
النظام لا ينفع معه إلا المحاكمة العادلة والاجتثاث ، والشعب بكل أطيافه وفئاته
يقول كلمته ، وبات يعرف أن هذه أسرة وعصابة دخيلة علي وطننا .
حقيقة أسرة (الأسد):
يذكر الأستاذ فايز عثمان اسبر ، وهو علوي من القرداحة وكان نائبا عن القرداحة
لفترتين في مجلس اللعب والتهريج يقول : إن أسرة الأسد دخيلة علي القرداحة ولا نعرف
من أين أتت !! وهو شخص معروف وكل أهل القرداحة يعرفونه وأبوه قبله كان نائباً..
وعلى أهل القرداحة أن يجيبونا عن هذا السؤال : من أين أتت أسرة المقبور حافظ
الأسد الديكتاتور الدموي ؟
فقد الشرعية وجرائم لا حصر لها:
أريد أن أقول هذا النظام فقد شرعيته من زمان .. فقد دمر مدينة معروفة، وقتل وشرد
الآلاف في كل المدن والقرى ..وطارد المواطنين حتى في الخارج ورحم الله الدكتور
الصباغ الذي قتلوه في إسبانيا ورحم الله الداعية بنان الطنطاوي بنت الشيخ علي
الطنطاوي التي لم يتورع النظام عن قتلها عندما عجز عن الوصول لزوجها الأستاذ عصام
العطار حفظه الله .
وسأقول معلومة مهمة جدا: إن النظام قد قام بدس السم لثلاثة من علماء سوريا في أحد
المؤتمرات الإسلامية، وهم :
1 –
الشيخ : سعيد حوى رحمه الله
2 –
الدكتور عبد الله ناصح علوان رحمه الله
3 –
الشيخ محمد أبو النصر البيانونى رحمه الله
وكلهم ماتوا بظروف مرضية متشابهة .
ومن
جرائم النظام أيضاً: دس السم للعلامة الشيخ عبد الفتاح أبوغدة رحمه الله - عندما
زار سوريا بناءً علي طلب الرئيس المقبور بعد وعده بإخراج المساجين وإصدار عفو عام
.. وغدر به ولم ينفذ أياً من الوعود كعادة النظام في غدره !! وإني أشهد الله العلي
العظيم أنني زرت المستشفى التي نقل إليها الشيخ بعد عودته من سوريا وأخبرني بذلك
مصدر مسئول في المستشفي وقال لي : نعم.. الشيخ لديه عدة أمراض يعاني منها .. لكننا
عثرنا علي مادة غريبة تركت آثارا علي جهازه الهضمي ، ولم نستطع التعرف علي هذه
المادة !!
تشهد سوريا عرس التحرر الآن والشعب قال كلمته ، وعندما يقول الشعب كلمته لا يمكن أن
يتراجع مهما كلفت التضحيات .. اللهم بارك ثورة شعبنا العظيم ، وارحم الشهداء
والشهيدات .. وشكراً لكل الشرفاء في العالم الذين وقفوا مع الثورة.