لا تشارك في الثورة!
الثورة السورية: خواطر ومشاعر (12)
لا تشارك في الثورة!
مجاهد مأمون ديرانية
إلى السوري الذي لم يشارك في الثورة إلى اليوم: لا تفعل.
لا تشارك في ثورة الحرية إذا كنت راضياً عن خنق الحريات الذي عاش في ظله جيلُنا وجيل آبائنا، وكنت راضياً أن يعيش أولادُك في ظله وأولادُ أولادك. لا تشارك في ثورة الكرامة إذا كنت راضياً عن إهدار الكرامة الذي عانى منه جيلُنا وجيل آبائنا، وكنت راضياً أن يعاني منه أولادُك وأولادُ أولادك.
لا تشارك في الثورة إذا كنت راضياً أن تتحكم في حياتك وحياة أولادك عصابةٌ من المجرمين، وأن تتحكم في قُوتك وقوت أولادك عصابة من اللصوص. لا تشارك في الثورة إذا كنت راضياً أن تتحكم في نبض قلبك وقلوب أولادك عصابة، وأن تتحكم في أفكار رأسك ورؤوس أولادك عصابة، وأن تتحكم فيما تلفظه من كلمات ويلفظه أولادُك عصابة.
إذا قرأت وصف ما فعله المجرمون في اقتحام تلكلخ وجسر الشغور وتلبيسة والرستن ثم استطعت أن تنام قريرَ العين فلا تشارك في الثورة. إذا سمعت قصة طل وهاجر ورأيت صورة حمزة وتامر ثم استطعت أن تنظر إلى عينيك في المرآة فلا تشارك في الثورة. إذا لم يهزَّ ضميرك ألفا شهيد وعشرون ألف معذَّب فلا تشارك في الثورة!
يا أيها السوري الذي لم يشارك في الثورة إلى اليوم: اعلَمْ أن الثورةَ ماضيةٌ في طريقها بإذن الله، واصلةٌ إلى غايتها بإذن الله، منصورةٌ على عدوها بإذن الله، بك وبغيرك. فانظر في نفسك واتخذ قرارك الذي لن يتخذه عنك غيرُك:
إذا كان يسرّك أن يسألك أولادك بعد عشر سنين: أين كنت يوم كان شبابُ سوريا يصنعون مستقبل سوريا؟ فتقول لهم: كنت متوارياً في البيت مع النسوان... إذا سرّك هذا الجواب يومئذ فلا تشارك اليوم في ثورة الحرية، وإن لم يسرَّك فدونك الشوارع، إخوانك الأحرار فيها بالانتظار.