البوطي يطلّ مرة أخرى

البوطي يطلّ مرة أخرى

د.أسامة الملوحي

البوطي مؤسس مسجد ضرار في سورية يطلّ مرة أخرى ليصطاد الذين يظنّهم على وشك الانهيار من أحرار سورية  بعد ما يقارب من ثلاثة اشهر من القتل والذبح والاعتقال مما لم يشهد له التاريخ مثيلا .والأحرار لا يأبهون يستمرون ويلفظون كل منافق كذّاب.

البوطي يطلّ بمقال مكتوب يصبّ فيه نفس السمّ ويوسوس بنفس الوساوس ولكن هذه المرة بأسلوب ركيك جدا في اللغة والصياغة .يبدو ان الوقت الذي اعطي له من المخابرات لم يكفه ليراجع له أحد المأمورين.وعجيب ان يخدع صاحب هذه الكتابة الركيكة كثيرا من الناس كل هذا الوقت.

ويكرر البوطي ادعاءه ان الناس تخرج بلا راية رغم انّه يسمع الاحرار دائما يكبرون وهم يهتفون للحرية ويعلنون انها لله وهم يضحون بارواحهم لنيل الحرية .ويتساأل من يقود ومن يوجه؟ البوطي يرفض ان يصدق ان الاحرار يقودون بعضهم بعضا وان لا نفوذ لتنظيم او لحزب اولجماعة بينهم وليسأل أجهزة المخابرات من حوله ان وجدوا حقيقة أثرا لتنظيم أو حزب.والذي اسهم في استمرار الثورة ان لا قيادة واحدة لها .انها ثورة تختار كل جمعة قادتها وتسلم الراية بسرعة من الذي يقضي نحبه الى الذي ينتظر وهم رجال الله لا يبدلون ولا يتراجعون.ويوجه البوطي الشباب ليجعلوا النبي صلى الله عليه وسلم معلما لهم وهم الذين تجاوزوا المشايخ وتفوقوا عليهم وعبروا حاجز مواعظ علماء السلاطين تجاوزوا الجميع ووصلوا مباشرة الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخذوا منه وتعلموا ( أعظم الجهاد قولة حق عند سلطان جائر).

وينصح البوطي الشباب بالتوبة ينصحهم بالتوبة والعودة عن مقارعة ابشع طاغوت عرفته البشرية المعاصرة .طاغوت التصق بشام الرسول نصف قرن بفضل البوطي وأمثاله.ظننا بل تمنينا أن يطل البوطي  من جحره ليتوب وليطلب من الناس الاحرار العفو والمسامحة ليزول عنه الدين دين الاحرار والشهداء في رقبته تمنينا أن يتوب وهو في نهاية حياته ولكنه يأبى الا سوء الخاتمة .

ويلتزم البوطي في اطلالته بتوصيات المخابرات ليتهم المعارضين في الخارج بكل التهم ولكنه يتجنب في تهمه ذكر العمالة لاميركا او اسرائيل لان اميركا وبضغط من اسرائيل تطيلان في عمر النظام  وتبقي الادارة الامريكية دائما الباب مفتوحا لبشار السفاح ليمثل الاصلاح وتمنحه الوقت اللازم لاكمال مجازره مع بعض التصريحات الضرورية لاسكات الضمير الانساني .

وينفي البوطي انتفاعه وتقربه من السلطان الجائر رغم  أنه مقرب محاط بزبانية النظام يحبهم ويحبونه.وكل السوريين يعلمون ذلك.

ويختم البوطي بتحذير من يسيء الظن به و(ان يجعل سوء ظنه نكال ).والحق ان يساء الظن في البوطي وفي اساءة الظن به فطنة وحكمة ورد للفتنة... فتنة مسجد ضرار التي تؤذي المؤمنين وتزين الباطل امامهم .وكيف لا يساء الظن في البوطي بعد كل ما فعل من سكوت عن الحق ودفاع عن الباطل ,ألم ير الى الذين سجدوا ويسجدون على صور بشار القزم .ألم يسمع الذين خرجوا على الهواء مباشرة في التلفزيون السوري يعلنون البعث دينا وبشار ربا .ألم ير صورالتعذيب والتقطيع والقتل .أيطل علينا بعد كل الذي جرى ليصر على غيّه مستكبرا.لم يبق لنا البوطي الا أن ندعو الله له وهو في نهاية حياته ان يرينا فيه نهاية سوداء سيئة وأن يحشره مع آل الاسد حافظ المقبور وبشار الموعود الا أن يتوب ويصلح ................سلام على الشهداء والله أكبر.