العفو عند المقبرة

م. أسامة عبد الحفيظ السيد

الفيوم – مصر

الذين يطالبون الشعب المصري بالعفو عن الرئيس المخلوع وزوجه

وربما في مرحلة متقدمة بقية آله ثم بعدها أركان نظامه أو ملئه سواء كانوا طيبين مازالوا مخدوعين أو مأجورين مدفوعين بسحت من مال وبقية من ولاء وأثرة من ميراث جور نظام باد أو على هول ما أصابهم من الثورة محزونين فزعين لا يدرون ما يفعلون او يقولون  كالذي يتخبطه الشيطان من المس  !!!

 لاعبين  على أوتار أن العفو عند المقدرة من شيم الكرام !!

ولاعبين على أوتار طيبة الشعب المصري وعاطفته وانه سريع النسيان !!

و لاعبين  على أوتار أن المخلوع وزوجه و أركان نظامه يا ولداه كهول يعانون أمراض الشيخوخة ويلازمون يا ولداه الفراش فالضرب في الشيخ المريض كما الميت حرام  !! وأي حرام !!

 فتقديم قيم الإنسانية والرحمة يا ولداه على العدل والقصاص من هدى كل الأديان وفعل متحضري بنى الإنسان  !!

أو ربما لاعبين  - استخفافا أو استغفالا أو إستعباطا .... الخ كعهدهم دائما -  على أوتار أن ما بدا وظهر من فعل أحدهم أو بعضهم أو جلهم  يا ولداه كان على سبيل المصلحة العليا للوطن  !! أو على سبيل  النزاهة والأمانة والمشروعية كما صرح مخلوعوا وفلول النظام البائد !! أو على سبيل الخطأ والنسيان  !! وربما استو كرهوا يا ولداه عليه بحكم شيخوختهم ومرضهم وكيد أعدائهم !! وربما كانوا مسحورين وهم لا يشعرون !!

او أصابهم طائف من الشيطان فما تذكروا وما كانوا مبصرين !!

وإخوانهم من شياطين الإنس والجن أمدوهم في ألغى وهم براء يا ولداه لا  يعلمون براءة الذئب من دم بن يعقوب عليه السلام !!!

وأنهم كلما ذكروا ذلك ألان يا ولداه أصبحوا وأمسوا عشاء يبكون تساقطت منهم الأسنان وجحظت العينان وشحبت الوجوه وشابت الرؤؤس وارتعشت الأيادي والأقدام  وكادوا يا ولداه يكونون حرضا ومن الهالكين !!

و إلى أصحاب هذه الدعوة على أي شاكلة كانوا 

و إلى الجميع أقول : كفوا عما تقولون يرحمكم أو يهديكم الله !!

لا عفو إلا عند المقبرة !!

إذ هناك سيأخذنا لا محالة مشهد صمت القبور وضيق اللحود  وصوت العبر والنذر وجلال الحكم والقدر وهول المشهد والأجل والمستقر تحت التراب مع الدود حيث لا جليس ولا أنيس

حيث ذهبوا وتركوهم وفى التراب وضعوهم ولو ظلوا معهم ما نفعوهم  !

فربما ساعتها نبكى لهم أوعليهم ونعفو !! وما ذلك على الله بعزيز !!

 و سيأخذنا لا محالة مشهد مستريح ومستراح منه كما اخبر صلى الله عليه وسلم فعن ‏ ‏أبي قتادة بن ربعي ‏ ‏أنه كان يحدث ‏ أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مر عليه بجنازة فقال ‏ ‏مستريح ومستراح منه قالوا يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه فقال العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب ‏

فربما ساعتها نبكى لهم أو عليهم  ونعفو !! وما ذلك على الله بعزيز !!

و سيأخذنا لا محالة مشهد عدم بكاء السماء والأرض عليهم

- ونعوذ بالله أن نتأله عليه أو نقول ما ليس لنا بحق ولنا الظاهر والله أعلم بالسرائر - إذ يقول الله سبحانه وتعالى فى أمثالهم حين أهلك قوم فرعون

 ( فمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِين   )

قال ابن عباس : أن الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحاً .

فقال له رجل : أتبكي الأرض ؟

قال: أتعجب؟!!

وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود..

وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها كدوي النحل..

فربما ساعتها نبكى لهم أو عليهم ونعفو !! وما ذلك على الله بعزيز !!

فعند المقبرة والمقبرة وحدها ربما تأخذنا بهم شفقة او رحمة فتسقط دمعة ويرق قلب  لهم أو عليهم و نعفوا !! وما ذلك على الله بعزيز !!

اما الاستجابة قبل المقبرة للدعوة الى  العفو ستكون استجابة حقيقة لمواصلة مسيرة الاستخفاف والاستغفال والاستغباء التى مورست ضدنا طيلة العقود الماضية ومآلنا بالاستجابة اليها – لا قدر الله -  كمآل قوم فرعون الذين قال الله فيهم  ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ.)  الزخرف

وقوله ( وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }الأعراف137

كما أن الاستجابة قبل المقبرة لدعوة العفو ستكون أيضا مواصلة لتغييب دولة القانون والعدل والحرية التى ذقنا بغيابها الأمرين إذ لا معنى حقيقي يبقى لهذه الشعارات بعد الغفو أو العفو عن أكابر مجرميها  ليعيدوا مكرهم وفسادهم فيها !!

وكذلك الاستجابة قبل المقبرة لدعوة العفو دعوة ناقصة يغيب عنها ذوى الصفة الأصليين الذين هم  أول وأولى أصحابها أثناء الثورة وقبلها بعقود متواليات من عشرات المئات من الشهداء فى السجون والمعتقلات ومراكز الشرطة  ومثلهم الآلاف الجرحى والزمنى والمظلومين وعشرات الآلاف من أزواجهم وذريا تهم وآبائهم وإخوانهم ..الخ  الذين لو قالوا لأركان  النظام المخلوع  ( لا  تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين ) لقبل منهم مع بقاء حق الوطن وباقي كافة المواطنين !!

فهل عند احد من تفويض بدعوة العفو هذه؟

 أم هو الافتئات على الأمة ممن لا يملكون لمن لا يستحقون  !!

بقية من موروثات عهد بائد !!!

ولذا نقول بملء فينا إذا صارت الدماء ماء والثكالى والأرامل عذارى ورجع المقتول ثانية يتظاهر سلميا أمام قاتله سنعفو ونصفح والا ففى القصاص حياة لأولى الألباب

(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ   (البقرة 179

( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِنَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً     (المائدة:32

وفى الختام دعوا القضاء يقول كلمة التمام لا عفو الا بعد القصاص