إلى صقر الحرية.. الشيخ صالح العلي

إلى صقر الحرية..

الشيخ صالح العلي

عبد الله زنجير * /سوريا

[email protected]

أيها الزعيم الكبير

يا شيخ الثورة و الحرية و الحياة

أكتب إليك من منفى ثلاثين عاما ، لأستلهم من معين مبادئك و ذكراك و حكمتك ، ففيك شجاعة القائد والحارس ، وفي سيرتك بطولة الساحل و الجبل

يا شيخ صالح

لقد قتلوك مرتين : الأولى سنة 1950 م حين دسوا لك السم ، و الثانية حين امتشقوا صهوة زعامتك  ليستحوذوا بغير وجه حق ، على حرية الناس و أرزاقهم و كراماتهم ، و يسوسونهم كالعبيد بالعصا و الكرباج .. زاعمين وصلا بليلى

إنما أنت اليوم تحيا من جديد مع الفرسان الأوائل  ، سلطان باشا الأطرش و حسن الخراط و إبراهيم هنانو ، و رجال الكتلة و الوحدة و الجهاد ، تشهدون معنا الجمعة العظيمة و جمعة الحرائر و جمعة آزاد الحرية ، و تشيعون مع شعبكم شهداءه الأبرار الأطهار ، وقد سقط منهم اليوم أول حفدتكم من منطقة وادي الدهب في حمص ، الشاب مهند إبراهيم ، العربي الوطني العلوي .

إن العهد السوري الذي مهرتموه بدمائكم القانية ، نراه يتجدد اليوم بقيم الخير و الوحدة و الإباء ، و بأصوات وحناجر العزة : الله - سورية - حرية و بس ، أو سلمية سلمية ، أو واحد واحد واحد الشعب السوري واحد . تجاوزا للفتنة وللعذابات و الأكاذيب ، التي أرادها من تدثر بالطائفية حينا من الدهر والقمع ، وما زال مصرا على ( شبيحته ) و مصالحه و سوابقه ، لم يستمع أو ينصت لوجع الوطن و آهاته ، فظن أن البسطار شطارة و الشتاء ربيعا ، في لحظة الفكرة و الكلمة المغناة : عرف الشعب طريقه ، وحد الشعب بلاده

يا شيخ صالح

لن ينتزعنا أحد - بعد اليوم - من وشائج الأخوة و الشراكة و تقاسم لقمة العيش ، ولن نقلب ظهر المجن لوصاياكم في التسامح والتصالح ، و سنبقى أوفياء لنضالكم و أشقاء لأبنائكم النبلاء : بدوي الجبل ، و ممدوح عدوان ، و محمد الفاضل ، و سليمان العيسى ، وعلي كنعان ، و أحمد سليمان الأحمد ، و فايز خضور ، وعارف دليلة وغيره وغيره . لكننا نعلن براءة كل وطني و كل سوري و كل إنسان و كل ابن آدم من مجرمين قطعوا الماء والكهرباء و الغذاء والدواء و حليب الأطفال ، وكل طرائق المواصلات و الاتصالات عن الأبرياء من مواطنيهم ، بل و أجهزوا على الجرحى والمصابين و تركوا الجثامين في الشوارع تنهشها القطط والكلاب .. بدل أن يثوبوا لرشدهم و يعتذروا من ضحاياهم

أيها الزعيم الكبير

يا شيخ الثورة و الحرية والحياة

أنقل لكم لهجة الصدق و كلمة الحق والحب ، من المفكر الإسلامي الإخواني الدمشقي الأستاذ عصام العطار ، الذي قتلوا زوجته في بيتها الصغير بألمانيا ، ثم داسوا على جثتها جيئة و ذهابا نهار 17 / 3 / 1981 ه ، فمن قناة ( الحوار ) الفضائية العالمية و حتى يكون الرسول علينا شهيدا ، أعلن عن طي صفحة الصراع ، و أن ( الإخوة العلويين من هذا الشعب على امتداد التاريخ ، وهم منا و نحن منهم ، وهذه البلاد بلادنا معا نتعاون معا و نبني معا ) و يضيف بعد ذلك ( في سنة 1936 كنا نهتف في المظاهرات : فلتحيا الوطنية  إسلام و مسيحية . فلا تصدقوا من يخوفكم ، لأن حركتنا هي حركة الشعب كله ، حركة المطالبين بحياة الحرية و الديمقراطية و حقوق الناس و مستقبلهم . إن معرفتنا و وعينا و فكرنا يؤكد أن التعاون واجب و فريضة و أن التغيير لمصلحة الجميع ) ثم يناشد أبناء شعبه ( لا تستدرجوا للشدة والعنف ، ولا تتحركوا بردود الأفعال , فلا طائفية ولا عنفية ولا مذهبية ، بل ثورة الكرامة الكرامة الكرامة )  و الكرامة ضد التأليه و الشيطنة والفرعنة

يا شيخ صالح

نم - الآن - قرير العين هانيها

                

    * عضو رابطة أدباء الشام