نتنياهو يعترف
جميل السلحوت
التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، بعد الاجتماع المطول بينهما يوم أمس في واشنطن، توضح بما لا يدع مجالا للشك أن نتنياهو غير معني بالسلام على الإطلاق، وما يريده هو عودة لمفاوضات سفسطائية من أجل كسب الوقت لفرض مزيد من الوقائع الديموغرافية على أرض الواقع، فنتنياهو أكد بأنه لا يمكن العودة لحدود الرابع من حزيران 1967، وأكد بأن اسرائيل" لا يمكنها التغاضي على التغيرات الديموغرافية منذ عام 1967"وهو يقصد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، وقبل اجتماع نتنياهو وباراك أقرت الداخلية الاسرائيلية وبلدية القدس بناء 1600وحدة سكنية استيطانية في القدس العربية المحتلة، وهي رسالة من نتنياهو وحكومته الى باراك اوباما وادارته بأن اسرائيل تفهم السلام من خلال الاستمرار في الاستيطان، وما لم يقله نتنياهو لكنه يُقرأ من بين السطور هو" لا لقيام دولة فلسطينية مستقلة، لأنه لا توجد أرض تُقام عليها".
ونتنياهو الذي أعلن أنه لن يفاوض حكومة فلسطينية تشارك فيها حركة حماس، ولقي تأييدا من أوباما، لم يحاول أن يسأل نفسه حول امكانية وجود حكومة فلسطينية أو عربية تقبل التفاوض معه ومع حكومته اليمينية المتطرفة، واذا كانت حركة حماس لا تعترف باسرائيل، فان وزير خارجية نتنياهو "ليبرمان" لا يعترف بدول عربية ترتبط باتفاقات سلام مع اسرائيل، فقد سبق له وأن هدد بقصف السد العالي في مصر لإغراقها بمياه النيل، كما أنه هدد بقصف عواصم عربية بالسلاح النووي، وصرح هو ونتنياهو بأن دولة الفلسطينيين في الأردن.
لكن إدارة أوباما هي الأخرى تؤكد من جديد أن انحيازها لإسرائيل لا جدال فيه، حتى أن المراقب لهذه السياسة سيجد أن تل أبيب هي التي ترسم السياسة الأمريكية في الصراع العربي الاسرائيلي، وليس خافيا على أحد كيف تراجع أوباما أمام نتنياهو عن أمور كثيرة أعلنها، ومنها خطابه في جامعة القاهرة في حزيران 2009، فالإدارات الأمريكية المتعاقبة على قناعة تامة بأن مصالحها في المنطقة مؤمنة من خلال اسرائيل قوية وعرب ضعفاء، ومن المحزن أن المواقف العربية الرسمية لم تتغير هي الأخرى، تماما مثلما لم تتغير مواقف أمريكا وربيبتها إسرائيل، والرهان يبقى في هذه المرحلة على ما ستتمخض عنه ثورات الشباب العربي خصوصا في مصر، مع أن أمريكا تعمل جاهدة لاحتواء هذه الثورات.