ثورة الكرامة في سورية حطمت حدود الجولان المحتل

د. منير محمد الغضبان

ثورة الكرامة في سورية

حطمت حدود الجولان المحتل

د. منير محمد الغضبان *

[email protected]

لقد بقيت مغلقة أربعين عاما بأمر النظام الأسدي الخائن ، ورفض خيار المقاومة ، واختار طريق السلام والمفاوضات . على أمل أن تهديه إسرائيل الجولان على طبق من فضة ، والدولة تسجن من يفكر بالمقاومة ، تنفيذا لمخطط حماية  إسرائيل .

حتى عندما قامت حرب لبنان لم تنطلق تأييدا لها رصاصة واحدة من الحدود الإسرائيلية .

ما هو الجديد الذي حدث بعد أربعين عاما حتى اقتحمت الحدود ، ودخل الشعب السوري العظيم أرضه المحتلة ، وقدم خمسة شهداء من أبنائه .

هذا الجديد هو كسر حاجز الخوف من هذا النظام منذ شهرين على التمام والكمال . وتحرك الشعب كله ، وتحركت سورية من أقصاها إلى أقصاها تطالب بسقوط النظام الأسدي الحبيب إلى إسرائيل .

وصارت الجبهة هي الداخل السوري ، وانطلقت الدبابات تدك المدن السورية ، وتذبح أبناءها في خطة إجرامية وحشية غادرة تقتل العزل ، وتعتقل الآلاف . وتوجت نصرها الكبير بذبح ألف عوضا عن تبييض السجون من سجناء الرأي على الأقل .

الذين أمضوا عشرة سنوات تزيد أو تنقص في أقبية المخابرات .

لقد كان تاج نصرها العظيم هذه الحصيلة من القتلى والشهداء والمعتقلين .

وحسبت أن حوران وحمص وتل كلخ وبانياس . ودوما على الطريق هي الجبهة التي تبرز بها بطولة بشار وماهر وآصف وأزلامهم .

وياله من انتصار .

هذا الشعب الذي تحركت الدماء في عروقه لتسيل من أجل حريته ، هو هو نفسه الذي حطم الحدود ، واختار المقاومة رغم أنف النظام السوري، ودخل أرضه المحتلة ، إنه امتداد روح الثورة العظيمة التي امتدت في كل أجزاء القطر السوري ، وكشفت خيانة النظام ، ورغبة الشعب في استعادة أرضه المحتلة .

والنظام الذي اختار خيار المقاومة ضد شعبه الأعزل مشغول ومنهمك في ملاحقة هذا الشعب داخل سورية وخارجها ، فأقدم ببطولة نادرة على قتل سبعة قتلى من شعبه ، وامرأتان . وهذه جبهته مع إسرائيل ، تحدي الشعب لإرادته .

ويا لها من مأساة .

هو مشغول ومنهمك بقتل شعبه من الرجال والنساء ، ودك تل كلخ وتدميرها معيدا إلى الذاكرة مجازر أبيه ، ولا شك أن على الولد طاعة أبيه ، فلا بد أن يكرر كل مجازر أبيه في حماة وحلب والجسر ، ليفوز على أبيه بهذا البر ..وهذه البطولة ، فيحقق أمنيته، ويقوم بمجزرة درعا وبانياس وحمص وتل كلخ ، أقول في الوقت الذي سقط فيه سبعة قتلى من شعبه على الحدود اللبنانية ، ترك إسرائيل وأوكل إليها قتل خمسة من أبناء شعبنا السوري العظيم .

لكن لا بد من مسرحية جديدة تتابع المسرحيات  القائمة في الإعلام السوري ، وتقوم إسرائيل الآن بهذه المسرحية الجديدة .

إنها تهدد النظام السوري ، وتعتبره مسؤولا عن تجاوزه الحدود ، وترفع استنفارها عن الحدود السورية ، وهي ترتجف رعبا من هذا النظام .

فإذا سقط القناع عن الممانعة والمقاومة التي كان مفهومها خطأ .

وفهمناها الآن على حقيقتها ، وفهمناها الآن على حقيقتها وهي الممانعة عن الحرية والكرامة ، والمقاومة لكل من تسول له نفسه بالمطالبة فيها .

لابد لإسرائيل أن تتدارك الأمر . وتمسك بالقناع بعد أن ظهرت سوآت النظام السوري ، وتستره ردا لمعروفه في حمايتها ، فتعلن ثورجية النظام وتهدده ، وتلفت الأنظار عن الداخل السوري ، ومجازره لتعود ورقة التوت مرة أخرى .

وهي لا تنسى فضله وحلمه يوم قصفت فصره الجمهوري في اللاذقية ، وقصفت قواته في عين الصاحب ، وقصفت مشروع المفاعل النووي في دير الزور ، وبلغ من حلمه أن هدد إسرائيل أن لا تعود ، وإلا يعرف كيف يتصرف ، والحياة مواقف.

والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض.

بوركت يا شعبنا البطل ، وكما تنتزع حريتك من براثن المجرمين سوف تكسر الحدود وتختار خيار المقاومة ضد اليهود . ولو نزل بك ما نزل بأصحاب الأخدود .

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

                

* باحث إسلامي سوري