عدالة الحكم.. أم أمن الحاكم

د.محمد إياد العكاري

د.محمد إياد العكاري

[email protected]

عقودٌ مريرةٌ،وسنواتٌ عجافٌ مرََّت على شعبنا الأبي في سورية، وهو يعيش في دوامة الاستعباد السياسي ،والعهر السلطوي،

والفساد الشامل من قمة الهرم وياللأسف إلى قاعدته حيث استشرى الفساد وتجذَّر بأبشع صوره،وأقذع أشكاله،وشتى صنوفه

 ليصل إلى مستوياتٍ منحطَّةٍ يصعب تصديقها ومؤلمة على جميع الأصعدة حسياً ،ومادياً، معنوياً وفكرياً ليصل الحال إلى دركاتٍٍ

 ودركاتٍ وليصبح النظام الحاكم الذي مسؤوليته أمن المواطنين، وأمانهم ،وحريتهم وكرامتهم في أذهان وتصوراتهم أفلام رعب

 ،وكوابيس ألم ،وواقعاً مريراً يحياه وهو يعض على نواجذه صبراًوقهرا........   شعاراتٍ جوفاء رفعها النظام الحاكم في سورية هي أشبه ماتكون بالسراب في واقع حياة الناس ،وأقرب إلى النفاق، والخداع، والدجل، والكذب بل هي عينها أجل

 شعاراتٌ بعيدةٌ كلَّ البعد عن تطلعات المواطنين وآمالهم وطموحاتهم في العيش بأمنٍ، وأمانٍ وحريةٍ ، وكرامةٍ ،وعدالةٍ، ومساواة، 

والجميع يعرف ذلك ويقرٌ به، ولاوجود أبداً لإعلامٍ حرٍ في سورية، ولا وجود لأحدٍ غيرالنظام الذي يُسوِّق الفقر،والقهر،والعسر،والعهر

 اشتراكيةً موزعةً طيلة مايزيد عن أربعين عاماً قاتمة سوداء من تاريخ سورية .

هذا النظام الحاكم وياللأسف أبعد مايكون عن الشعب و الناس ..وعن تحقيق أبسط متطلباتهم بله عمَّا ينادي إليه أصلاً من الوحدة والحرية

 والاشتراكية حيث رأينا الوحدة التي يدَّعون المناداة بها كلاماً، ومنطقةً، وفلسفةً ،وهرطقةً ليس لها رصيدٌ على أرض الواقع .

أما الحرية ؟!وماأدراك ماالحرية؟؟ فهي عملةٌ مفقودة في سورية!! والنظام قد أزالها من قاموسه ،وهي من المعجمات لديه التي لايفهمها...

 و لايعرف معناها.. ولاحتى أوصافها! لأنَّ الواقع مقلوبٌ على رأسه في بلدي ،والناس يعيشون تحت ألوانٍ من القهر والتنكيل لاتوصف..!!؟؟

 بل ويعانون أشكالاً مختلفة من الضيم والجور والعنف والعذاب!؟ والجميع هنا تحت وطأة الأجهزة الأمنية، وتحت رحمة زبانيتها وجلاوزتها،

 فلاتستغرب في ظل الأنظمة الشمولية أن يستقيل إبليس أجل أجل ... لأنه وجد من هو أفسد منه مكانه ؟؟!

وقد كان آخر ماروَّجه النظام وجود العصابات المندسة!!! والأوكار السلفية الجهادية!!! كلُّ ذلك من أجل أن يبرر لنظامه وزبانيته وجلاوزته

 من تنفيذ مايريد قتلاً وظلماً واعتقالاً واختطافاً وتخريباً وفساداً، فالنظام هنا مسخرٌ للحاكم وزمرته وعائلته وللأسف الدولة كلها بقضِّها

 وقضيضها لحفظ أمنه ونظامه!!؟

 ولارقابة ...ولادستور ....ولاقانون يحمي الناس في الأنظمة الشمولية بل القانون للأسف يحمي الحاكم وزبانيته وأجهزة أمنه

 لتطلق يدها على الشعوب دون رقابة ولاضمير!!!! فلااستغراب من امتلاء السجون بعشرات عشرات الآلاف دون مساءلةٍ أو استجواب ؟؟!!

ولاتسأل كذلك عن القتل والمجازر والاغتيال والمذابح منذ عقودٍ وحتى الآن !!؟؟

كذلك لاتسأل عن الاختفاء القسري للألوف المؤلفة من السوريين!!؟؟

 ولاتسأل عن أضعاف أضعافهم ممن يعيشون الغربة القسرية حيث يحرم المعارض في سورية من كل حقوقه المدنية؟؟!!!

ولاسفر لمعارض الداخل؟؟!! بل حجرٌوإرهاب؟؟!! ولاعودة لمعارض الخارج إلا للسجون ؟؟!

هي عدالة نمرود، ونزاهة نيرون، وقسط قراقوش ناهيك عن تسليط وسائل الإعلام الرسمية والأجهزة اللا أمنية لتحيك حيلاً شيطانية 

لتكون جاهزةً لتتهم أي معارض أو المعارضة بالخيانة والعمالة وأي شيء دون أن ينبس إن كان بالداخل ببنت شفة حتى لايترحَّم عليه؟!

وللحقيقة أقول أن لاقيمة لدى الحاكم ونظامه في سورية لما يطالب به الشعب من أجل تحقيق تطلعاته وطموحاته في الحرية والكرامة

 والعدالة والمساواة بل القيمة هاهنا لأمن النظام وأمن الحاكم لاغير لذلك قيل من عصبة المنافقين: الله سورية بشاروبس!؟؟

هي ذي المعادلة الخسيسة ومنظومة الاستبداد والاستعباد للبلاد والعباد؟!!

بينما الهتاف من حناجرملايين السوريين وأرواحهم على راحاتهم

 وقلوبهم تحكي أحاسيسهم وتدوي الله أكبر..الله أكبر..

الله سورية الحرية وبس ..

واحد واحد واحد الشعب السوري واحد..

بالروح بالدم نفديك ياشهيد..

ولايهمِّك يابلد الحرية بتتولد

فهل يتبصَّر الحاكم ويعيد حساباته ويحزم أمره قبل أن يأخذ حكم العدالة مجراه 

 بعد أن زلزلت الأرض زلزالها بشعوبها وأخرجت البلدان أنذالها ؟!

عسى ولعلَّ.