كُلنا هيثم المالح لن نلين حتى النصر
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
لم تنل من عزيمته الشيخوخة ، ولم
تُرعبه آلة القتل ، أو تُثبطه محاكم التفتيش العسكرية
،
بل مضى في طريقه لنصرة شعبه وأمته ، ورفض أن يكتب أي التماس
لغاصبيه ، ورفع
سبابته متشهداًَ ، ومُعلناً بانه مشروع شهادة أو النصر
،
فسيق مع الأخيار الى المقاصل والمُعتقلات ، ليعاملوا جميعاً بكل
انواع الخسّة
والحقد واللؤم والعهر
، وهم صابرون مُحتسبون لايبالون بأي خطب كان ،
همهم أن يكونوا مشاريع استنهاض لأمتهم ، فهزموا بصمودهم
سطوة وآلة القتل لجزاري آل
الأسد ، لتضطر هذه العصابة للإفراج عمّن جعلهم فضيحة وعُهراً
أمام الخلائق مُرغمين
،
كما جاء في حديث شيخ المعتقلين هيثم المالح حينما عبّر فور
خروجه من السجن
للب ب سي وهو يضحك ساخراً ممن اعتقلوه : " بأن قرار
العفو على من هو
فوق السبعين كان فرصة للنظام لتخلصهم من فضيحة اعتقاله تحت هذا المرسوم ، الذي
لم يشمله السنة الماضية لنفس المراسيم والقرارات التي
صدرت آنذاك ، والتي لاتُمنح
إلا للمجرمين واللصوص وناهبي أموال الدولة وأصحاب الإتجار
بالحرام ، والقليل ممن
يستحقون العفو"
هذا هو المالح ومثله جميع الأحرار في سورية
،
زقوم وغسلين في حلوق وقلوب الطغاة
، وهكذا هم
أبناء شعبنا السوري الأبي ، فمهما ملكت الطغمة الحاكمة من
القوّة ، ولكنها قزم أمام
إرادة الشعوب ، كما رأيناها في تونس ومصر وليبيا ،
بعدما تقرر موعدها في سورية في الخامس عشر من آذار
، بعد
تأجيل الموعد الشباطي بناء على طلب الأصدقاء في مصر وتونس كي
يتخلصوا من طغاتهم ،
ويكونوا إلى جانب ثورة شعبنا السوري يداً واحدة ، التي رفعنا
فيها المطالب فوق
الإفراج عن جميع سجناء الراي ،
لأن هؤلاء سيُحررهم الشعب عند بدء
الثورة
تحت لغة الالقوّة المُستمدة من الشعب ، رغم أُنوف تلك الأسرة
المارقة ، ولم يعد
من مطالبنا كلمة الإصلاح السياسي أو أي كلام آخر ، فهذه قد تجاوزناها ،
بل إلى اسقاط هذا النظام الإرهابي اللعين ، الذي فتك
بالبلاد والعباد ، وتوسع في
جرائمه إلى لبنان والعراق ، ولم ينسى أهلنا في ليبيا ، ليُرسل
عليهم الحمم
بالطائرات ، وتسقط الأرواح البريئة الطاهرة على يد هؤلاء الأوغاد
فهنيئاً لك أيها المالح الحرية وإن خرجت من السجن الصغير الى
السجن الأكبر كما
قلت أنت ،
ونرجوا السلامة لإخوانك ممن هم
قابعين خلف القضبان ، مما هم مُقدمين عليه من الإضراب
، الذي أدّى بأخيك
المجاهد غسان النجّار الى الفشل الكلوي ، ونسال الله
سبحانه أن يُشافيه ويُعافيه ،
ويُفرج عن جميع المعتقلين ، وإن شاء الله موعدهم قريب ، بأيدينا
وأيد شعبنا الحبيب
، لابأيدي القتلة المُجرمين ، ممن زجّوا بهم في السجون ظلماً وعدوانا وحقداً من عند
أنفسهم المريضة ، لتصب عليهم لعنات من الله والنّاس
أجمعين ، كما ونرجوا السلامة
الخاصة الى المناضل كمال شيخو المضرب عن الطعام منذ خمسة عشر
يوماً ، لنُحمل
مسؤولية ماقد يُصيبه من مكروه الى المجرم بشار الأسد رأس النظام العفن والكريه عليه
لعنات الله ، ولن يكون خطابنا مع هذه الشرذمة المارقة
بعد اليوم إلا باللغة التي
يفهمونها ، وهي لغة القوّة المُستمدة من شعبنا العملاق
ليختتم المالح الرمز حديثه باستمرارية نشاطه السياسي والمجتمعي
ومناهضته لنظام
القمعي مهما كانت النتائج ، مادام فيه عرق ينبض ، وفيه بقية حياة
،
بعدما بذل كل الجهود كما قال للمضي في عملية الإصلاح ، والتواصل
مع السلطة الغاشمة
بكل مستوياتها ، ووصل معها الى طريق مسدود ، كما وصلت معه جميع القوى والأحزاب
والوسطاء الى ذلك الطريق ،
ونحن وكل شعبنا السوري الحبيب ، لن نكون
اقل من هذا الأب الشيخ المُعلم ،
ونحن أولى بمن يُنافخ عن الأمّة ، وعلى هذا
يتسابق أبناء شعبنا البطل ، وموعدنا في الخامس عشر من
آذار على بركة الله وبه
نستعين
أهم جرائم النظام السوري :
1- إنزال دباباته ومجنزراته إلى المدن
والقرى السورية وقتلها
عشرات الألاف من المواطنين عام 1980 وتتويجها بالعمل الجبان
تدمير حماة فوق ساكنيها
، حتى وصل عدد ضحاياه من المواطنين السوريين مايُقارب المئة ألف
شهيد
2- مجازره
في لبنان بحق الفلسطينيين ، وأهمها تل الزعتر على عهد
الأب ، وما يفوق عن العشرين
ألف شهيد ، وأضعافهم من الشهداء اللبنانيين ، والتي توجها الإبن
عام 2004 بقتل رمز
لبنان رفيق الحريري رحمه الله وفضيحته في التنظيم المسلح فتح اٌسلام
3- استجلابه
للقاعدة بالتعاون مع الإيراني ، وعمل الفتنة الطائفية
التي أودت بحياة مئات الألاف
من أبناء الشعب العراقي
4- مجازر الطاغوت الابن بشار الجماعية
في سجن صيدنايا
ومناطق الأكراد ، وعمليات الإختطاف الواسعة للمواطنين ، وقتل العديد منهم ، وأقسام
التعذيب التي سلخت جلود النّاس ، هذا عدا عن نهبه لأموال
الدولة والنّاس ، وإفقار
الشعب ، والنظام برأسه العفن مطلوب للعدالة الدولية ، ولكن
حصانته كرئيس هي من يمنع
جلبه لمحكمة لاهاي الدولية ، والتي مع انطلاق الشرارة الأولى ،
سينطق الإدعاء العام
قرار الإتهام ، لتكون نهاية هذا النظام قريباً بإذن الله
5- وكان آخر جرائمه ،
إرساله للطائرات الحربية المُحمّلة بأدوات القتل ، لتحصد
أرواح المدنيين الليبيين ،
دعماً لأبيه الروحي الجزّار المجرم المعتوه القذافي وأسرته
اللعينة ، فتباً لهما من
رؤساء ، وما هم إلا شُذّاذ آفاق ، وتباً لهم مما صنعوه ويصنعون
أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي
الحقوقي هيثم
المالح ..، لم ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية
وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام المجرم ، وقد كُنت في
قلوبنا أيها الحبيب الصامد
، أيها الرجل المقدام ، وكُنت لنا مُلهماً لانتفاضتنا ، ولم تنل
من عزيمتك الشيخوخة
ياسيدي يا سيد الرجال
،
وكنت الشامخ فقهرتهم ، وهاهم
قد أخرجوك رغم انوفهم ، ولم تلوث يداك باستجداء الى
لؤماء حكموا البلاد بالحديد
والنار وبكل أنواع العهر والحقد والعار، فلنُسطر اسمك في
التاريخ رمزاً من أعظم
الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ،
بل ولُنسمي انتفاضتنا
وثورتنا الشعبية والفكرية والثقافية للخلاص من هذا
النظام باسمك أيها العملاق ،
وليكن شعارنا كُلنا هيثم المالح لن نلين
،
فبوركت
وبورك صديقك غسان النجار الذي حمل الأمانة من بعدك على خير
مايُرام ، وبورك
أبناءك وبناتك جيل الشباب الذين غرست فيهم قيم التضحية
من طل الملوحي الى آيات عصام
أحمد الى كل المُندفعين الأحرار منهم لتحرير البلاد من رجس
الأوغاد ، لنكون
تضحياتكم جميعاً أولى بشائرنا بنجاح الثورة الشعبية في سورية باذن
الله