اغتيال ثورة

د. إبراهيم الخزعلي

في جنح ظلام الزمن والريح الصفراء

بأنياب خنازير الدكتاتور وذئبانه

د. إبراهيم الخزعلي

[email protected]

ان الدكتاتوريات المستبدة والحكام المتسلطين على رقاب شعوبهم بالحديد والنار ، لا يفقهون من منطق الحضارة وحق الأنسان  في التعبير عن رأيه بحقوقه المشروعة شيئا ، لأنهم في الحقيقة والواقع انسلخوا عن الجنس البشري، فاصبحوا اشكالا مفترسة لا تمت للأنسان  والأنسانية بصلة ، ولا يمتلكون ادنى حس وضمير انسانيين ، وتناسوا ان الشعوب المضطهدة مهما طال زمن الظلم والجور ، فلابد يوما ان ينفجر الغضب عليهم من بين تراكمات الظلم والأضطهاد ، ليحرق عروش الطغاة والجلادين .. وها هو اليوم الموعود الذي كانت تلك الشعوب تنتظره زمنا طويلا ..

ولكن اؤلئك الحكام الجهلة لم يستفيدوا من التأريخ القديم والحديث ، ولا من اقرب الهزات الجماهيرية المزلزلة لعروش وسقوط امثالهم ، فنراهم يمارسون ابشع واقذر اساليب القمع  واستخدام الرصاص الحي  وفي جنح ظلام الليل ، فيهجموا على مخيمات المحتجين وعلى نسائهم واطفالهم  وشيوخهم  وهم نيام ، وبواسطة  المرتزقة والمجرمين والقتلة ، لحماية عروشهم المتهاوية  . فالى كل احرار العالم ومثقفيهم ان يدينوا ما يرتكبه هؤلاء القتلة من جرائم وحشية بحق شعوبهم المناضلة سلميا ، وينبغي فضحهم  ،ومطالبة منظمة حقوق الأنسان وكل المنظمات الأنسانية في العالم ،و تقديم هؤلاء الحكام الى القضاء ومحاكمتهم ، كمجرمين بحق الأنسانية ، لينالوا جزاءهم العادل ، وعلى رأسهم المجرم السفاح حاكم دولة البحرين   ، و دكتاتور ليبيا  واليمن ، وكل من شاركهم الجريمة ، لا كما حصل لثورة الشعب العراقي في التسعينات من القرن المنصرم حين حوصرت  بالريح الصفراء وخنازير الدكتاتور الجرذ وجنح ظلام الزمن ، بالأضافة الى دوي  نباح اعلام السلطة  ومخالب اشباه المثقفين الذين رسمت صورة الدكتاتور بطلا اسطوريا . وليعلم  كل الثوار والشعوب المناضلة والثائرة بوجه الطغاة من اجل كرامتها وحريتها ، وما عانوه من ظلم وجور واستعباد ، فاننا عانينا اكثر بكثير من الظلم والأضطهاد والقتل الجماعي والحروب الظالمة التي لا مبرر لها ، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضدنا  في حلبجة في شمال العراق وفي الأهوار في الجنوب ، واحواض الأسيد ، والزنازين والسجون والتهجير والتشريد ، والتجويع ، والأعتداء على اعراض الناس ، وليس خافيا على احد ما كان يفعله المقبور عدي ببنات الناس  ... 

ومع ذلك كان الأعلام والتضليل على معاناتنا ، بشراء الذمم و الضمائر الرخيصة ، باموال النفط ، وتزييف الحقائق امام الرأي العام العربي والعالمي  ، وللأسف مازال بعض الناس من الذين لايمتلكون المستوى المناسب من المعرفة والأطلاع  ، حتى يتمكنوا من التحليل والتدقيق للوصول الى الحقائق البينة .

لكننا شعب لا نؤاخذ الناس على جهلهم الحقيقة . لأننا نعرف ما هي الدكتاتورية  ومن هم الطغاة ، ونعرف طعم الظلم والقهر وكل اساليبهم الخبيثة والمروعة . فنحن نبقى دائما وابدا متضامنين مع كل الشعوب المناضلة والتي تتطلع الى غد افضل وحياة حرة كريمة .

المجد والخلود للشهداء

والخزي والعار للحكام السفاحين وازلامهم القتلة

والنصر لكل الشعوب المناضلة من اجل حقوقها العادلة والمشروعة