أمريكا مسؤولة عن خراب الشرق الأوسط

أمريكا مسؤولة عن خراب الشرق الأوسط

جميل السلحوت

[email protected]

الفيتو الأمريكي الذي استخدمته الولايات المتحدة الليلة الماضية، ضد مشروع القرار الفلسطيني المقدم لمجلس الأمن الدولي، لادانة الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة في حرب حزيران 1967، لم يفاجئ أحدا، فانحياز أمريكا الأعمى واللامعقول لاسرائيل أمر معروف منذ نشوء اسرائيل في ايار 1948، واسرائيل تواصل احتلالها للأراضي العربية بقوة السلاح الأمريكي، وبالمال الأمريكي، والبناء الاستيطاني في الأراضي العربية المحتلة يتم بالمال الأمريكي أيضا، والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تتهرب من متطلبات السلام بدعم أمريكي أيضا، وأنظمة القمع العربية تلقى الدعم والتأييد من امريكا أيضا، ونهب الأموال العربية، وانتشار الفساد والافساد في بعض الدول العربية يحظى بغطاء أمريكي لأنه يتم من خلال عملائها، ويسعى الى تدمير العالم العربي لأن في ذلك مصلحة اسرائيلية وأمريكية مشتركة، وما احتلال العراق وتدميره الا خدمة لأهداف اسرائيل التي تمثل اليد الأمريكية المتقدمة لقمع شعوب الشرق الأوسط.

ان الفيتو الأمريكي جاء ليفضح سياسات الكذب والخداع التي تمارسها ادارة الرئيس باراك أوباما، والتي تدعو الى العودة الى المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهي نسف لخطاب الرئيس اوباما في جامعة القاهرة عام 2006 والذي دعا فيه الى وقف الاستيطان.

وهو فضيحة لعملاء أمريكا من القادة العرب، الذين يراهنون على أن أمريكا معنية بفرض حل سلمي للصراع الشرق أوسطي، يتمثل بكنس الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

فعلى ماذا سيفاوض الفلسطينيون ما دامت أرضهم تسرق من قبل المستوطن المحتل وبدعم من الدولة الأعظم في العالم؟

وتؤكد أمريكا من جديد في انحيازها الأعمى لاسرائيل، أنها لا تتعلم هي الأخرى من التاريخ، فمع سقوط نظام"كنزها وكنز اسرائيل الاستراتيجي" في مصر أمام ارادة الشعب الثائر، وسقوط نظام زين العابدين قبل ذلك في تونس، الا أنها لم تتعلم شيئا من دروس انتصار هاتين الثورتين، وها هي ترى أن الغليان الشعبي الثوري يهدد أنظمة أخرى موالية لأمريكا، وهي تعلم أن وكلاءها من القادة يعيشون في عزلة عن شعوبهم، وأن أحد الأسباب الرئيسة لثورة الشعوب العربية هوعدم ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، كونها قضية العرب الأولى، والسياسات الاسرائيلية العدوانية في المنطقة، والدعم الأمريكي لها، أي أن السياسات الأمريكية تحرض شعوب المنطقة للثورة على سياسة الطغيان الأمريكية المتمثلة بأنظمة القمع والفساد الموالية لأمريكا.

 ان الفيتو الأمريكي لمنع ادانة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة، يشكل رصاصة الرحمة القاتلة لعملية السلام، التي أشبعتها حكومة نتنياهو تنكيلا وتعذيبا، وعلى القيادة الفلسطينية أن تبحث عن خيارات أخرى، وعلى دول الجامعة العربية أن لا تتخلى عن التزاماتها القومية تجاه القضية الفلسطينية....خصوصا وأن الشعوب العربية ما عادت تقبل الذل والهوان، وأن ثورة الشعبين التونسي والمصري ستتبعها ثورات أخرى، ستعيد التاريخ الى مساره الصحيح.