الإسلاميون الرقم الوطني المهم 1

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

" كثر الجدل هذه الأيام عن الإسلاميين ولاسيما جماعة الإخوان المسلمين بأفرعها والمتحالفين معها ، ومن هم على خطها السياسي والإجتماعي ، لنتسائل من هم أولئك الإسلاميين ؟ وهل هم بالفعل يُعتبرون خطراً داهماً أم انهم من النسيج الوطني ، ولكوني أنتمي الى التيّار الإسلامي الحر والمستقل ، وكنت سابقاً محسوباً على جماعة الإخوان المسلمين ، فإنّي ادلو بدلوي في هذا الموضوع ، من باب المتمكن من الإجابة ، والمطلع على خفايا الأمور ، ومن وجهة نظر واقعية بعيدة عن التهويل والتشكيك "

فالإسلاميين هم مسلمون شأنهم شأن جميع مسلمي الأرض البالغ عددهم مليار ونصف مسلم ، ولكنهم أخذوا على عاتقهم الإلتزام بمنهج الإسلام لجماعتهم  والنبع الصافي كتاب الله وسنة رسوله ، دون تطرف أو تهاون ، اي انهم في الوسط ، يدعون الى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة مما دخل على الإسلام من الشوائب والآفات الإجتماعية والدينية البريء منها ، بما يتعلق بالمرأة كعادة اجبارها على الزواج بمن لاتُحب ، أو اضطهاد وتفضيل الأبناء عليها ، أو عدم تعليمها ، أو النظرة للأخ الإنسان من أي دين وجنس فيها عنصرية أو تميزية وتفضيلية في المعاملة أوفيما يتعلق بالجانب السياسي للدين وعلاقته بالمجتمع التعايشية ، ونحو ذلك من الأمور ، التي تتبنى المكاشفة والمصارحة مما أعمى الحكام الطغاة عن سماعها ، بما لهم من التاييد العارم لأفكارهم في الشارع العربي والإسلامي ، الذين استالبوا العالم الخارجي عليهم ، طلباً لتايدهم ، بدلاً من الإجتماع اليهم ، والنظر في طلباتهم ومشاريعهم البناءة في خدمة أوطانهم واستقرارها، وإقامة الحوار الوطني معهم ، خروجاً من النفق الإستبدادي الدكتاتوري

فهل في ذلك عيب أو مايجرح أن يكون لهم تمثيل رسمي مُعترف به ، كما الأحزاب المسيحية المتدينة في الغرب ، والتسائل لما يكون ممنوعاً في بلاد المسلمين ؟ والذي يعني غيابهم عن الساحة الوطنية  وجود التيارات الإسلامية المتطرفة لسد فراغ الوسط المُحاور ، بغية إقامة الحياة المدنية المتطورة ، يشارك في بناءها كل أفراد المجتمع ، فالتدين ليس عيباً ، والمشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية لكل فئة تُعلن عن برنامجها حق مشروع كفلته كل القوانين والدساتير الأرضية والسماوية ،  أي أنّ اهدافهم العامّة هي الإصلاح ، والإنخراط في المجتمع ، من خلال القنوات المشروعة ، كالأحزاب المسيحية على شبيه المثال في الغرب

وكلمة الإصلاح هي ليست مُخيفة الا للأنطمة الفاسدة المهترئة ، ففي تركيا وصل احد أفرع هذه الأحزاب الى السلطة عبر صناديق الاقتراع ، وهو متعايش مع جميع الطيف والألوان المجتمعية ، ومما زاد في استغرابي ، انّ اعضاءه حازوا على اصوات اليهود والمسيحيين واللا دينيين ، لنستنتج ... بان الإسلام وعي وفهم وتعايش وخلق وقيم ومعاملات ، قبل ان يكون طقوس وعبادات وهو ماتمثلت به هذه الحركات الاسلامية

وهنا دائماً نتكلم عن الإسلام المعتدل ، الذي يسعى أولئك  الإسلاميين فيه الى الإلتزام بما ورد ، وليس غير ذلك مما تورده أجهزة الإعلام القمعية والمعادية لكل ما هو اسلامي ، بعدما سعت الى استئصال شأفتهم ،عندما صنعت لهم مرادفات ارهابية ، بقصد الإساءة اليهم والى حركتهم السلمية المدنية ، جامعة حولها الكثير من القوى التي شاركت في تلك الجريمة ، بقصد شل حركة المجتمع عند ضربها ، لتتفرد فيما بعد ، لضرب باقي النسيج الوطني والقوى والأحزاب ، ونجحت في ذلك حيناً من الزمن ، لكن بعد طول تجربة ، انكشف أمرها ، ورحل الكثير من رموز تلك الأنظمة وصنائعها الارهابية ، وبقيت الحركة ثابتة شامخة واثقة من نفسها ومن مسارها ، لم يضرها ما أُلصق بها من الافتراءات ، لتعود مجدداً الى الميدان ، مُنسقة مع كل الطيف السياسي والعرقي والديني كما كانت ، وكما ستبقى ، راسخة الجذور ، واعية الى المتطلبات المُتحركة ، لتشارك المجتمع بأكمله في اعادة بناء مادمره الطغاة العتاة ، وهي لم تطلب لنفسها بأكثر ممايطلبه الآخرون من الحقوق والواجبات ، بينما تلك الأنظمة المارقة لم تقبل ، إلا ان تُعاملهم كأغراب عن وطنهم وأهلهم ، ويُساعدهم على تلك الجريمة بعض الدول الغربية

ولقد قلت في مقالتي بعنوان " لبيك يامصر أرض الفداء والكنانة " بأن النظام المصري ليس له من هم سوى استهداف الاسلاميين والأقباط في مصر، الأكثر تعايشا مع بعضهم ، على غير رغبة النظام في زرع الشحناء بينهم ،  ليدفعوا ببعض الحمقى من المتشددين من كلا الطرفين ، لإشعال البارود بينهم ، وإلصاق تلك التهم فيهم ، بهدف إقصاء كلا الطرفين المُعتبرين في المعادلة المصرية ، وليس لدعوتهم لمشروع تنمية أو وضع اسس الحياة المدنية والتعايش المجتمعي ، بل كانت سياستهم على قاعدة فرق تسد ، ، وهذا ما أكدته الأحداث الأخيرة في مصر ، عند شعورهم بأول الخطر أطلقت رجالاتهم الاستخباريين السريين مئات المجرمين ، الذين تعاملوا معهم على النهب والسرقات وأعمال البلطجة والقتل ، لاشاعة الفوضى ، ليستنجد بهم الناس ثانية ، وتلك لعبة صارت مكشوفة للقاصي والداني ، ومنها زيادة الاحتقان الطائفي ، والدفع ببعض المتشددين لاستهداف الأقباط ، وهذا ما أكده الضابط السابق بأمن الدولة حسام محمد عند اتصاله با ال ب ب سي ، وهو يُحمّل جماعة الاخوان المسلمين والأقباط ، هكذا بالقول ، من استغلال تلك المظاهرات الشبابية لاسقاط النظام ، وهذا ما أكدته الاعتقالات في صفوف الاخوان ، ثُمّ ليؤكد بلغة استعلائية ، عن فكره الاستئصالي لتلك المجموعتين ، وبلغة يخاطب بها الغرب صارت قديمة وبالية ، مُخوفاً منهم ، من انهم سيفعلون ويتركون....

وهذا ماعملت علية انظمة استئصالية أخرى، روجت مثل هذه الافكار عند الغرب لتتلقى دعمها في استخدام العنف وسحق الناس وو  ، كالنظام التونسي المارق ، الذي عاثت بورقيبيته وذنبها سيء العابدين او الهاربين فساداً وظلماً على مدار ستين عام ، ثُم جاء القول الحق ليستأصل شافتها عن بكرة أبيها ، وهذا ماعمل عليه نظام الدكتاتور الأرعن القذافي ، وكاد ان يغرق في الطوفان فتراجع قليلاً في خطوات غير كافية ، قبل أن يجرفه السيل ، وسيجرفه إن بقي على ذلك ، ومثلهما النظام البوليسي الاجرامي القمعي السوري  الذي لم تشهد البشرية مثيلاً له ، في مُحاربته للإسلاميين ، واستقصاده للإسلام والشعب السوري بكل أطيافه ،مُصنفاً بكل مايمت الى الإسلام بصلة كعدو رقم واحد ، في عمل إجرامي لم نجد بعد ما يُفسره ، سوى الحقد الدفين ، والمدفوع التاريخي للأسرة الحاكمة على كل ماهو وطني مخلص لوطنه وأُمته ، ليبقى الفساد متربعاً على مفاصل الدولة ، وقد نهش كل أركانها وبنيانها ، لتصير سورية أشبه مايكون بركام للأنقاض ، بعدما زُجّ بأحرارها بعشرات الألاف في السجون ، التي اختفى فيها الكثير منذ عقود ، وبلغ أعداد المنفيين السوريين بمئات الألاف ، لتصل الماساة الى كل بيت سوري ، هذا عدا عن سياسات الإفقار والتجويع التي ينتهجها هذا النظام مع شعبنا السوري الحبيب

تلك هي حقيقة هذه الأنظمة البالية المهترئة ، التي سقطت في الحضيض وهي تتمرغ في الوحل ، وهي تُحاول أن ترقّع نفسها في مصر ، ببعض التغير الأمني المقيت في الأسماء ، تمهيداً لانتقال السلطة اليهم بغية سرقة الثورة ، ليستبدلوا الحكومة المُدنسة بدماء المصريين والفساد ، بحكومة أشد وأنكى ، وليس بحكومة انقاذ ، ليس فيها مبارك ولا ابنه ولا أسرته ، ولا أحد من رموز نظامه ، وليرحلو جميعاً الىمذبلة التاريخ.......... يتبع

أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية لإطلاق سراح أصحاب الرأي والفكر وعلى رأسهم قادة اعلان دمشق باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار ، وبورك أبناءك وبناتك الذين غرست فيهم قيم التضحية من طل الملوحي الى آيات عصام أحمد الى كل الأحرار والأبرار