المكر السيئ يحيق بالفراعنة
أحمد النعيمي
http://ahmeed.maktoobblog.com
قصة فرعون واستعاده لشعبه، قصة يكررها الطغاة في كل آن وحين،
دون أن يتعظوا من سلفهم سلف السوء أية عظة أو عبرة، إلى آن يحيق مكرهم السيئ بهم،
وينقم الله منهم شر انتقام، ولا يكون حالهم إلا كحال فرعون الذي كان يقول أنا ربكم،
ثم أدرك بعد فوات الأوان انه إنسان تافه وضيع، متعجرف ليس إلا، فيصرخ وينادي بأنه
قد فهم وادر كان الأمر بيد خالق عظيم يديره كيف يشاء، يعطي الملك لمن يشاء وينزعه
عمن يشاء، ووسط نزعه الأخير يخاطب شعبه بأنه قد فهمهم، ولات حين مناص وقتها من
العذاب والهلاك والبوار والخزي والعار.
ورغم كل هذا الإجرام والظلم الذي وقع على عباد الله المخلصين في
كل آن وحين، إلا أن الله كان معهم يثبتهم ويعنيهم ويحفظهم، ومن ثم يمكن ينصرهم على
من ظلمهم، ويمكن لهم في الأرض، يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة ويأمرون بالمعروف
وينهون عن المنكر، فاهلك فرعون وأصحاب الأخدود وكل الأمم السابقة، وفرق شمل هولاكو،
ورد الفرنجة والمحتلين عن بلاد المسلمين، وفي الجزائر بعد آن استمر الاحتلال
الفرنسي لها أكثر من قرن وربع من الزمن، عمل هذا المحتل على اخذ مجموعة من فتيات
الجزائر من أجل أن يعمل على تلقينهم الانحلال الذي وصلت إليه نظيراتهم في الغرب،
ودُرسوا في مدارسهم عدة سنوات، وعدها قرر المحتل آن يقيم حفلاً في الجزائر ليكرم
هؤلاء الفتيات، اللاتي كان من المقرر لهن أن يدخلن شبه سافرات إلى مكان الحفل، وعند
دخولهن الحفل تفاجأ الحضور بهنّ يدخلن وهن يرتدين الحجاب الإسلامي وبأيدهن القران
الكريم، وبدون وعي أو شعور اخذ الجمهور الغاص بالمدرجات، والذي كان ينتظر بعد لحظات
آن يشاهد السيقان والنحور، يكبر ويهلل، وهذا ما فعلته الشعوب المسلمة في تونس،
والتي كانت أول فرحتها أن أقامت الصلاة في شوارعها بعد آن منعت منها لسنوات طويلة،
وهذا ما يفعله المسلمون اليوم في مصر، والتي بإذن الله ستسقط فرعوناً جديداً من
فراعنة هذا العصر الذي أذاقوا شعوبهم الويلات.
ورغم جرائم الفراعنة في كل آن وحين إلا أن الله قد تعهد بحفظ
دينه وعباده، يقول عز وجل: "
الْيَوْمَ يَئِسَ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي"
المائدة3، وثبت للعالم اجمع انه ورغم كل هذا الطغيان والجبروت الذي تتعرض له، إلا
أنها لا تخاف في الله لومة لائم، رغم تخاذل وظلم وجبروت حكوماتها وفراعنتها، وهذا
ما سيصيب فراعنة الجزائر وليبيا وسوريا والأردن وغيرهم، وما نهاية ثور تونس منهم
ببعيد.
************
وقد أحسن الشاعر:
فجـِّر عيونك إن رآك طغاة .... لا تغمضنَّ لهم كأنك شاةُ
وانحر بنحرك كلَّ سيف.. إنما .... تلقى السيوف على لهاك وفاة
واثقب بجبهتك الرصاصَ.. كأنه .... خرز يصاغ لزينة وبُراةُ
أطلق دماءَك كالرصاص على العدا .... إياك أن تتوقفَ الطلقاتُ
مُت.. مُت.. ولا تقنع بألفي ميتةٍ .... فالموت من اجل الحياة
حياةُ