لا.. لن أحرق يا طاغية جسدي

محمد فاروق الإمام

محمد فاروق الإمام

[email protected]

لا لن أصب البنزين على جسدي وأحرقه بعود ثقاب لتتلذذ يا طاغية بشواء لحمي.. لا لن أقدم لك لحمي المشوي على مائدة طعامك وتتجرع على مضغه كأس خمرك.. لا لن أتنازل لك يا طاغية عن حقي في الحياة كرهاً لتعيش بثروات بلادي أنت وحاشيتك.. لا لن أدع مائدتك تكتمل بجسدي دون جسدك.

أنا أعرف يا طاغية كم لاكت أنيابك من جسد أبي وأخي وابن عمي وجاري ليترهل جسدك، وينمو من لحم جسدي أبناء حاشيتك وولدك.

أنا أعرف يا طاغية كم سقت من الأحرار إلى المقابر والسجون والمعتقلات والمنافي في صفوف تستعرضها في نهارك وتحلم بها في ليلك.

حتى الحرائر والقصّر من البنات لم يسلمن من طغيانك وجنونك وانحرافك وصلفك، فنزعت عن رؤوسهن تاج الوقار والعفة، ومنعتهن من نهل العلوم وأرغمتهن على التسبيح بحمدك.. وأوغلت فساداً بلا حدود أو خطوط حمر تخشاها ويخشاها عبيد قصرك.

تحديت الإله في عليائه ورحت تدّعي انك الواحد الأحد.. نمرود ما فعلها ولا فرعون ولا نيرون ولا هولاكو ولا هتلر ولا بيرون في ممالكهم.. وفعلتها أنت أيها الغر المتمرد.

من تحسب نفسك وتدعي أنك ولي الله في أرضه وأنك القديس الذي لا ينازعه في أحكامه أحد، وأنه ما ولدت النساء مثلك وكأنك من دون خلق الله أُعطيت ما لم يعط أحد.

هي الأيام يا طاغية دول من سره زمن ساءته أزمان، فهذا ابن علي كم نام في نعيم ملكه متقلباً على بُسط الحرير منتشيا بكأس خمره، لا تسمع أذناه أنين عليل ولا صيحة مستغيث ولا دعوة مظلوم، حتى أتاه الله من حيث لا يدري.

أنا أعرف يا طاغية أن فرائصك من الخوف ترتعد، وأن طيف ابن علي يؤرقك، وأن فرصتك من النجاة قد لا تكون كفرصته، فهلا اتعظت يا شقي قبل أن تكون كنيرون وموسوليني وشاوشسكو نهايتك!!