إلى أين أيها الدكتوران
( سهيل زكّار و علي الشعيبي) ؟!
أبو الفرج الناعوري
يشعر المرء بالأسى وهو يتابع قناة الثقلين التي تدس السم بالدسم ! فبينما تذكر في الشريط بعض الأحاديث النبوية الصحيحة التي لا تؤصل لعقيدة ولا تحدد منهجا ،نجدها تطفح بالتشكيك والكذب الرخيص والفكر الدخيل ؟! كما يشعر بالأسى حين يجد بعضا ممن يُعرفون أنهم من أهل السنة يشاركون معمميها وآياتها في برامجها وطروحاتها المغلوطة وكأنها مُسَلّمات ؟! فهم يسمعون الإساءات إلى الصحابة والتابعين ؟ ويرون الافتراءات وهم ساكتون؟!ولسان حال الصفويين الباطنين يقول للمشاهدين :لو كان ما نقوله كذبا لردّ علينا الضيوف الحاضرون .... بل و الأنكى من ذلك أن هؤلاء الضيوف المشاركين تأخذهم الحمية فيشاركون في تضخيم الحدث و إلصاق ما ليس منه فيه ؟!
أليس عجيبا أن يكون وجود الدكتور سهيل زكار المختص بالتاريخ و الأكاديمي القديم في مثل هذه البرامج ، و هو ابن حماة الشهيدة التي لم تجف دماء أهلها و أهله بعد .
و أليس عجيبا و هو المؤرخ الذي جمع أخبار الباطنية و جرائمها في موسوعة كبيرة تحت عنوان ( أخبار القرامطة ) ، أليس عجيبا ألا يكتشف خبث هؤلاء المعاصرين الذين تسللوا إلى الشام على أكتاف و برعاية الذين ذبحوا أهله و وطنه ؟!
ثم أليس عجيبا كذلك أن تصل الحال بالدكتور علي الشعيبي الذي بدأ حياته في الرد على الذين أنكروا أمية النبي صلى الله عليه و سلم ، أن يشارك في برامج الثقلين مع الذين يسيئون إلى الرسول الأعظم و أزواجه و أصحابه و يقوم بالتدريس في جامعتهم الصفوية التي افتتحوها تحت مسمى ( كلية الدعوة و الاجتهاد) بمحافظة الرقة ( مدينة الثورة ) .
أليس عجيبا و هو العربي (ابن الرقة ) المعتز بانتمائه و الذي كتب عن مكارم العرب و قبائل العرب أن يردد أن عربيا سدد سهما إلى طفل رضيع من آل البيت في كربلاء و أن النساء ضربت ، و العرب تقول حتى في جاهليتها (لو أن غير ذات سوار لطمتني ) ؟!!
ثم أليس عجيبا أن يرتضي لنفسه مشاركة هؤلاء في محافظة الرشيد (الرقة ) من حيث يدري أو لا يدري على طمس عروبتها ، و قد تغلغل الفرس فيها و دهاقنة الصفويين فعكروا أجواءها الإيمانية بمدارسهم و حسينياتهم و أوكارهم إذ استغلوا البسطاء و الفقراء و الجهلاء بخطة توزيع الشعير و نشر المتعة كما فعل اليهود حينما رفعوا شعار (بالمال و النساء سنستولي على العالم )؟!
و السؤال : إذا كان الدكتوران زكار و الشعيبي ملزمين بحضور هذه الترهات ، خشية ممن وراء هذه الفضائية ، و الذين أوجدوها في شام العروبة و الإسلام ، أليس بلاد الله واسعة و الجامعات تتعاقد مع من هو دونهما؟!
و إذا كان الحضور طمعا بمغنم لأن القوم يبذلون لمن يشارك في هذه البرامج جُعلا معينا : أليس الله هو خير الرازقين ؟
إننا لا نخاف على المشاهدين من أبناء شعبنا في الشام فهم يملكون الوعي و الحصانة ، و لكننا نشفق على الدكتورين و غيرهما من هذا الامتهان ، و من هكذا برامج التي يُهدر فيها كرامة المسلم و يَقلّ فيها قدْر العربي و قيمته...