بيان رسمي

الشيخ خالد مهنا *

[email protected]

الشيخ خالد مهنا : فتاوى الحاخامات ترجمة لعقيدة وايديولوجية دولة عنصريةبلا منازع

لم تفاجئنا ابدا الفتوى الصادرة عن الحاخاما ت والتي نصت بالحرف الواضح (حظر على المواطنين اليهود بيع أو تأجير بيوت وأراضي لمواطنين عرب، وذلك استمرارا للفتوى التي أصدرها حاخام مدينة صفد شموئيل إلياهو وأيدها الزعيم الروحي لحزب شاس الحاخام عوفاديا يوسف.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الثلاثاء أن مجموعة من نشطاء التيار الصهيوني – القومي – الديني يعملون في هذه الأثناء على جمع تواقيع عدد كبير من الحاخامات لإصدار فتوى مشابهة تمنع تأجير وبيع بيوت وأراضي للعرب.

وعبر الحاخامات في الفتوى التي جاءت على شكل عريضة عن تأييدهم لحاخام صفد الذي تعرض لانتقادات منظمات حقوقية إسرائيلية طالبت بمحاكمته واتخاذ إجراءات ضده بعد إصدار فتوى تدعو إلى عدم تأجير بيوت للعرب في صفد الذين بغالبيتهم العظمى يدرسون في الكلية الأكاديمية في المدينة.

ويهدف الحاخامات من إصدار الفتوى، ومعظمهم حاخامات مدن في إسرائيل ويحصلون على رواتبهم من خزينة الدولة، إلى القولللمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية يهودا فاينشطاين إن الحديث يدور عن موقف مبدئي نابع من الشريعة اليهودية ولذلك فإنه لا يمكن استخدام وسائل قانونية وقضائية جنائية ضد حاخام يدعو إلى عدم تأجير عقارات للعرب أو لغير اليهود.

وتضمنت الفتوى اقتباسات من مصادر الشريعة اليهودية ودعت إلى التعامل مع أي يهودي يؤجر أو يبيع عقارات للعرب بأنه (منبوذ).

واعتبر الحاخامات في الفتوى أن تأجير أو بيع بيوت سيؤدي إلى تكفير الكثيرين من خلال زواج مختلط وأن كل شيء مرتبط بعنقالبائعين الذين "يلحقون أذى بالغ بجيرانهم... لأن نمط حياتهم (أي العرب) مختلف عن اليهود وبينهم من يضمرون الشر لنا إلى حد تشكيل خطر على النفوس".

ووقع على الفتوى حاخامات العديد من المدن والبلدات وبينها مدن أسدود وريشون لتسيون وكرميئيل والعفولة ورحوفوت وراس العين وهرتسيليا ونهريا ونتسيرت عيليت (الملاصقة لمدينة الناصرة) وغيرها(.

      لاننا نعتقد انها انعكاس لما صدر مؤخرا من قوانين عنصرية ضد المواطنين العرب وهي تأتي منسجمة مع إيديولوجية الدولة ...ومعطيات الفتوى إنما هي نتيجة طبيعية لحملة التفوهات العنصرية التي يطلقها زعماء سياسيون وأمنيون وتربويون وثقافيون.وهي أيضاً نتيجة للسياسات العنصرية التي طبقتها جميع الحكومات ضد الجماهير العربية طول 62 عاماً...

وإذا كان العالم اليوم يشهد حركة سريعة نحو تأصيل قيم التسامح وتبادل الثقافات فإن إسرائيل اليوم بقوانينها المتسارعة  وحاخاماتها تعيش حقبة أفول زمن الأخلاق والتسامح والعيش المشترك.

ولا نرجم بالغيب إن قلنا أن دعوة الحاخامات اليوم تأتي كترجمة حقيقية لما جاءفي معتقداتهم.........

(اقتل الصالح من غير الإسرائيليين... وحرام على اليهودي أن ينجي أحداً - من باقي الأمم- من الهلاك.. أو يخرجه من حفرة يقع فيها.. لأنه بذلك يكون قد حفظ أحد الوثنيين)...

هذا جانب مما جاء في تلمود اليهود عن الأغيار.. أي غير اليهود! فهم أعداء لكل الأمم والملل والنحل! هذا هو أساس «الدولة اليهودية» التي كثر الحديث عنها مؤخراً، وأصبحت شرطاً من شروط ما يسمى محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية.. أو بالأحرى أصبحت سيفاً تسلطه «إسرائيل» وأميركا على رقاب العباد من العرب والفلسطينيين خاصة، والحقيقة والواقع يؤكدان أن «إسرائيل» بالفعل دولة عنصرية.. بل تكاد تكون هي الوحيدة والمتفردة في العالم بعد انتهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.‏

إننا لا نكون مبالغين إطلاقاً عندما نقول إن عنصرية «إسرائيل» تفوقت على كل العنصريات الأخرى.. لماذا؟ لأنها بالأساس تقوم على أساس الدين، وليس الجنس أو العرق أو اللون.. كما حدث لأمم أخرى تراجعت عن عنصريتها أو عادت إلى رشدها عن قناعة.‏

فالديانة اليهودية.. وبغض النظر عن التحريف الذي أضافه الأحبار والحاخامات إليها هي جوهر وعماد «إسرائيل»... ودونها لن تستمر، الجميع في «إسرائيل» يدركون ذلك ويؤمنون به من علمانيين ومتدينين أو حتى أدعياء التديّن... أشكناز وسفارديم.. وبالتالي يجب ألاتَخدَعَ أحداً ألاعيب ما يسمى الصقور والحمائم، والمتشددين والمتساهلين.. الكل عنصريون ، هدفهم واحد وإن تعددت الأشكال والأساليب المصطنعة - ادعاء بأن «إسرائيل» واحة ديمقراطية وبستان الحرية في المنطقة كما يروج المؤيدون لها في أميركا والغرب بشكل عام.‏

إن «إسرائيل» تؤكد للعرب وللعالم أن جوهر صراعها مع العرب والمسلمين عامة ديني رغم أن العرب والمسلمين يرون غير ذلك، ويعملون على نفي الطابع الديني عن هذا الصراع ونزعه من أيدي الصهاينة، ولكن الطرف الآخر أي «إسرائيل» متمسك بذلك وتعتبر العرب والمسلمين أعداءها الذين يستحقون القتل والسحل والتدمير، حدث ذلك ولا يزال مستمراً ويتكرر مع الزمن!‏

وعندما تؤكد «إسرائيل» أنها «دولة يهودية» وتطالب العرب والعالم بالاعتراف بذلك فهدفها الواضح والمؤكد: هو إبعاد العرب وتصفيتهم من أرض فلسطين التاريخية الواقعة داخل الخط الأخضر والتي عاشوا فيها منذ آلاف السنين، ولم يخف ساسة اليهود وأحبارهم هدفهم هذا لتصبح «إسرائيل» يهودية خالصة لا وجود لعربي فيها.‏

ولاشك في أن الاستيطان الإسرائيلي الذي ينشط في هذه الأيام رغم المحادثات غير المباشرة ثم المباشرة يلتهم الأرض يوماً بعد يوم وعاماً بعد الآخر، بحيث لا يبقى مجال لإقامة الدولة الفلسطينية عليها.‏

ف«إسرائيل» قامت كما هو معروف على أنقاض الشعب الفلسطيني الذي طردته من أرضه كما قامت الولايات المتحدة على أطلال الهنود الحمر! إنه توافق فكري وايديولوجي غريب بين قيام الولايات المتحدة و«إسرائيل» توافق فريد من نوعه يقوم على إباحة قتل وإفناء الآخرين وتهجيرهم عن طريق القوة.‏

اننا في الوقت الذي ندعو فيه بعض العقلاء لطرد هؤلاء الحاخامات من مواقعهم الرسمية فاننا نؤكد ان هذه الفتاوى الشيطانية لن تردعنا عن التجذر في ارضنا ..باقون هنا على صدورهم في وطننا وليشربوا البحرا ..باقون هنا نحيل فيها او نموت عليها وان لم يعجبهم فليرحلوا عنا.....

                

* رئيس الحركة الإسلامية في ام الفحم وضواحيها..

رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية القطرية-الداخل الفلسطيني.