المنطقة ..على كف عفريت صهيوني
واليهود يضمرون لها شرًّا مستطيرًاً
لبنان في مهب الريح
عبد الله خليل شبيب
المتأمل في وضع لبنان يراه كساحة حرب صامتة .. متكلمة أحيانا .. يتطاير منها شرر من هنا وشرر من هناك .. ويوشك أن يصادف الشرار مشتعَلا .. – وقى الله لبنان – وجميع بلادنا – شر ما يراد لها أو أُريد ..أو تم تنفيذه في بعضها ..وجارٍ تنفيذه في البعض الآخر ..كما صرح رئيس جهاز الموساد السابق [ المجرم يادلين ].
.. ولربما تراءى للناظر للوضع اللبناني أنه ينظر إلى لعبة أتاري .. فهناك أكثرمن طرف ..وأن هناك أيدٍ –قد تبدو خفية – وغالبا خارجية تتحكم في [ الريموت كنترول ] .. وهي – كبعض لعب الأتاري أو الإنترنت – لعب مغالبة – لكنها هنا جدية وخطيرة .. ولها ما يتبعها ..وجزء من مخطط جهنمي [ تعبث به في الظلام – أصابع أمريكية وصهيونية قذرة ].. يستهدف المنطقة برمتها ..والأمة كلها ..ويريد أن يذلها ويمزقها ويظل متحكما بها ..والأنكى والأدهى والأمر .. أن الأيدي الخارجية الهدامة أتقنت المؤامرة حتى إنها كثيرا ما تستعين بالضحايا على تدمير أنفسهم ومن حولهم ..في عمليات أشبه ما تكون بالانتحار الذاتي الاختياري !!!
.. قبل أن نغوص في أعماق الحديث عن هذا الموضوع .. نعيد التذكير بكلام [ المجرم عاموس يادلين ] رئيس جهاز الموساد السابق : ( لقد نجحنا في تقسيم العراق والسودان واليمن ..والآن جاء دور لبنان )
.. وهم يعدون لكل قطر عربي وإسلامي خطته ..ويبدأون في التمهيد لها إلى أن يأتي دوره .. فيدخل صراع التفتت وأزمات التناحر والانتحار..[ ومعظم فتائلها جاهزة ..ومفاتيح تفجيرها بأيدي العدو ]! ولا منجى منها إلا الوعي والتكاتف ورد كيد العدو في نحره ..أو كشف وعزل عملائه المحرضين على الفتن والذين باعوا الشعوب والأوطان والأديان ..- وقبل ذلك باعوا أنفسهم بدريهمات .. لا يلبثون أن يتركوها لورثة يبددونها ويتلاعبون بها .. بينما هم– أي المتواطئون الخونة الهالكون– يلتهبون في نار جهنم !
... ربما تكون كلمة السر الحالية في الصراع اللبناني [ المحكمة الدولية حول موضوع اغتيال رفيق الحريري ..إلخ] ..ومعظم التفاصيل معروفة ..كيف تطورت تلك المحكمة ..وكيف تلاعب بهاالمتلاعبون ..وكيف استعملوا ويستعملون [ بوصلة الاتهام ] ويتلاعبون بها – حسب الظروف – وحسب المخطط المطلوب !
ليس الحريري وحده الذي اغتيل في لبنان أو غيرها :
ومع احترامنا للأستاذ الحريري ..الذي كان مدرسا .. ثم دخل أبواب المقاولات والاستثمارات وغيرها فإذا به من أصحاب المليارات والمشروعات الضخمة ..ومن مؤسسي وملاك المؤسسات الكبرى والبنوك الربوية ..إلخ وعلى كل فقد أفضى إلى ربه – الذي يحاسب الجميع على ما قدموه من شر أو خير ..ويجزي كلا بما فعل !
.. نقول .. : لم يكن رفيق الحريري أول ولا آخر شخصية لبنانية تُغتال ..فقد سبقه ولحقه الكثيرون : رشيد كرامي .. والمفتي حسن خالد ..وبشير الجميل وكمال جنبلاط وفرنجية..وغيرهم مما لا يقل بعضهم عن الحريري أهمية .. إن لم يزيدوا ..!
... والسؤال الآن : لماذا الحريري بالذات ؟!
ولماذا لم يُهتم بالآخرين ويُبحث عن قتلتهم ليقدموا للمحاكم – أيا كانت – ويأخذوا جزاءهم وينالوا عقابهم المناسب ؟!
.. ولماذا لا تطالب المحاكم الدولية بملاحقة قتلتهم ومحاسبتهم واعتقالهم وتقديمهم للمثول أمامها ؟
؟.. أولم يُقتل في الدنيا أو في لبنان بالذات إلا الحريري ؟!
مرة أخرى:[ لعبة أو تمثيلية ]:الاستيطان والمفاوضاتت!
إذا لم تُجْدِ عشرات السنين مفاوضات .. فماذا عساها تجدي الثلاثة أشهر؟! لكنها حجة لدعم اليهود وحمايتهم:
... نسأل من كان فيه مسكة من عقل أو لديه ذرة من فهم .. : إذا كانت مفاوضات عشرات السنين .. لم تُجْد شيئا .. ولم تصل إلى أية نتيجة ولا شروى نقير !؟ .. فماذا عساها تفعل 3 شهور من وقف الاستيطان .. والتي تقدم [ مقابلها ] الولايات المتحدة ..كل تلك الإغراءات الهائلة .. (طائرات مجانية متطورة .. ودعم – دائم وغير محدود –وحماية عمياء - لأعمال القتل والعربدة الصهيونية في المحافل الدولية.. وعدم المطالبة – مرة أخرى – بوقف الاستيطان ) - .. إلخ تلك [ الإغراءات والرشوات الأمريكية للدولة الصهيونية ] والتي يقابلها الصهاينة [ المنتنون ] بالدلال والحرد .. والتمنع والصدود .. !
... وأغلب الظن أنهم سيوافقون على مطلب أمريكا ..[ ويُحَملون رئيسها وفصيل المفاوضات الفلسطيني ألف منة وجميلة ] .. ويكسبون الهبات والتعهدات الأمريكية... ثم يدخلون دورة مماطلة لا تقاس بالنسبة لعشرات السنين من المماطلات .. ويُخرجون المفاوض الفلسطيني [ من المولد بلا حمص .. بل- وقفاه يقمر عيش – كما تقول الأمثال المصرية المشهورة ]!
.. إلا إذا رأوا أنهم مستغنون عن كل تلك [ الإغراءات والرشوات ] الأمريكية .. أو يضمنون أن [ لوبيهم الحاكم الحقيقي للولايات المتحدة .. سيأتيهم بها .. وبأكثر منها بكثير .. في الوقت المناسب .. أو حينما وكيفما يريدون .. فقد أصبح دافع الضرائب الأمريكي في خدمة اليهودي والصهيوني ..كما توقع الرئيس الأمريكي الأسبق –التاريخي ( بنجامين فرانكلين ) ..أن الأمريكيين سيصبحون خدما وعبيدا لليهود .. يكدون ليل نهار .. ليلبوا طلباتهم ..ويسعون في خدمتهم.. !
..ولربما لم يكن [ فرانكلين ) يتصور أن يصل الحد بالعبودية الأمريكية لليهود ولدولتهم.. أن تقدم الولايات الآلاف من ( فلذات أكبادها ) والمليارات من دولاراتها وضرائب شعبها .. حتى تقف على [ شفا الإفلاس] في سبيل الصهيونية ولخدمتها وطاعة لأوامرها ! كما فعلت في العراق وغيرها..وربما تنوي أن تفعل في إيران أو ( تكرر)في لبنان ..إلخ
... مجمل الأمر ..ومختصر القول ..أن [ دولة الويلات الملحدة ] شريكة كاملة للصهيونية في العدوان علينا ..وليست أبدا – ولم تكن ولن تكون يوما من الأيام .._ ولا تصلح أن تكون – وسيطا محايدا ولا نزيها ولا شريفا .. ومن ظن غير ذلك فليتهم عقله ..أو فهمه !
.. وأن الجبهة الصهيونية الأمريكية المعادية التي تمسك بكثير من الخيوط [ والأرسان والتلابيب..بل والمماسك والمخانق ] .. لن تزول إلا إذا تكاتف (الضحايا ) ومزقوا الأصابع الخفية التي تمسك [ بخناقهم ] ولو أدى ذلك إلى تجَرُّح بعض ذلك [ الخناق ] وإزالة الحشرات التي تساعد على الإمساك بمقدرات الأمة !!
.. وبالتأكيد فإن اليهود لا يريدون سلاما ..وما هي إلا خدعة جديدة سمجة ممجوجة .. ليقال إن الأمريكان بذلوا جهدا ..وضحَّوا ...وإن اليهود تنازلوا واستجابوا ! أو رفضوا .. فكأنهم مستمسكون بحقوق مشروعة – ووجود دولتهم أصلا غير مشروع -!
..وهي بعد ذلك فرصة وحجة لتقديم كل تلك [الدعوم الهائلة ] وغيرها لليهود .. ولاستدراج مدمني المفاوضات بلا هدف ..للوقوع في فخ جديد ... والمفاوض الفلسطيني يدور دائما في حلقة مفرغة [ كحمار الساقية ] كما يقولون .. ووضعه اليهود مكانهم ليدور –كما فعلوا في سيناء - في تيه المفاوضات.. حيث يدور عشرات السنين في دوامتها .. ثم ينتهي حيث ابتدأ !
وعلى أية حال .. فبعد القانون اليهودي الأخير الذي أقره الكنيست بوجوب إجراء استفتاء على الانسحاب من القدس أوالجولان .. مما يعني أن القدس خارج أية مفاوضات أو دولة .. نقول..: بعد هذاالقانون لم يعد واردا مطلقا أي أمل في قيام دولة [ مهما كانت مهزلة وهزيلة ] ..وليس هناك جدوى من المفاوضات ..حتى عند أكثر وأكبر عشاقها ومدمنيها ....فإن قالوا غير ذلك ..كذبوا على أنفسهم قبل أن يخدعوا أويكذبوا أو يدلسوا على غيرهم ..!
إن اليهود – ومن معهم – يمكرون – بليل ونهار – لآخر وأحرّ شوكتين تدميان جنبي دولتهم في الجنوب والشمال .. فيجهزون [ مؤامرات وخوازيق وألغاما ..إلخ ] للبنان .. ويضمرون شن حرب إبادة وأرض محروقة على غزة .. لا يرعون فيهما إلا ولا ذمة ..ولا يبقون صغيرا ولا كبيرا ولا شجرا ولا حجرا ..- تماما – كما تعلمهم التوراة ..وكما هو منصوص فيها ( فالآن ..اذهب واضرب [ عماليق ] وحرِّموا كل ماله ولا تعف عنهم ! بل اقتل رجلا وامرأة! طفلا ورضيعاً!؛بقرا وغنما ! جملا وحماراً!) :[ سفر صموئيل الأول=الإصحاح 15 فقرة 3].. ويفسر اليهود المغتصبون وحاخاماتهم العماليق ..بأنهم (الفلسطينيون ) أحفاد العماليق الأولين ( الكنعانييين ) الذين غزاهم اليهود قديما ونكلوا – بكل وحشية ودموية - ببعضهم وبكثير من الشعوب الساكنة في فلسطين والمنطقة .. والأتكى أنهم ينسبون ذلك إلى [ يهوة رب الجنود ] وإلى أوامره ..وتعالى الله أن يكون سفاحا بهذا الشكل الدموي ..حتى للأطفال والبهائم ..كما قال أبوالعلاء المعري منكرا ومستنكرا:
وقول اليهود إله يحب رشاش الدماء وريح القتر !
.. وأمثال ذلك من [ النصوص الدموية في التوراة ] ما يصعب حصره ..ويطول المقام لاستقصائه ..
ولذا فإن اليهود يُبَيِّتون للمنطقة – وخصوصا فلسطين ولبنان ..شرا مستطيراً !ولا بد من الاستعداد لمواجهتهم ..حيث لا خيار غير ذلك ..!
..وهم يظنون أنهم إذا فرغوا من تأمين دولتهم المتداعية ..وقضواعلى المقاومات الإسلامية في المنطقة ..وخضدوا شوكتها ..قد يتفرغون لما هو أبعد ..وقد يمدون أيديهم إلى إيران – دون موافقة أمريكا أو رغبتها – لأنهم يعرفون أنهم بذلك قد يورطون أمريكا فتحارب معهم – أوعنهم ..حتى آخر جندي أمريكي – وربما حليف – في المنطقة !!ويظنون ألا يطولهم الكثير من العقاب والأذى ..
.. وإننا لعلى يقين من أن الحماقات اليهودية التي قد يدفعهم إليها غرورهم ..وثقتهم أن أهم المقاليد – هنا وهناك – بأيديهم ..وأنهم يخوضون معارك في فراغ ..حيث لا جيوش نظامية تواجههم ولا أسلحة ثقيلة ..ولا شعوب معبأة ..أو حتى طليقة !!..وقد اعتادوا على مثل ذلك ..وأن يدخلوا حروبا [ تمثيلية ] مضمونة النتائج سلفاً!! فيصولون ويجولون في فراغ [ مثل دون كيشوت الذي كان ينازل طواحين الهواء ويظن أنه ينتصر عليها ].. وقد يسدر اليهود في غيهم..ولكن هذا غالبا ما سيكون بداية النهاية ..بل ربما النهاية بذاتها ..حيث تتيقظ الشعوب – وربما بعض الجيوش والأجهزة ! ..وتقطع حبال الموساد والماسونية والسي آي إيه ..عن رقابها – وعن مواقع قرارها .. وتثور ثورة جامحة وشاملة لاتبقي ولا تذر ..وتأكل الأخضرواليابس ..في كل المشروع الصهيوني ودعائمه وامتداداته وحماته وذيوله ..إلخ.. وكما قيل :
اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج
فقد بلغ السيل الزبى وبلغ الحزام الطبيين – كما تقول الأمثال العربية ..( ولم يبق في القوس من منزع ) ..ولا نامت أعين الجبناء ..
وإذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبانا
غير أن الفتى يلاقي المنايا كالحاتٍ؛ ولا يلاقي الهوانا
.. وإن غداً لناظره قريب... " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون "
ملاحظة مهمة: .. حينما نقول [ اليهود ] نقصد بالذات المعتدين المحتلين لفلسطين ..وكل من يناصرهم من اليهود والمتهودين ..ولا نقصد الذين لا يناصبوننا العداء .. وخصوصاً الذين يناصروننا ويرفضون العدوان والاغتصاب .
" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبََروهم وتُقسِطوا إليهم ..إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم..ومن يتولهم فأؤلئك هم الظالمون "... صدق الله العظيم