جواهز نوبل وليس جوائز نوبل

جواهز نوبل وليس جوائز نوبل

أخو الشهيد

إستوقفني مقال الأستاذ القدير محمد فاروق الإمام بعنوان "لماذا ليو تشياوبو وليس " هيثم المالح " والذي يثير فيه الأستاذ محمد الإمام قضية " يتجاهلها " الغرب وهي الشعب المقهور المنسي في سوريا ، وقضية عشرات الألوف من ضحايا النظام السوري لعدة عقود من المفقودين والمغيبين خلف القضبان بل ومئات الألوف من المنفيين قسراً في أرجاء الأرض وإصرار النظام على أن يصم أذنيه ويعمي بصره عن قضايا هؤلاء العادلة .

فقد جمعني القدر بأحد العرب العاملين في إحدى السفارات الأمريكية والذي أخذ يروي لنا عن " الحنان "  و " عاطفة الأبوة " لدى الأمريكان واحترام حقوق الإنسان ، فقلت له نسلّم جدلاً فيما تقول، لكن لماذا لا نجد هذا " الحنان " في المناطق التي تدك فيها القوات الأمريكية بيوت الأبرياء بحجة " مكافحة الإرهاب " ؟ ، فأجاب : أنا أتحدث عن الشعب الأمريكي وليس الحكومة الأمريكية ، وأضاف لا شك أن لديهم " إنتقائية " في توزيع هذا " الحنان " وهذه العاطفة الأبوية .

وأعود لأقول أن الشعب السوري لا " بواكي " له ، وطالما أن سادة السيد في قصر الشعب راضين عنه فلن تحرك أنّة طفلة مثل " طل الملوحي " شعرة في جسدهم ، بل ولا ما نع لديهم من تسليم " طل الملوحي " أو " هيثم المالح " إلى أمريكا لمحاكمتهم بتهمة الإرهاب بعد قضاء سنوات " ممتعة " في سجن جوانتنامو ، فكيف يطالب الأستاذ محمد الإمام بمنح أمثال الأستاذ " هيثم المالح " جائزة نوبل ( بل جاهزة نوبل ) وسكين الجزار واحدة " لا تتجزأ " ؟ .

دائماً أردد أبيات شعر كتبها الشاعر " أحمد مطر " والتي يقول في إحداها " أصبح الوالي هو الكحّال فابشر بالعمى " ، نعم فهل تنتظر الشاة من الجزار الصفح وإطلاقها ترعى في البراري بحرية وأن يتركها لقدرها ؟

رحم الله الشاعر الأستاذ الكبير يوسف العظم فقد عاتبه يوماً صديق له بينما كانوا في زيارة لبلد عربي وطلب منه أن يمدح الأمير بقصيدة عل ذلك الأمير يغمر ذلك الوفد بكرمه ويغدق عليهم من الأموال فغرد شاعرنا رحمه الله بأبيات لا أنساها ،  قائلاً :

قال لي صاحبي يسوق عتاباً         أنت ياصــــــــــاح غير ودودِ

لمَ لا تمدح الأمير بشـــعرٍ         أو تلاقي ركابه بـقصيــــيدِ

قلت شعري عرائسٌ من ضياءٍ       كيف يرضى الضياءُ قيد العبيدِ

ليس في وطني الكبير عظيماً        يستحق الثناءَ غير الشـــــــهيدِ

فموازين التكريم في عرفهم تختلف عن موازين التكريم في عرفنا ، وكم من " صغير " تم تكريمه وهو أحطّ من أن يكرّم ، بل إن كلمة تكريم بريئة منه ، وكم من الذين مُنِحوا شهادات الدكتوراه الفخرية والعلم منهم براء ، ورحم الله الذي سماها " الكتوراه الفخدية " نعم فهم لا يجاوز فهمهم وعلمهم " مناطق الأفخاذ " ولو وقف يتحدث لشعبه لم يميز بين " الألف " و " المسطرين "

فكيف نتمنى أن يُمنح الكبار في بلدنا تكريماً ونحن لا نثق بمن يمنح هذا التكريم ؟ .

التكريم الحقيقي عند الله القائل في كتابه العزيز " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " نعم فالذي يتق الله في شعبه وفي الأمانة التي قبل أن يحملها هو المستحق الحقيقي للتكريم ، أما الخائن الظالم الغادر فهو الذي ينطبق عليه قول رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان ..