عالم مجنون (2) وأكثر
رفض إخضاع دولة الصهاينة للوكالة الذرية
التطاول على الإسلام والقرآن والرسول وأمهات المؤمنين
عبد الله خليل شبيب
يعرف الجميع – بما فيهم دول النفاق [ الحضارية ] ..أن العصابة اليهودية في فلسطين ..تملك أسلحة نووية وبيولوجية وجرثومية ..وإشعاعية ..وغيرها مما يسمونه [ أسلحة الدمار الشامل ].. ما يكفي للقضاء على العالم كله – عدة مرات !!
.. كما يعرفون جيدا – بل وساهم متحضروهم المتوحشون – وعلى رأسهم أمريكا – في تكريس وتنمية وتدعيم طبيعة الشر والعدوان والحقد وتحطيم جميع القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية ..والمشروعة والشرعية – أية شرعية - .. في كيان وتصرفات تلك البؤرة الشريرة المسماة – زورا – [ مملكة أو دولة إسرائيل ]...
ومع كل ذلك فقد وقف [العالم المتحضر داعية الديمقراطية وحقوق الإنسان ..إلخ تلك الأكاذيب الممجوجة ] ليفشل مشروع قرار عربيا [ بائسا متواضعا ] كان يرمي إلى إلزام الدولة العبرية بالتوقيع على معاهدات الحد من انتشار الأسلحة النووية .. أو السماح لوكالة الطاقة الذرية – الدولية بتفتيش منشآتها النوووية – التي تزعم أنها غامضة ..وتريد أنت تقنع الآخرين بذلك !
.. هذا في الوقت الذي يقف فيه الصهاينة – بكل عهر ووقاحة – هم وأنصارهم الكاذبون الحاقدون .. – يقفون بالمرصاد لكل دولة تفكر في تطوير برامجها النووية ..,ولو كانت سلمية – كما تعلن إيران صباح مساء ..ويسوقون كل الجهود الدولية – سوق البهم – لعقاب إيران – وأحيانا كوريا – وكل من تسول له نفسه الاستقلال عنهم ..وممارسة حريته وحقه في أرضه وشؤونه المدنية والدفاعية ..إلخ
لدرجة أن مصر – وهي [ أي نظامهاالحالي]من أقرب أصدقاء الدولة الصهيونية وأحرصهم على حمايتها .. تجرأ بعض مسؤوليها واصفا ذلك السلوك الصهيوني [ بالوقاحة ]!
.. لقد كان موقف الدول الغربية وأمريكا من هذا الشأن – واضحا فاضحا مفضوحا .. فضح نياتهم الحاقدة ..وحقيقة مواقفهم ومؤامراتهم ..وأهداف إنشائهم ودعمهم للكيان الصهيوني العدواني الحاقد ..وأنهم أنشأوه فعلا ليظل عامل فساد وتخلف وتمزق وعدم استقرار في المنطقة .. يحرص على تهديدها .. لتتكالب على شراء [ أسلحة مصانع ناهبي الأموال ومفجري الحروب والأوبئة ..ومدمري الإنسانية لأجل مكاسبهم ومصالحهم ].. ثم لا تلبث تلك الأسلحة أن تصدأ أو يتجاوزها الزمن .. ليجري إتلافها ..أو إلقاؤها – إلا ما يستعمل منها في معارك داخلية تزيد الطين بلة – والمتمزقين تمزقا ..والمتخلفين والفقراء تخلفا وضعفا وفقرا وبؤسا وتشردا ...إلخ – كما يجري في اليمن والصومال مثلا ..وغيرهما كثير – والمؤامرات والتحريشات مستمرة ..! – وبعيدا عن العدو الحقيقي – وربما الوحيد في المنطقة .. ولتبقى المليارات تتسرب من أقوات الشعوب العربية والإسلامية –المتخلفة والجائعة والمسكينة.. لتصب في أفواه وبطون وجيوب كارتلات السلاح الغربية والأمريكية ..والصهيونية ..إلخ..!
وإلا فماذا يسمى هذا الإقبال على شراء أسلحة ومعدات بمبالغ خيالية ..وبكميات تفوق كثيا [ حجم وحاجة المشترين ] ؟! –
..مثلا حينما تشتري دويلة ما طائرات نقل عسكرية بتسعة مليارات .. في الوقت الذي يمكن لتلك المبالغ أن تشتري طائرات لنقل [ كل شعب ] تلك الدولة .. فضلا عن جيشها المتواضع ..!
أو حينما تصر دول على استزراع قواعد أجنبية أو تثبيتها على أرضها في الوقت الذي أصبحت فيه تلك القواعد من أساليب الماضي – وتجاوزها الزمن.. واستعيض عنها بأساليب أكثر حداثة وخفاء وخطورة وفاعلية ..وأقل ضجيجا !
.. ولو تعمقنا قليلا في بعض الأوضاع والظواهر .. لوجدنا ماهو فوق الجنون أو بعد الجنون ..!
ألوان أخرى من جنون [ الزعران ] ! :
يعمد بعض النكرات إلى بعض الأعمال الشاذة .. فتثور عواصف من ردود الفعل .. تضر – أحيانا - أكثر مما تنفع ..وكان من الممكن أن يُرَِدّ على التافهين البذيئين في أوكارهم أو ديارهم ..وتمر المسألة بلا ضجيج ....ولكن حصل أن قامت تظاهرات ومظاهر غضب واحتجاج وضجة كبيرة سواء حول الرسوم المسيئة أو أحمق هولندا .. أو خنزير مصر الكاهن القبطي الأرعن أو قسيس أمريكا التافه الذي هدد بحرق القرآن ..وقد حرقه بالفعل كثير من اليهود والنصارى بعد الضجيج الذي أثير ..وحينما رأوا اهتمام المسلمين بذلك .. وعرفوا أن ذلك يثير غضبهم !
والمصيبة أنه قد وقع ضحايا وأزهقت أرواح ..هي أعظم عند الله من كل ذلك فمقتل مؤمن أعظم عند الله حرمة من هدم الكعبة – كما دلت على ذلك الأحاديث الصحاح!
.. والسؤال : هل كان أحد يسمع بتلك النكرات من رسام دنمركي أو صحيفته ..أو تافه شقي هولندي .. أو [ أنبا قبطي محترق ] شاذ ؛ أو قسيس حاقد متطرف يهدد بحرق القرآن..؟ ... هل كان يسمع بهمأحد لو لم تقم كل تلك الضجة حول سفاهاتهم ؟!
.. علما – كذلك – بأنها ليست أول ولا آخر [ سفاهات في التاريخ ] ..وقد سبقها الكثير ..وقد يلحقها غيرها ..ما دام الصراع الأزلي محتدما بين الحق والباطل ! .. ( ليهلك من هلك عن بينة ..ويحيى ..من حيَّ عن بينة )!
الطاعنون في أمهات المؤمنين : كفار أو لقطاء ..ولا غير..!:
الأنكى من ذلك أن يتجرأ أحد [ لقطاء المتعة ] – وهو يزعم أنه مسلم - فيخرج على الملأ ببعض المقولات الحاقدة التي تغص بها بعض مطبوعات طائفية ..لا شك أن معظم الدس فيها من فعل بعض الحاقدين الجاهلين أو اليهود المندسين ..والذين استغفلوا بعض الطوائف ..حتى نالوا لديها درجة القداسة !
.. ولا نريد أن نتتبع كل ذلك [الغثاء ] فبعضهم قد بينه ..ورفضه ووضح الحقيقة ..ونصح بالتصحيح – كالدكتور موسى الموسوي وغيره - ..ولكن لم يلق آذانا صاغية .. بل واجه اتهامات طاغية ..وتشكيكات وتآمر حتى يقال إنه قد تم اغتياله ..! مع أنه أكد مرارا أنه لم يترك مذهبه ولم يغيره..وأن جده من أكبر المراجع المعتبرة والمحترمة في تاريخ المذهب !
ليسوا سواءً :
..ونحن – وقبل أن نستعرض الحقيقة والمنطق في جزئية الطعن في أمهات المؤمنين – نعلم أن هناك مِن تلك الطوائف عقلاء ومنطقيون ..ومعتدلون ..وأخلاقيون ..يعلمون أن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ...ولا ينبشون التاريخ ..بل ينظرون للمستقبل أكثر من الماضي ..ولا يحبون إثارة الفتن والخلافات والنعرات ..ولا يلوثون ألسنتهم بالطعن في أعراض المسلمين – فضلا عن سيدهم وخيرهم وسبب سعادتهم ( محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ..! ولكن هؤلاء قلة لا يُسمع لقولهم ..ولا يؤبه لرأيهم – وسط بحار زاخرة من العوام والدهماء والجهلة والمتطرفين الذين تربوا على [ مقولات يهودية سبأية ومجوسية وصفوية ..إلخ].. والشاذ القليل النادر لاحكم له كما يقولون ..!
نقول : الذي طعن في أعراض أمهات المؤمنين – سواء واحدة أو أكثر - .. كافر بنص القرآن .. لأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة.. حيث أن تبرئة السيدة عائشة رضي الله عنها ورد في سورة النور ..بكل صراحة ووضوح ..ولكن أتباع وتلامذة ابن أُبَيّ رأس النفاق ..وابن السوداء ابن سبأ ..يأبون إلا أن يطلوا برؤوسهم أحيانا !
.. ونقول لأمثال ذلك الشقي [ المحترق الزنديق ٍ] .. هل تؤمن بالقرآن ؟ .. فإن قال نعم ..قلنا له : ما قولك في قول الله تعالى ( وأزواجه أمهاتهم)؟ فإن أنكرها فقد كفر ..وإن اعترف بها ..فهو ملزم بأن يعترف بأن كل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في حكم أمه .. فإن أصر على قذف أية منهن ..فهو كمن قذف أمه التي ولدته أو أشد ..وهو بهذا يثبت ويقر على نفسه بأنه [ لقيط = ابن زنا = ابن حرام !].. وليس لهذا معنى إلا هذا !
زمرة ابن أُبَيّ وسلمان رشدي :
أمر آخر .. : أن كل من يخوض في هذا الإفك المشين .. إنما يعلن انتسابه : لعصبة كبير المنافقين ابن سلول أولا .. ولقطيع [ سلمان رشدي ] ثانيا وسيُحشَرون معهما في النار..ويبدو أن سلمان رشدي الذي أهدر الخميني دمه .. من أصل شيعي ..وما تجرأ على مقولاته القبيحة إلا [لمرجعية عنده تسري في دمه – تشربها منذ طفولته وصباه ] استخفافا بالسلف الصالح ..وتشكيكا فيهم وفي أخلاقهم – ليبرر [ الكهنة ] بذلك انحرافاتهم – كما أشرنا في مناسبات سابقة !!
.. ومقولات سلمان رشدي ..من نفس السياق [ الكفري القبيح ] الذي أثاره [ بعض الكهنة من لقطاء المتعة ]!
نداء مخلص للعقلاء والحكماء:
.. إنني أقترح على عقلاء الشيعة وعلمائهم وحكمائهم ومراجعهم ومفكريهم..أن يعيدوا النظر في كثير من المواقف والمقولات..ويحققوها تحقيقا علميا[ ويغربلوها ] ولا يغتروا ببعض الأسماء اللامعة – السابقة أواللاحقة – فالحق أحق أن يتبع ..وأن يتمثلوا بقول الله تعالى حول الخلافات السابقة ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون )..وأن يحاولوا التوافق مع العقل والعدل والعصر..والمصالح العليا للمسلمين ووحدتهم وأخوتهم..وينبذوا مواضع الخلاف ..ويحبوا الصحابة وأمهات المؤمنين – بصدق - .. كما يحب أهل السنة والطوائف الأخرى آل البيت وعليا وأبناءه عليهم السلام ! أوعلى الأقل يكفوا ألسنتهم ..ويتمثلوا بقوله تعالى –وهو ما ذكّر به زيد بن علي بن الحسين بعض مراجعيه من المشاغبين الشتامين ..( والذين جاءوا من بعدهم يقولون : ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ..)
ثم لا بد من تنقية كثير من تراثهم من أمثال تلك المدسوسات التي شوهت صورة المذهب وصرفت عنه الكثير ..والتي تسهم في تباعد المسلمين وتباغضهم وهي – قبل ذلك وبعده – تغضب وجه الله الذي زكى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وآل بيته في كثير من آيات كتابه الحكيم : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ..وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ..) ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس – أهل البيت – ويطهركم تطهيرا) ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ..وأزواجه أمهاتهم ) ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم..إلخ)..( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ..)
..( ..والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)
( يأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) ..( ..هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم ..)
.. وغير ذلك من النصوص كثير ..وفي هذا وذاك غـُنية وعظة وعبرة لمن أراد أن يعتبر أو يتذكر أو أراد شكورا ؛ ولمن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن .. فأؤلئك كان سعيهم مشكورا.

