الساطع الذهبي
في واقع الإنسان العربي
د.مراد آغا *
تباعا في سلسلة المضحك المبكي وشر البلية مايضحك ويقهقه ويسهسك فانه وخير اللهم اجعلو خير لواقع مؤلم هذا الذي نمر به كعرب في عصر كل مين ضرب ضرب وكل مين هرب هرب
ان تمرجح وتلولح العربي اليوم مابين مطرقة التطفيش والتدفيش والتفنيش المنظم من وطنه وديرته حاملا بقجته وحصيرته وصرته لايلوي على شيء لا لسبب الا لكونه من مواليد احدى دولنا العربية ذات الطلة البهية وهذا مانلمسه جليا في تزايد مهاجري مختلف الدول العربية بحثا عن موطن يكفل لهم مافقدوه في بلادهم أو تم اقتناصه منهم مابين حقوق وحريات حتى وصلنا الى أبسطها وهو حق الغذاء الأساسي للآدميين وهو الخبز والذي دخل مرحلة التقنين والتبخر وصولا الى مرحلة الكماليات والحنين
ومابين سندان الهجمة الممنهجة في الغرب ضد كل ماهو عربي ومسلم باعتباره مشروعا ارهابيا في موضة عمت البرية حتى بدأت الدول المعنية بمطاردة المهاجرين المسلمين والعرب وترحيلهم الى بلادهم ماأمكن حتى لمن استوطن منهم وتوطن
ويضاف لحالة المطرقة والسندان السابقة مرحلة الحرمان من الغذاء والتجويع المرافق للمعاهدات والتحالفات والتطبيع الفظيع والذي أطاح واستباح ماتبقى من أحلام بسراب حياة كريمة وجعل من هذا الانسان وبلاده مجرد وليمة بعدما سقطت غنيمة
وان اعتبرنا أن اليابسة في كرتنا الأرضية لاتتجاوز الثلث من تلك المساحة المغطاة جلها بالمحيطات والبحار فان تأرجح الانسان العربي اليوم بين مطرقة بلاده وسندان بلاد الغير يجعله يبحث عن أجنحة وحتى زعانف بحيث يتكيف مع مستقبل قد يجبره على السباحة أو الطيران لأن بلاد الأعاجم والعربان لم تعد تتسع لهذا الانسان بينما تسرح وتمرح في صحارينا كل أنواع الثعابين والزلاحف والسحالي وأمهات قويق وأمهات الأربع وأربعين وقطعان النسور والغربان وكان ياماكان
وان كان آخر مفاخر حكومات العربان هو رفض برلمان جزر القمر والتي تقع قرب بلاد الواق الواق عن استقبال العرب البدون على أراضيها وحولها وحواليها
وان كان لدول شقيقة وصديقة مثل البرازيل وتشيلي مآثرا في استقبال العرب ممن رفض العرب استقبالهم في بلادهم بعد انقراض الكرم الحاتمي وضيافة النشامى عند أحباب بوش وأولمرت وساركوزي وأوباما
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمنبطح والمنجعي
فان قشور ازدهار اقتصادي هش في بلاد الطفرة البترولية في غياب قواعدد اقتصادية فاعلة وباعتبار أن البورصات والمزايدات العقارية لن تطعم خبزا في يوم سيسحب فيه البساط السحري وفانوس علاء الدين فجأة من تحت ومن بين يدي من يتصورون الهشاشة ازدهارا والمظاهر عمارا فان ركب وأرتال الفقر والجوع والتطفيش والتفنيش والتدفيش التي ستنجم عن انهيار الطفرة وزوال السكرة ستكون كارثية تضاف لواقع عربي مرير لن تنفع معه الا البرمجيات والمنهجيات المنطقية دون الالتفات الى الخطوط الحمراء والصفراء والخضراء والتي رسمها الغرب لنا في مجالات الزراعة والصناعة والتي لاتخرج عن كونها طريقا يؤدي بنا الى الضياع والصياعة
ان أخطاء الأمس يدفع ثمنها العربي اليوم وأخطاء اليوم سيدفع ثمنها عربي الغد هذا ان لم تنبت لهؤلاء أجنحة أو زعانف تجعلهم يتركون الجمل بما حمل هروبا وطفشانا من واقع يزداد فقرا وعسرا ويجعل تفاقم افتراس الأخ لأخيه متنفسا في غابة يدفع الضعيف الثمن الأكبر فيها
كنت لأتمنى رؤية الأمور بشكل أجمل وأكثر ايجابية لكن الواقع أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسم هذا والله أعلم
ولعل مايلي قد يوصل الغرض
أين المصير
أيـن الـمـصـير أيها العربي
كـالـريـشـة في مهب الريح
فـماشبعت من خيرات قد نهبت
تـلـهث كالعطشى وراء سراب
أسـكـروك خدروك وحششوك
فـلاشـريـعـة تـسـود بغابة
أيـا طـريـد الأعراب والعجم
فـالـخوف منك ياعربي لاعليك
يـوم سـدت الأنـام بـحضارة
وفـيـك الله خير العباد اصطفى
ســقـا الله أيـام عـدلـهـم
فـيـا أمـة في الظلام أقحمت
أرجـعـي مجداغابرا قد انطوى
بـنـفـوس أبية وذمم لاتشترىوجـل حـيـاتـك تعب بتعب
مترنحا مابين مغتصب ومغتصب
مـكـويـا بـنار الفاقة ملتهب
يـائـسـا وعنك الخير منحجب
بـأحـضـان الـبغاء والطرب
عـلـى أنقاض المنابر والقبب
فـلادهـشة بعد اليوم أو عجب
لـمـن يخشون حضارة العرب
عـلـياء باهت الأرجاء بالكتب
وشرائع للأنام على مدى الحقب
عمر وعلي ومعتصما ومحتسب
أشـعـلي شموع النور واقتربي
بـعـتاة كبار أهل العلم والأدب
بـخسا ونخسا بالدنانير والذهب
*حركه كفىى