وسُحبت دعوة أعتى الدكتاتورين

من الشرفية والذي كان نحساً على غيره

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

حيثُ أعلن الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيّان منذ أيّام أن بشار الأسد "ليس ضيف شرف" في احتفالات العيد الوطني الفرنسي ، بعدما أثارت دعوته إلى الاحتفال بأعياد فرنسا الوطنية جدلا حادا وانقساماً كبيراً في هذا البلد وغيره ، والتي فيها اليوم المصدر الدبلوماسي كمنعاً للالتباس والتخمين بعدم تشريف أحد من رؤساء دول المتوسط منعاً للحرج سوى للأمين العام للأمم المُتحدة وفعاليات أُخرى ، وبمعنى آخر كان بشار نحساً على الجميع وأمثاله . وبالتالي فسيكون بشار الأسد - الذي أُثيرت حوله زوبعة عالمية ساخطة بعد الإعلان عنه في السابق كضيف شرف - ضمن تكملة العدد للترويج لمشروع الإتحاد المتوسطي بغية دمج إسرائيل بدول الشرق الأوسط وللتطبيع ، لتكون هناك لقاءات علنية ومُباشرة مع الوفد الإسرائيلي وعلى كُل المستويات ؛ كما صرّح اليوم بذلك وليد المعلم ، الذي أعلن أنّه لا مشكلة في اللقاءات السرّية منها والعلنية – ولكن مُشكلتهم وأسياده مع شعبنا السوري ومُثقفيه - ،وحتى بشار لم يعترض على مثل هكذا لقاءات مع العدو ليصل إلى ما يُريده من مطالبه الخاصّة بنظام حكمه التي وضعها كشرط في التطبيع ، كإلغاء المحكمة الدولية ، وإعادة العلاقات الأمريكية مع نظامه إلى عهدها السابق ، وما سوى ذلك من البيع والشراء والاستسلام والتسليم فكلّه مُتفق عليه ، إلا قضية حرية شعبنا فالأمر مرفوض البحث فيه

في نفس الوقت نفى غيّان علمه فيما إذا أراد بشار البقاء الى 14 تموز/يوليو يوم الإحتفال أو مُغادرته ، من باب عسى ولعلّ يتكرموا عليه بالدعوة ، ولكن برأيي هيهات أن يفعلوا ليوصموا أنفسهم بسبّة لا تُمحى عن جبين فرنسا إلى أبد الآبدين

ولكن هل سيبتلع الدكتاتور هذه الإهانة وهذا التراجع الذي منع الرؤساء الآخرين شرف حضور منصّة الاحتفالات تحت ضغط الشعوب والمُنظمات والدول الحُرّة ؟ أم أنه اضطر لقبولها وغيرها  كي لا تُفتح ملفاته الإنسانية القاتمة وسجلّه الأسود والأسوأ في العالم المُعاصر ، ومن اجل خروجه من مأزقه وعزلته ولو كان ذلك عن طريق العدو الحليف الإسرائيلي الحاضن له منذ عُقود ، لإعادة تسويقه من جديد بعد أن توقيعه لصكوك الاستسلام والتنازل والتخاذل ، وليكون لقاء باريس ليس أكثر من التتويج لمجمل اللقاءات السرّية والعلنية التي جرت في السابق مع مندوبي الكيان الصهيوني دون اخذ تصريح أو تفويض من شعبنا الأبي  ومُمثليه أو أخذ رأيه فيما كان يدور من الاتفاقيات المُخزية بحق وطننا ، كما بيع لواء الأُسكندرونة الجميل بأهله المليء بالخيرات والمياه والثروات ، دون أن نعرف عن خفايا ما دار للتسليم ، نظراً لأنّ كل اللقاءات اللا مشروعة كانت تُعقد بعيداً عن أعين الناس كاللصوص والحرامية ، الذين لا يعملون إلا في الخفاء ، لأنهم مُعتدين في كُل أمورهم  وناهبين للحقوق الوطنية وحقوق النّاس والأوطان

على كُل حال جاء تراجع  قصر الإليزيه عن الخطوة الممقوتة لتشريف الديكتاتور بشار تحت الضغط الشعبي العالمي ، الذي انتفض ما إن سمع باستضافة هذا الضيف المنبوذ عالمياً وإنسانياً في يوم أعياد  عاصمة الحرّية التي انطلقت منها شرارة الحرية إلى باقي الدول الأُوربية ، ليتحرر إنسانهم من قيود التخلف والاستعباد والاستبداد والإذلال ، أي كان الإعلان عن تشريف الدكتاتور بشار كالطعنة النجلاء في ظهر الشُعوب الأُوربية التي ثارت وانتفضت ، مما أدّى إلى تراجع المُستغل ساركوزي لضعف نظام بشار وهوانه دولياً بقصد تغطية  آثامه وأفعاله وجرائمه وتعدّياته التي تجاوزت أصداؤها  الأفاق ، لتحقيق مكاسب ستكون سبّة عار على جبين فرنسا فيما لو شرّفت هذا الطاغية بشار

وأخيرا :  ومع كل ما جرى علينا كمعارضة أن نُصعد احتجاجاتنا ، وان ننشر مقالاتنا المُعبرة عن آلام ومآسي شعبنا السوري مُترجمة إلى كُل اللغات ليتطلع العالم أجمع على عُمق مأساة الشعب السوري  وشعوب جيراننا اللبنانيين والعراقيين الذين اكتووا بنار حقد وإجرام نظام بشار وأبيه على مدار أربعة عقود ، والذي لازال هذا النظام يُذيق شعبنا الويلات ويرفض أي بحث في شؤون المُعتقلين السياسيين والمُثقفين السابقين واللاحقين ، وعلينا في المُعارضة مع حُلفاؤنا من الدول والمُنظمات الصديقة أن نُصعد الاحتجاج على أي زيارة يقوم بها بشار وأعوانه ،  وتنقلاتهم الدولية فنحدث مع كل انتقال وتحرّك لهؤلاء ضجيجاً وصدى يمنع عليه سهولة الحركة وحرية الاستقبال ، لأنّ أمثاله من يجب أن يكون وراء القضبان ، لا أن تُفتح لهم الأبواب ويستقبلوا على أساس رؤساء دولة وحكومات.