ولا يملكون ثمن الدواء وإيجار المنزل

عائلة الأسير المحرر موسى

لا تمتلك إفطار على مائدة رمضان

ريما عبد القادر /غزة

[email protected]

قبل موعد أذان الإفطار تبحث ختام زوجة الأسير المحرر أحمد عبدالرحمن موسى عن طعام تعده على مائدة الإفطار لها ولزوجها، وبعد أوقات من تعب البحث تكون النتيجة الزعتر فقط، ولا يكون ذلك حال الإفطار فحسب بل السحور لديهم نفس الطبق المتواضع جدا رغم صيام يوم طويل حار، وأكثر مايزيد الألم أن الزعتر لا يتناسب تناوله مع زوجها المريض ولا حتى معها خاصة بعد إصابتها بقرحة في المعدة...والأمر لا يقف على وجبة الإفطار إنما يتعدى ذلك بعدم القدرة على الحصول على حبة دواء للعلاج لكليهما.."القدس" حاولت أن تنقل صوت مناشدة عائلة موسى عبر كلمات صفحتها لعلها تخفف ألمهم وفقر حالهما.

مرض وألم

وفي بيت متواضع يحفه ألواح الزينكو يحمل من السمات البالية والقديمة التي لا تغني في جدرانها القديمة من حرارة الصيف أو برودة الشتاء كانت تسمع من خلال جدرانها المتشققة آنين الألم للأسير المحرر موسى، وزوجته ختام.

الأسير المحرر موسى"43سنة" لم يستطع الحديث بكلمة واحدة إلا أن حال مرضه كان يتكلم نيابة عنه خاصة حينما خرج الدم من فمه وأنفه بغزارة وأوقعه ذلك في غيبوبة ليعلم أنه يعاني من أزمة حادة في صدره، والغضروف.

وقالت زوجته ختام "37سنة"وملامح الألم والحزن والفقر كانت واضحة على وجهها: " زوجي مريض ويعاني من أزمة حادة في صدره والعديد من الأمراض بسبب التعذيب الذي شهده جسده لدى سجون الاحتلال الإسرائيلي".

وذكرت بأنه عند اعتقاله كان ينزف من شدة الضرب، وتم ربط يديه وقدميه 40 يوم لدى الاحتلال في فترة التحقيق مما أثر على صحته بشكل كبير بعد خروجه مما تسبب لديه الغضروف وأمراض مختلفة اجتمعت في جسده.

دواء

وعبرت عن حزنها لدعم قدرتها على توفير كل أنواع الأدوية لزوجها خاصة أنها لا تملك شيكل واحد في بيتها، وبينت أن الأمر لا يتوقف عند ذلك الأمر خاصة أنها تعاني من قرحة وتحتاج إلى علاج بشكل شهري ثمنه 300شيكل.

وبينت أن هذا المبلغ بالنسبة لها كبير جدا مما جعلها في كثير من الأوقات لا تشتريه مما يزيد الألم لديها فتتحمل الألم كلما أدركت أنها لا تستطيع شراء العلاج المطلوب لها.

مائدة الإفطار

وأكثر مايزيد الألم حينما تحاول ختام أن تعد مائدة الإفطار بعد صيام يوم حار طويل وتحاول أن تبحث عن شيء تعده لها ولزوجها المريض، ورغم إنها تدرك بأنه لا يوجد شيء غير الزعتر ومع ذلك كانت تعيد البحث بشكل يومي.

وقالت  بصوت مخنوق من الألم وفقر الحال: " الزعتر مالح فهو موت أحمر على معدتي وحينما أتناوله يزيد ألم المعدة ومع ذلك لا أجد البديل، ولا أجد مايسكن هذا الألم".

وتابعت بكلماتها الحزينة وضع زوجي الصحي صعب جدا ويحتاج إلى غذاء مناسب ومع ذلك يكون الزعتر المقدم في وجبة الإفطار والسحور.

وبسبب فقر الحال لعائلة موسى ذلك جعلها تعجز عن دفع الإيجار حيث أشارت ختام إلى أنها تسكن مع زوجها في بيت قديم بالإيجار يصل تكلفة إيجار مع الماء والكهرباء مايقارب 600 شيكل هذا الأمر جعلهم يتنقلون في 23 منزل للإيجار نظرا لأنهم لا يملكون دفع الإيجار فيتم إخراجهم من المنزل وهكذا الأمر معهم.

الأطفال

وذكرت بقلب الزوجة التي تتمنى أن يكون لها طفل، أو طفلة، أن الاحتلال حرمها من  الانجاب من خلال وضع أسياخ الحديد الساخنة على مواضع حساسة من جسد زوجها الأسير مما حرمه من الانجاب.

ولفتت إلى أن وزارة الأسرى في سنوات ماضية تكفلت في عملية الزراعة إلا أن العلاج كان لابد من أن يكون من العائلة ذاتها ونظرا لأنها لاتملك ثمن الدواء اللازم لزوجها ليساعد زوجها على عملية الانجاب فلم يتم إجراء عملية الزراعة لها.

وجدير بالذكر أن الأسير المحرر موسى تم اعتقاله عام 1991 وحكم عليها 10 سنوات، وبعد العديد من المحاكم حكم عليه بسنوات أقل مع دفع غرامة مالية، وفي خلال فترة اعتقاله كان لجسده نصيب من أنواع مختلفة من العذاب مما اصابه بالعديد من الأمراض، والفقر بسبب عدم قدرته على العمل.

وقي صرخة مناشدة من آنين جسد ختام المريض، وجسد موسى العليل تنطلق صرخات استغاثة من قطاع غزة المحاصرة بثمن دواء وغذاء وإيجار.