للدكتاتور بشّار حصّة مع طُغاة العصر
للدكتاتور بشّار حصّة مع طُغاة العصر
في العيد الوطني الفرنسي الساركوزي يا للعار
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
وا أسفاه عليك يا فرنسا ، هكذا عودتينا عدم الإستقرار على حال ، لادينٌ تدينين به ولا خلق تُحافظين عليه ، تدوسين على كل القيم ولا تأبهين لمشاعر إنسانية ولا الى جراحات ولا آلام ، ولا أخلاق فاضلة ، ودائماً عرفناك تأوين القاتل المُستبد المُستبيح للدماء ، الناهب للثروات الذي يكرهه كُل من على الأرض وفي السماء مادامت أياديك تغرف من جيبه الذي مُلئ بالحرام ، والثورة الفرنسية التي قامت من أجل حرّية الإنسان هي الآن في موقع المُزايدات لمن يدفع أكثر ، فهذا العقيد الديناصور الدموي القذّافي ينصب خيمته في وسط باريس ، ليقول لشعوب العالم المقهورة والمقموعة ولذوي الضحايا ، بأنني بالأموال الحرام المنهوبة من عرق الشعب وثروته أشتري بها كل المبادئ الفرانكوفونية ، وأدوس بها على كل ضحاياي ليبيين كانوا أم غربيين ، والحال نفسه مع التنين التونسي الأثيم ، الذي خنق الحياة في البلاد ، واعتدى على مشاعر الأُمّة وقيمها ، وحاربها في دينها ومُقدساتها ، وشهد له الكون بسطوته وظُلمه واستبداده ، إلاّ فرنسا الساركوزية أبت إلا أن تُري الشعوب قاطبة بأنها ترفض مساعدتهم ، وأنّها مع من يُذل تلك الشعوب المقهورة فوق ما هي عليه ، لتُضيف على لاائحة الإستقبال دكتاتور العصر السفّاح ابن السفّاح ، الذي تمّ طرده في السابق من الشانزليزية ، ليعود إليه مُجدداً وبكل أسف في عيد فرنسا الوطني ، وهو ممشوقاً ومُلوثاً بدماء أحرار شعبه والأبرياء ودماء قادة لبنان وضحاياه في العراق
لم تبرد بعد ياسيد ساركوزي دماء ضحايا دكتاتوري العصر كما وصفتهم صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية ، وكما تنعتهم كُل المُنظمات الإنسانية ، وكل أحرار العالم ، الذين جرائمهم على الدوام مُتجددة ولا تنقطع ، وكل يوم بوجود هؤلاء الذين سيأتون بدعوة رسمية منكم يا خليفة شيراك الذي أبى لآخر لحظة أن يضع يده مع هذه الطُغمة ، مع اعترافه بخطأه بتسويقه لبشار سيزداد عدد الضحايا ، ولكن ساركوزي لايهمه كل هذا أمام المليارات المنهوبة منّا نحن الشعوب الأكثر بؤساً في العالم ، والتي فُرشت أمام طموحاته الغير مشروعة، التي تريدُ بناء مجده على حساب أشلائنا ودمائنا وجماجمنا وفقرنا ومُعاناتنا وآمالنا وأحزاننا ومُستقبلنا ، مما حجبت عنه الرؤيا ، أو أعمت قلبه بعد أن شهد الكون بأجمعه على جرائم هؤلاء، وكذلك من أجل مشروعه الجديد الذي أسماه تضليلاً بالإتحاد من أجل المتوسط ، وليس من أجل فتح أسواقهم أو تسويق ربيبتهم اسرائيل ، وليس من أجل شعوب ودول البحر المتوسط ، بل ليكون هؤلاء وبمن فيهم ليس أكثر من سوق يبيعون فيه ويشترون عن طريق أشد الأنظمة ظُلماً وتلوثاً بالدماء البريئة ، بينما في نفس الوقت لاتقبل فرنسا بانضمام تركية الإسلامية الى أسواقها وحلفها بدعوى تخلفها وجهلها واختلاف ثقافتها
نعم اختلاف ثقافتها ، لأنهم يريدون أتباع خُدّامٌ لمصالحهم ولا يُريدون الشُركاء ، وتركيا ستدخل كشريك مُنافس وقد تكون المُستفيد الأكبر منهم لا العكس ، بينما الدول المذكورة التي هي تحت قبضة أدواتهم الفراعنة ، الذين ماهم إلا كولاة إمارات خاضعين تابعين ، أو رجال شُرطة لقمع الإنتفاضات لهذه الفرنسا ومن وراءها ، هم من سيدفع ويُمول ويدعم إقتصادهم ، ويجلب لهم خيرات بلادنا على طبق من فضّة ودون أن يدفعوا بنساً واحداً من جيوبهم تلقاء هذه الخدمات ، ليمتصوا خيرات بلادنا كما فعلوا عندما استعمرونا ولكن الآن بأسلوب حضاري عبر عملائهم
والمُتأمّل جيداً الى أهداف الإتحاد من اجل المتوسط الذي وافق عليه بلا تردد النظام السوري المأزوم ، والتونسي الذي وُعد باستلام الأمانة العامّة فيه ، بينما القذافي الذي يعتبر نفسه خرج من عنق الزجاجة ، لايجد نفسه مُضطراً للدخول في هكذا مشروع يصبُّ في مصلحة اسرائيل ودمجها بالمتوسط ، أو بالشرق الأوسط ،فينكشف على حقيقته ، وليبقى هذا الزعيم مُغلقاً على نَفسَ الليبيين من كل جانب ، ومثلما يقولون " اجت والله جابها"، بينما النظام السوري يجد فيه الفرصة للخروج من عزلته ، بعدما دخل في صفقة مع اسرائيل ليصل من خلالها لمثل هذه الدعوة ، التي يعتبرها البوابه للإنطلاق والخروج من العُزلة ، ولو كانت على حساب الجولان المُحتل ومياه بُحيرة طبرية ، أمّا النظام التونسي الذي هو عرّاب الإتحاد ، فإنه يجد الفرصة لزيادة المكاسب وتحسين سمعته القاتمة أوربياً ودولياً عن طريق فرنسا محتضنة هذه الطُغم الحاكمة ، لتُثبت لنا وباستمرار ، بأنّ نفسها لازال استعمارياً مقيتاً ضيقاً يتحدث بلغة القرون الوسطى
وأخيرا : لايسعني إلا أن أختم مقالتي هذه بقول رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارة الأخير إلى بيروت السبت الماضي، إنه من "العار" استقبال الرئيس السوري بشار الأسد في العيد الوطني الفرنسي في الرابع عشر من الشهر المقبل ، ونحن كسوريين ومعارضة نقول : إنّه فعلاً من العار أن يتم استقبال بشّار المُغتصب للسلطة ، والقامع لشعبه في البلد التي تدعي نفسها النواة التي انطلقت منها الحريات ، وشعبنا لايزال يئن من سطوة هذا الجلاّد القادم اليهم في أهم مُناسباتهم ، وأحرارنا يومياً يُساقون الى محاكم التفتيش لتقضي عليهم بالأحكام التي لايُقرّها عقل ولا دين ولا ضمير ، وبعشرات السنين لكلمة قالها أو انتقاد عبّر عنه أو مُدونة كتبها تحت طائلة قانون الطوارئ والمحاكم الإستثنائية الخاصة وقانون العهر والعار في جبين الإنسانية 49 لعام 1981 والذي لازال سائداً ويحكم بالإعدام على كل مُنتسب لفكر وجماعة الإخوان المسلمين ، والذي ذهب ضحيته الأحرار من كل اتجاه ولون، وكذلك الملايين من شعبنا السوري لازال في الشتات مُشرد ، وعشرات الآلاف لازالوا قابعين وراء القضبان منذ عقود ، لا أخبار عنهم ولا معلومات ، نعم إنّه عار وكلّ العار أن يتم استقبال أعظم دكتاتوري العصر في اليوم الذي سمّته فرنسا بالعيد الوطني لها اترتضي أن تكون حُرّة ونحن الشعوب تحت نير الإستبداد والإستعباد