تابع البرنامج النووي الإيراني 14
واشنطن الإتحاد الأوربي يضغطان على إيران
ودول تساهم فى ذلك الضغط
تابع البرنامج النووي الإيراني
حسين علي محمد حسنين
كاتب وباحث/ عضو إتحاد كتاب مصر
(1)
واشنطن تستطلع فى سرية تامة الأهداف النووية
داخل الأراضي الإيرانية:
فى 17 يناير 2005 قال الرئيس الأميركي جورج بوش في مقابلة مع شبكة NBC التلفزيونية إنه لا يستبعد عملية عسكرية ضد إيران في حال فشل الدبلوماسية في تسوية هذه الأزمة النووية . فى نفس اليوم (17 يناير 2005 ) كشف الصحفي الامريكى سيمور هيرش فى مقال له بمجلة نيويوركر الأسبوعية طبقا لمصادر بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن واشنطن تقوم بمهمات استطلاع سرية داخل إيران بغرض تحديد أهداف نووية وكيمائية وصاروخية داخل إيران تقدر بنحو 30 موقعا ، وشددت المجلة على أن مجموعة استطلاع أميركية سرية دخلت إيران منذ صيف 2004 . وجاء فى تقرير المجلة أن مدنيين بوزارة الدفاع الامريكية يحاولون دخول إيران من أجل تدمير أكبر عدد ممكن من منشآت البنية التحتية العسكرية الإيرانية . كما أوضحت المجلة أن مسئولا كبيرا بالمخابرات الامريكية أكد للمجلة أن هذه حرب ضد الإرهاب وأن العراق ليس سوى محطة واحدة ضمن عدد من المحطات بالمنطقة وأن إدارة بوش تنظر إلى منطقة الشرق الأوسط على أنها ساحة حرب كبيرة. وأكد المسئول أن قوة العمل تتسلل بمساعدة باكستان إلى داخل الأراضي الشرقية لإيران بحثا عن منشآت للأسلحة النووية تحت الأرض، وذلك مقابل ضمانات أميركية لباكستان بعدم تسليم العالم النووي عبد القدير خان لها.
دان بارتليت
فى نفس الوقت أعلن دان بارتليت أحد كبار مساعدي الرئيس الأميركي جورج بوش قلق بلاده حيال البرنامج النووي الإيراني، وقال إن إدارة البيت الأبيض ستسعى من خلال المبادرات السياسية إلى إقناع طهران بعدم السعي لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدا في الوقت نفسه أن بوش لا يستبعد في أي مرحلة الخيارات العسكرية تماما من قائمة خياراته.
وفى 18 يناير 2005 دعت وزيرة الخارجية الأميركية الجديدة كوندوليزا رايس أمام مجلس النواب الامريكى إلى تنسيق الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، وجددت تهديدها بنقل ملفها إلى مجلس الأمن.
إيران تنفي تسلل مجموعات أميركية داخل أراضيها :
فى 19 يناير 2005 نفى المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على أغا محمدي صحة المعلومات الصحفية الامريكية التى تحدثت عن وجود مجموعات أميركية تسللت إلى داخل إيران للقيام بمهمات استطلاع سرية لتحديد أماكن مواقع نووية ليتم استهدافها بضربات جوية. وقال محمدي أن إيران تعرف حدودها وأنه لا يمكن لأي مجموعة اختراقها بهذه السهولة. كما اعتبر محمدي تلك المزاعم بأنها جزء من حرب نفسية تشن ضد طهران ، وشدد على أن هذه المعلومات لا تستحق التوقف عندها .
وتعليقا على المعلومات الصحفية الامريكية حذر الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رافسنجاني من قيام الولايات المتحدة بأي عملية عسكرية ضد بلاده ، وأكد أن التهديد الخارجي لا يخيف إيران واصفا بلاده بأنها ليست مكانا مناسبا للمغامرات .
وفي نفس اليوم (19 يناير 2005 ) صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا أصفى أن التهديدات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأميركي جورج بوش في المقابلة التليفزيونية السابق الإشارة إليها والخاصة بعدم استبعاد قيام واشنطن بعمل عسكري ضد إيران إنما تهدف فى واقع الأمر إلى عرقلة المحادثات بين إيران والاتحاد الأوروبي. وهدد آصفي بأن بلاده سترد بحزم على كل تصرف طائش عبر التأييد الشعبي والدبلوماسية والقوة العسكرية.
يذكر أن حامد رضا آصفي صرح فى 10 يناير 2005 بأن مفتشي وكالة الطاقة الذرية الدولية التابعة للأمم المتحدة أخذوا عينات من مجمع بارشين الضخم والتي تعتقد واشنطن بأنه قد يكون مرتعا لأبحاث ذات علاقة بالتسلح النووي. وأكد آصفى أن هذه العينات ستثبت بما لا يدع مجالا للشك أن البرنامج النووي للبلاد إنما هو لأغراض سلمية وليس للتسلح.
وفى 20 يناير 2005 وأثناء تواجده بالعاصمة الأوغندية (كمبالا) حذر الرئيس الإيراني محمد خاتمى فى مؤتمر صحفى مع نظيره الأوغندي يورى موسيفينى من مغبة هجوم أمريكي على الأراضي الإيرانية ، وشدد على أن مثل هذا الهجوم لن يخدم مصلحة الشعب الامريكى ، وأكد أن بلاده ستدافع عن نفسها إذا حاول أي بلد أن يهاجمها (كان يقصد بذلك إسرائيل) ، وشدد على أن إيران قوية بما فيه الكفاية للدفاع عن نفسها . فى نفس الوقت أوضح خاتمى أن واشنطن أثبتت أكثر من مرة أنها أبعد ما تكون عن روح الحكمة كي تفكر في عواقب أفعالها .
إيران في مقدمة القائمة الأميركية للدول الإرهابية:
ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي
فى 20 يناير 2005 جدد البيت الأبيض تهديداته لإيران بشأن برنامجها النووي ، فقد رفض الرئيس الأميركي جورج بوش في خطاب ألقاه عقب أدائه اليمين الدستورية لولاية ثانية استبعاد فرضية الحرب ضد إيران. أما تصريحات ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي التى ألقاها عقب تنصيب الرئيس بوش مباشرة فقد أوضح فيها أن إيران تقع على قائمة أعلى المناطق إثارة للمشاكل في العالم. ولكنه فضل الحل الدبلوماسي في التعامل مع طهران بشأن مأزق برنامجها النووي، وذلك عندما قال تشيني : نحن لا نريد حربا في الشرق الأوسط ، طالما نستطيع تفاديها ، وأشار إلى أن الحل الدبلوماسي هو الأنسب والأفضل لجميع الأطراف . لكن تشيني حذر من أن استمرار إيران في رفض مطالب التخلي عن برنامجها النووي سوف يدفع البيت الأبيض إلى رفع الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات على إيران . كما شدد تشيني على التهديد مرة ثانية عندما أشار إلى إمكانية قيام إسرائيل باتخاذ خطوة عسكرية ضد إيران لحماية أمن مستقبل إسرائيل بالمنطقة، ومع ذلك خفف تشيني من حدة لهجته عندما قال أن تلك الخطوة الإسرائيلية ليست مرغوبة بالمرة. (يذكر أن الطائرات الإسرائيلية قصفت في عام 1981 مفاعل تموز النووي العراقي دون أن تنتظر تصريحا دوليا بضربه).
إسرائيل تؤيد واشنطن في التعامل مع الملف النووي الإيراني:
وردا على ما أعلنه ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي من أن إسرائيل ستقصف المنشآت النووية الإيرانية إذا لم توقف طهران برامجها النووية فقد أعلن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز فى 24 يناير 2005 أثناء مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية أن حكومة تل أبيب تؤيد الولايات المتحدة في تعاملها مع الملف النووي الإيراني، لكن بيريز لم يستبعد الخيار العسكري ضد طهران في حال فشل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى ثني الأخيرة عن تطوير برامجها النووية. وطالب بيريز بضرورة تعبئة الرأي العام الدولي ضد تطوير البرنامج النووي الإيراني ، وعلل ذلك بقوله أن طهران أصبحت مركز كل الأخطار في الشرق الأوسط ، وشدد على أن هذا الأمر يعني كل الأسرة الدولية وليس إسرائيل فقط . وأضاف أن واشنطن تريد تجربة الطرق الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية أولا من أجل ردع إيران عن تطوير أسلحة نووية. وقال شيمون بيريز إن الولايات المتحدة هي التي ستقرر موعد الضربة وليس إسرائيل ، موضحا "إذا ضربنا إيران بمفردنا فذلك سيعني المزيد من العزلة لإسرائيل ، لذلك يجب علينا أن نلزم حدودنا ، وما دام العالم يخطط لمحاربة الخيار النووي الإيراني فنحن ماضون معه " .
فى نفس اليوم أيضا( 24 يناير 2005 )قال رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية مئير داغان أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست أنه بحلول نهاية عام 2005 سيصل الإيرانيون إلى نقطة اللاعودة من الناحية التكنولوجيا النووية وامتلاك قدرة على تخصيب اليورانيوم . واستغل داغان تصريحات شيمون بيريز السابق الإشارة إليها ليعزز الموقف الإسرائيلي من البرنامج النووي الإيراني حيث شدد على أن الإيرانيين يكافحون لانتزاع اتفاق من الأوروبيين يسمح لهم بمواصلة تخصيب اليورانيوم على مستوى مكثف وتحت الإشراف وبضمانات . وأكد داغان أنه فى حال امتلاك تكنولوجيا التخصيب تكون ايران قد تحررت من كافة القيود وستصبح قادرة على صنع أسلحة نووية في غضون عامين .
ايران تعلن أنها سنرد على أي حماقة إسرائيلية:
فى 26 يناير 2005 رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي المزاعم الإسرائيلية التى أعلنها رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية مئير داغان أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست والتى قال فيها أن ايران تقترب من نقطة اللاعودة من الناحية التكنولوجية لامتلاك القدرة على تخصيب اليورانيوم . وقال آصفي أن هذه المزاعم لا أساس لها وغايتها تحويل انتباه العالم عن الأنشطة الإرهابية المنظمة لإسرائيل وجهودها من أجل زيادة قوتها النووية . وأضاف آصفي أن إسرائيل (على عكس إيران) لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي ولم تخضع منشآتها النووية لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية . وشدد على إن إسرائيل تحاول بوقاحة تصوير أنشطة إيران النووية السلمية على أنها تمثل تهديدا للعالم . فى نفس الوقت أعلن قائد القوات البرية بالحرس الثوري الإيراني علي جعفري أن إيران سترد على أي تحركات حمقاء من جانب إسرائيل ، وذلك حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية
تشدد أوربي :
فى 9 مارس 2005 هدد الاتحاد الأوروبي بضرورة وقف كامل لجميع الأنشطة النووية الإيرانية ، وهو ما أعتبره الاتحاد أحد أهم الشروط لاستمرار المفاوضات مع ايران حول أزمة البرنامج النووي . وشدد نيكولاس شميت الوزير المنتدب للشؤون الخارجية الأوربية أمام البرلمان الأوروبي بـ لوكسمبورج على ضرورة توخي الحذر وإبقاء إيران تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية واستمرارها في تجميد جميع أنشطتها النووية دون استثناء طالما استمرت المفاوضات بين الاتحاد الاوربى وإيران . وعلى الرغم من التهديد الاوربى لإيران الا أن الموقف الامريكى جاء مغايرا حيث أخذت واشنطن(التي تتهم إيران بصنع القنبلة النووية) تؤيد المفاوضات التي بدأها الاتحاد الأوروبي مع إيران حتى لا يتم تحويل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن .
وفى 11 مارس 2005 كشفت وكالة الأسوشيتدبرس عن وثيقة سرية حصلت عليها الوكالة تفيد بأن كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا قد أيدوا إحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن فى حال استئناف طهران لتخصيب اليورانيوم أو قيامها بأي انتهاك لالتزاماتها في هذا المجال وضرورة تخلص ايران من التكنولوجيا المتعلقة بتصنيع أسلحة نووية .
إيران تلوح بوقف المفاوضات النووية مع أوروبا وتهدد باستئناف تخصيب اليورانيوم:
جاء رد فعل الحكومة الإيرانية على التشدد الاوربى فى 9 مارس 2005 بإعلان طهران عن وقف المحادثات التي استأنفتها مع الاتحاد الأوروبي بجنيف وذلك فى حال إصرار فرنسا وبريطانيا وألمانيا على مطالبة ايران بوقف تخصيب اليورانيوم ( وهو الشرط الذي وضعه الاتحاد الأوروبي لاستمرار المحادثات مع ايران) ، صرح بذلك على أغا محمد الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ، وأضاف: أن طهران قدمت ما يكفي من الضمانات التي تثبت أن نشاطها النووي خاص بالأغراض السلمية ، وأنها لن تقبل أية مساومات مقابل وقف التخصيب. وطالب الأغا من الأوروبيين أن يقدموا الآن ضماناتهم المتعلقة بالسماح لإيران بمواصلة دورة الوقود النووي التي تسمح بها معاهدة حظر الانتشار النووي ، وأعتبر الأغا أن تصلب الموقف الأوروبي سوف يؤدي بالتأكيد الى قيام إيران باستئناف تخصيب اليورانيوم ، بل وربما إلى زيادة نشاطاتها للتحكم في دورة الوقود النووي . جاءت تصريحات الأغا فى الوقت الذى وافق عليه نواب البرلمان الإيراني على قانون ميزانية السنة القادمة(2005-2006) والذي يلزم الحكومة بإجراء دراسات حول إمكانية إنشاء محطات نووية تنتج 20 ميجاوات من الكهرباء .
***************
(2)
العودة إلى السياسة المرنة مع إيران
مرونة فى الموقف الامريكى:
فى 11 مارس 2005 أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن واشنطن قررت التخلي عن معارضتها لترشيح إيران إلى عضوية منظمة التجارة العالمية والاستعداد لتزويدها بقطع غيار لطائراتها المدنية على أساس كل حالة على حدة. وقالت رايس في بيان نشرته وزارة الخارجية الامريكية أن هذه التدابير اتخذت لدعم الجهود الأوروبية لإقناع إيران بالتخلي عن طموحاتها النووية دون أن يعني ذلك مكافأة لها . وأشارت إلى أن الأوروبيين أوضحوا للإيرانيين أن عليهم أن يقدموا ضمانات موضوعية تؤكد عدم استعمال برنامجهم النووي المدني لتغطية برامج تسلح عسكرية . وشددت رايس على أن الأوروبيين والأمريكيون قلقون إزاء أداء إيران في مجالات حقوق الإنسان والديمقراطية وإزاء دعمها للإرهاب. وطالبت رايس من الحكومة الإيرانية بضرورة وضع حد لدعمها تلك المجموعات التي تعارض السلام في الشرق الأوسط عن طريق العنف.
إيران ترفض المقترح أميركي:
فى 12 مارس 2005 جددت الخارجية الإيرانية رفضها للمقترح الأميركي الخاص بتقديم حوافز اقتصادية مقابل التخلي عن برنامجها النووي ، وأعلنت طهران عن تمسكها ببرنامجها رغم أساليب التهديد أو الضغط أو التشجيع التي تمارسها الولايات المتحدة وأطراف أوربية أخرى عليها . وقال محمد رضا أصفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في بيان نشرته الخارجية الإيرانية أن الكذب والنفاق يشكلان أساس السياسة الخارجية الأميركية . وشدد أصفى على أنه في الوقت الذي أعلنت فيه وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس رفع بعض القيود عن طهران كان الرئيس الأميركي بوش يمدد للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران . فى نفس الوقت أعلن قورش ناصري كبير مفاوضي إيران في المحادثات النووية مع الاتحاد الأوروبي أن تخلي إيران عن تخصيب اليورانيوم لم يكن مطروحا على طاولة المفاوضات ، وأشار إلى أن هناك نقاط التباس عديدة لا تزال قائمة حول مواضيع أساسية بين مفاوضي الطرفين بعد جولة المفاوضات التي انتهت فى 11 مارس 2005 بجنيف /سويسرا دون التوصل إلى اتفاق. وأكد ناصري على أنه رغم كل الجهود التي بذلت من قبل الطرفين لم نتمكن من الوصول إلى اتفاق ، ولا تزال هناك نقاط التباس قائمة حول قضايا أساسية أهمها المسألة المتعلقة بالضمانات الموضوعية التي يطالب بها الأوروبيون.
باكستان توافق على فحص أجهزتها النووية واحتمالات تورط ايران:
فى 14 مارس 2005 وافقت باكستان على السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإخضاع بعض قطع أجهزتها من الطرد المركزي المستعملة لديها للفحص وذلك لتحديد ما إذا كانت عالقة بها آثار تلوث باليورانيوم أم لا ؟. وهل هذا التلوث مصنع محليا بإيران أم تم استيراده من الخارج؟. جاء ذلك بعد أن اعترفت باكستان للمرة الأولى فى أوائل شهر مارس 2005 بأن العالم النووي عبد القدير خان مخترع القنبلة النووية الباكستانية قد باع لإيران أجهزة طرد مركزي تستخدم في إنتاج وقود يورانيوم مخصب تستخدمه محطات الطاقة النووية فى إنتاج أسلحة نووية . ويذكر أن الوكالة الدولية أجرت تحرياتها بمختبر كالاى بالعاصمة طهران وذلك بعد اكتشاف تلوث مختبر كالاي بجزيئات مجهرية من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية حيث تعتقد الوكالة الدولية أن ايران توصلت الى إنتاج الوقود النووي . وقد بين هذا الكشف أن برنامج طهران للطرد المركزي الذي ظل لفترة طويلة طي الكتمان قد استخدم لتنقية اليورانيوم سرا بغرض استخدامه في إنتاج أسلحة ذرية. ولكن إيران شددت على أن مكونات أجهزة الطرد المركزي الملوثة قد حصلت عليها ملوثة نتيجة لاستخدامها فى نفس العمل بباكستان.
ايران تعرض على واشنطن مشاركتها فى تطوير برنامجها النووي:
فى 16 مارس 2005 نقلت صحيفة الفاينانشال تايمز الإنجليزية عن مندوب إيران الدائم في أوبك ومستشار الطاقة في الحكومة الإيرانية حسين كاظم بور استعداد طهران لعرض خاص يشمل مساهمة واشنطن بنحو 50% في امتلاك أي برنامج نووي إيراني حتى تتأكد الولايات المتحدة في المستقبل من أن طهران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية . وأضاف كاظم بور للصحيفة الإنجليزية أن هذا عرض مطروح على واشنطن حتى يمكن إزالة شكوكهم فى نوايا البرنامج الإيراني . فى نفس الوقت أكد المسئول أن بلاده ملتزمة بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية . وفى 15 مارس 2005 أعلن وزير الخارجية كمال خرازي أنه ينبغي على واشنطن تغيير سياستها تجاه إيران والاعتراف بها كقوة إقليمية كي تتحسن العلاقات بين البلدين. وأضاف خرازي في مؤتمر صحفي بطهران أنه لا يمكن أن نقايض حقوقنا النووية بأي حوافز اقتصادية ، وأن مسألة رفع الحظر أو أي حوافز أخرى لا يمكن أن يلغي حقوقنا ولكن يمكن أن يكون فعالا في تحسين العلاقات وحل المشاكل بين إيران والولايات المتحدة على نحو شامل . في نفس الوقت صرح الرئيس الإيراني محمد خاتمي للتليفزيون الإيراني الرسمي بأن طهران طرحت مجموعة من الأفكار على الدول الأوروبية الثلاث الرئيسية في المحادثات (إنجلترا،فرنسا،ألمانيا) بشأن برنامج طهران النووي ، ولكن خاتمى لم يعطى مزيدا من التفاصيل حول تلك المقترحات ، جاء ذلك أثناء زيارته للجنة الوطنية للطاقة الإيرانية .
(3)
دول الخليج تدخل فى نطاق الضغط على إيران
توسيع نطاق التعاون الخليجي الأوربي:
وفى إطار المنافسة بين دول الخليج وإيران حول توسيع نطاق التعاون التجاري والاقتصادي مع الاتحاد الأوربي أعلنت دول الخليج فى 3 أبريل 2005 عن اجتماع وزراء مالية دول الخليج بمفوضي الاتحاد الأوربي بالعاصمة السعودية الرياض لبحث سير المفاوضات بشأن إقامة منطقة تجارة حرة بين دول الخليج والاتحاد الأوربي. وتطرقت المفاوضات التي تجري منذ 15 عاما إلى إحدى العقبات الرئيسية المتعلقة بتحرير قطاعات الخدمات والبتروكيماويات.
وفى 4 أبريل 2005 أعلن الأمين العام لمجلس دول الخليج العربية عبد الرحمن العطية أنه يأمل في توقيع اتفاق التجارة الحرة بين دول المجلس والاتحاد الأوروبي خلال العام الحالي(2005) . وأضاف العطية قبيل بدء الاجتماع الخامس عشر لوزراء خارجية دول الخليج والاتحاد الأوروبي والمقرر عقده فى 5 أبريل 2005 بالمنامة: أن دول المجلس تعلق آمالا كبيرة على اجتماع المنامة لا سيما فيما يتعلق بالإسراع في المفاوضات وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة خلال عام 2005. وألمح العطية وجود بعض المسائل العالقة وهو ما يستلزم حلها من أجل تحريك المفاوضات. وأوضح أن الجانب الخليجي أبدى مرونة في كثير من المناسبات إلى جانب استجابته للمتطلبات الضرورية لإنجاح المفاوضات. وأشار العطية إلى أن دول الخليج تمثل خامس سوق تصديرية للاتحاد الأوروبي في حين يمثل الاتحاد الشريك التجاري الأول لدول المجلس مجتمعة، لكنه شدد على أن الميزان التجاري يميل لصالح الاتحاد الأوروبي.
مجلس التعاون يطالب بتسريع إبرام الاتفاق التجاري مع أوروبا:
فى 5 أبريل 2006 صرح وزير الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة بأنه يأمل من الاتحاد الأوروبي تسريع إبرام اتفاقية التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي. وأعرب الوزير البحريني عن أمله في أن يتحرك الاتحاد الأوروبي بشكل متسارع وبأسلوب عملي لتفعيل توجهاته بالتحرير التدريجي والمتبادل للتجارة مع دول مجلس التعاون. أضاف: نأمل من الاتحاد الأوروبي أن يواصل دعمه لسعي المملكة العربية السعودية للانضمام لمنظمة التجارة العالمية وهو أمر مازالت الولايات المتحدة تقف في طريقه. وفي إشارة إلى العجز التجاري بين دول الخليج والاتحاد الأوربي ، قال الوزير البحريني إنه يتجاوز 17 مليار دولار أميركي لصالح الاتحاد الأوروبي خاصة إذا أخذ في الاعتبار أن دول المجلس هي خامس أكبر سوق لصادرات دول الاتحاد . وأضاف : أن ذلك يشكل ظاهرة تحتاج إلى علاج وتصحيح خاصة إذا اقترنت بتدني رؤوس الأموال المستثمرة من دول الاتحاد داخل دول الخليج والتي لا تزيد كثيرا عن المليار يورو.
من جهتها قالت مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي بنيتا يرارو والدنر إنها تأمل في إنجاز اتفاق التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي قبيل نهاية عام 2005 .
دعم القاعدة العسكرية الأميركية بمياه الخليج العربي:
فى 19 أبريل 2005 أفادت تسريبات صحفية عن زيادة دعم القوات الأمريكية بمنطقة الخليج العربى ، وأشارت تلك التسريبات الى تحرك حاملة الطائرات الأميركية كارل فينسن فى مهمة بمياه الخليج العربي لتشكل قاعدة جوية عسكرية ، وسوف تستمر بمياه الخليج ستة أشهر قابلة للتمديد . ويذكر أن الحاملة الامريكية مزودة بمفاعلين نوويين ويوجد على متنها نحو 70 طائرة ، وأن الحاملة بصفة عامة تعيش في حالة نشطة حيث يستمر إقلاع وهبوط الطائرات 13 ساعة في اليوم الواحد. وتستغرق الطائرة للوصول إلى بغداد من مكان القاعدة الحالي 35 دقيقة، وذلك فى إشارة الى أن الأراضي الإيرانية فى مرمى الطيران الامريكى.
محادثات التجارة بين الخليج والصين تشهد تقدما:
وفى محاولة لاحتواء السوق الصيني المتعطش للنفط واعتماده على الدول الخليجية بدلا من النفط الإيراني أعلنت دول الخليج فى 24 أبريل 2005 أنها حققت تقدما خلال الجولة الأولى من مفاوضات التجارة الحرة مع الصين . وقد صرح عبد الملك الهنائي وكيل وزارة الاقتصاد العمانية الذي مثل دول الخليج الست فى المباحثات مع الصين أنه يمكن التوصل إلى اتفاق يدعم التجارة والاستثمار مع الصين المتعطشة لنفط دول الخليج الغنية بالنفط والغاز . وأشارت التقارير الى إن الجانبين يعتزمان تبادل قوائم عروض للسلع من أجل خفض التعريفات الجمركية وإزالتها خلال الأسابيع الثلاثة القادمة. وأضافت تلك التقارير أن مجلس التعاون الخليجي قدم بالفعل مسودة تتعلق بإقامة منطقة التجارة الحرة مع الصينيين. ويذكر أن قيمة التجارة بين الصين ودول المجلس بلغت 46% العام الماضي 2004 حيث قدرت بنحو 24 مليار دولار. وتبلغ استثمارات مجلس التعاون الخليجي في الصين حوالي 700 مليون دولار في حين تستثمر بكين 250 مليون دولار في دول الخليج.
وتسعى الصين وهي ثاني أكبر مستهلك في العالم للنفط الخام بعد الولايات المتحدة إلى بناء علاقات أوثق مع دول الخليج التي تمتلك نحو نصف احتياطيات النفط في العالم.
أوروبا تعتزم بدء مباحثات لتحرير الخدمات مع العرب:
بيتر ماندلسون
فى 22 مايو 2005 صرح المفوض التجاري للاتحاد الأوربي بيتر ماندلسون أثناء اجتماع للمنتدى الاقتصادي العالمي بالأردن أنه يسعى لبدء المفاوضات مع الدول العربية لتحرير الخدمات . وأوضح أن أنماط التجارة لهذه الدول ضعيفة وأن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجتمعة تقل صادراتها غير النفطية عن دولة مثل المجر. مشيرا إلى أنه يمكن تغيير هذا الوضع عبر سلسلة من الخطوات التي تتضمن فتح التجارة في قطاع الخدمات. وأضاف: هناك حاجة إلى خطوات أخرى لدعم اقتصاديات المنطقة منها تحرير التجارة في الزراعة وتوسيع اتفاقية منشأ الصادرات بين دول المتوسط وإدخال مزيد من الدول العربية إلى منظمة التجارة العالمية.
ايران تجرب صاروخا بالوقود الصلب يصل مداه الى 2000 كيلومتر:
وردا على تزايد التحركات العسكرية الامريكية بمياه الخليج قامت ايران فى 29 مايو 2005 بإجراء تجربة صاروخ لها يتجاوز مداه 2000 كم ويعمل بالوقود الصلب وليس السائل. لكن لم تعلن ايران رسميا تجربة الصاروخ إلا فى 31 مايو 2005 وذلك عندما صرح وزير الدفاع الإيراني علي شمخاني بأن التجربة كانت ناجحة مائة بالمائة، مشيرا إلى أن الصاروخ يستخدم الوقود الصلب وليس الوقود السائل وأن مداه يماثل لصاروخ شهاب- 3 الذى يصل مداه أيضا الى 2000 كم وهو ما يعنى أن إسرائيل أصبحت الآن فى مرمى الصواريخ الإيرانية ، بالإضافة الى معظم الدول الخليجية .
ايران ترفض المقترح الاوربى وتعلن استئناف دورة تحويل الوقود النووي:
فى 8 أغسطس 2005 أعلنت إيران أنها ستستأنف رسميا دورة تحويل الوقود النووي في منشأة أصفهان ، جاء ذلك رغم تهديدات الدول الأوروبية الثلاث (إنجلترا،فرنسا وألمانيا) بنقل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن. وقد أكد نائب رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية محمد سعيد أن استئناف تحويل اليورانيوم قد بدأ اليوم (8 أغسطس 2005) تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. (المعروف أن دورة تحويل الوقود النووي هي مرحلة تسبق عملية تخصيب اليورانيوم) . وقد أخذت طهران هذه الخطوة بعد أن رفضت مقترحا أوروبيا لوقف وتجميد تحويل الوقود النووي حيث وصفت طهران المقترح الاوربى بأنه لا قيمة له لعدم تضمنه حق ايران فى تخصيب اليورانيوم. غير أن إيران عرضت على الاتحاد الأوروبي تصدير غاز اليورانيوم هيكسافلوريد (هو مادة أساسية في عملية التخصيب) الذي
تنتجه منشأة أصفهان لتثبت أنها لا تسعى لإنتاج اليوارنيوم ذي الاستعمال العسكري.
وفى نفس السياق أعلن الرئيس الإيراني الجديد محمود أحمدي نجاد في أول خطاب له أمام البرلمان أن طهران تحترم القواعد الدولية لكنها لن تستسلم لمن يريدون انتهاك حقوقها . فى نفس الوقت أصدر الرئيس نجاد قرارا بتسليم الملف النووي الإيراني إلى علي لارجاني الذي يوصف بأنه شديد المحافظة والتشدد ومقرب من مرشد الثورة علي خامنئى . (وهو ما يعنى خروج ملف المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من يد حسن الذي قاد المفاوضات منذ 2003 والمعروف بالبراجماتى) .
الوكالة الدولية تطالب طهران بوقف أنشطتها النووية الحساسة:
فى 11 أغسطس 2005 تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة بالإجماع نص القرار الذي صاغته بريطانيا وألمانيا وفرنسا والذي طالب مدير عام الوكالة محمد البرادعي بتقديم تقرير شامل عن تنفيذ إيران لمعاهدة حظر الانتشار النووي بحلول الثالث من سبتمبر2005. وأشار المجلس ضمنا إلى أن الدول الأوروبية الثلاث تعتقد أن إيران ما زالت تخفي أسرارا نووية، وأوضح المجلس أن القضايا المعلقة ذات الصلة ببرنامج إيران النووي يجب أن تحسم أولا . إلا أن القرار ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية إجراء مزيد من المناقشات بين إيران والترويكا الأوروبية. وقد أكد البرادعي عقب الاجتماع أنه مازالت هناك فرصة لاستئناف الحوار مع طهران مؤكدا أنه سيرفع التقرير المطلوب لمجلس حكام الوكالة في الموعد المحدد السابق الإشارة إليه . وكان المدير العام للوكالة محمد البرادعي قد أبلغ الصحفيين عقب الاجتماع الطارئ لمجلس محافظي الوكالة أن جميع المواد النووية المعلنة في إيران تخضع للفحص، وشدد البرادعى على أن الوكالة ما زالت في وضع لا يسمح لها بالقول إنه لا توجد مواد أو أنشطة نووية غير معلنة في إيران.
ومن جهتها رحبت واشنطن بالقرار ولكنها قالت إنها ستطلب رفع الملف الإيراني لمجلس الأمن الدولي الشهر المقبل (سبتمبر 2005)في حال عدم رضوخ طهران للقرار.
إيران تتمسك بأنشطتها النووية ورافسنجانى يؤكد أن القرار الإيراني لا رجعة عنه:
وفى 12 أغسطس 2005 أعلن هاشمي رافسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني ورئيس الجمهورية الإسلامية الأسبق أثناء خطبة الجمعة بطهران أن قرار بلاده باستئناف عملية تخصيب اليورانيوم لا تراجع عنه. ووجه رافسنجاني حديثه للدول الغربية خاصة واشنطن قائلا : يمكنكم أن تماطلوا لكن قرار إيران لا رجوع عنه ، مشيرا إلى أنه لا يمكن للدول الغربية التعامل مع بلاده كما كانت تتعامل مع العراق وليبيا. ووصف رافسنجاني قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي صدر 11 أغسطس 2005 والذي طالب طهران بوقف أنشطتها النووية الحساسة بما فيها إنتاج الوقود النووي بأنه قرار عجيب وقاسي. فى نفس الوقت قال المندوب الإيراني لدى الوكالة ناصري في تصريحات بفيينا أن بلاده لن ترضخ لقرار الوكالة الدولية للطاقة وأن طهران ستعمل على أن تكون من منتجي ومصدري الوقود النووي في غضون عشر سنوات. لكنه عاد وتعهد بمواصلة التعاون مع الوكالة الدولية والالتزام بواجباتها في ما يتعلق بمنع انتشار الأسلحة النووية.
موقف الأمم المتحدة:
وإزاء الموقف الإيراني الرافض طلب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إيران فى 12 أغسطس 2005 بضرورة امتثال طهران إلى قرار الوكالة . وقال المتحدث باسم أنان في بيان للأمين العام : أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحدثت بصوت واحد وأن الأمين العام يريد تطبيق القرار . وأشار أنان فى بيانه إلى إنه سوف ينتهز فرصة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر2005 لجمع الرئيس الإيراني الجديد محمود أحمدي نجاد مع منتقديه الغربيين وجها لوجه، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي بحلول ذلك الوقت. ويذكر أن تصريحات أنان الأخيرة جاءت بعدما أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أن إدارته لا تعارض منح الرئيس الإيراني الجديد تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية بنيويورك.
طهران تؤكد أن المواقع النووية الإسرائيلية فى مرمى نيران شبكة الصواريخ الإيرانية:
فى 15 أغسطس 2005 أعلن جادو الله جافانى أحد كبار المسئولين بالحرس الثوري الإيراني فى تصريح لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل لن يكون باستطاعتهما القيام بأي هجوم عسكري ضد المواقع النووية الإيرانية وذلك بعد أن تم تطوير شبكة الصواريخ الإيرانية . وأكد جافانى أن المواقع النووية الإسرائيلية ومواقع الجيش الاسرائيلى أصبحت الآن فى مرمى نيران الصواريخ الإيرانية خاصة بعد تطوير الصاروخ شهاب-3 . وشدد جادو على أن سلاح الصواريخ الإيراني هو قلب التكنولوجيا العسكرية الإيرانية وأننا نعمل على تطويره باستمرار وهو جزء أساسي من السياسة الدفاعية لطهران .
واشنطن تدعم الموقف الاوربى:
وفى 23 أغسطس 2005 أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك دعم بلاده لحلفائها الأوروبيين في الجهود التي يبذلونها ، مشيرا إلى أن على طهران أن تحترم التزاماتها بتطبيق اتفاق باريس. واتهم ماكورماك الإيرانيين بمحاولة خداع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخداع باقي العالم بشأن برنامجهم النووي . وأكد بوش أن بلاده تسعى للحصول على الحقيقة بشأن ذلك البرنامج النووي الإيراني . فى نفس الوقت أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن الترويكا الأوروبية قررت في اتفاق مشترك عدم عقد اجتماع تفاوضي مع الجانب الإيراني وذلك بسبب عدم التزام ايران بتطبيق اتفاق باريس ، الا أنها أكدت أن قنوات الاتصال لازالت مفتوحة مع الإيرانيين.
طهران تنتقد قرار الترويكا الأوربية الخاص بإلغاء المحادثات النووية مع ايران:
وفى 24 أغسطس 2005 انتقدت طهران قرار الترويكا الأوربية الخاص بإلغاء جولة المحادثات بشأن الأنشطة النووية الإيرانية التي كان مقررا لها 31 من أغسطس2005 ، وأعتبرت طهران القرار الاوربى بمثابة انتهاك للاتفاقات بين الطرفين. فى نفس الوقت صرح المفاوض الإيراني حسين موسويان بأن رفض الأوروبيين للتفاوض مع ايران يكشف عن نيتهم فى مواصلة التفاوض خارج إطار اتفاق باريس . وأشار إلى أن بلاده أبلغت الدول الأوربية الثلاث ( إنجلترا ، فرنسا والمانيا) أنه في حال عدم اعتراف الترويكا بالحقوق الإيرانية فسوف تكون المقترحات الأوربية مرفوضة. وأكد أن بلاده لا تعارض مواصلة المفاوضات حول مصنع تخصيب اليورانيوم في ناتانز وسط البلاد ، كما أشار إلى أن قرار إعادة تشغيل مصنع التحول في أصفهان لا رجعة عنه.
مجاهدي خلق تتهم النظام الإيراني ببناء البرنامج النووي العسكري:
وفي الوقت الذى جدد فيه الناطق باسم مجلس الأمن القومي الإيراني علي أغا محمدي تمسك بلاده ببرنامجها النووي ، بالإضافة الى المساعي الامريكية لفرض عقوبات على ايران أعلن المجلس الوطني للمقاومة فى ايران (وهو الجناح السياسي لحركة مجاهدي خلق) فى 25 أغسطس 2005 أن السلطات الإيرانية حصلت العام الماضي(2004) من الصين على 20 كيلوجراما من معدن البيريليوم لاستعماله فى بناء برنامجها النووي العسكري. وشدد حسين عابديني عضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة ضد النظام الإيراني الحاكم في مؤتمر صحفي بلندن على أن شركة مادج جوستار الإيرانية هي التي قامت باستيراد البيريليوم من الصين عبر إمارة دبي بدولة الإمارات ، ولكنه لم يكشف اسم المصدر الذي زوده بالتقرير الا أنه قال إنه من داخل الأراضي الإيرانية .
الخارجية الأوربية تؤيد رفع الملف الإيراني لمجلس الأمن وواشنطن تتشدد:
فى أول سبتمبر 2005 أعلن منسق الشؤون الخارجية الأوروبية خافيير سولانا أن الاتحاد الأوروبي سيؤيد نقل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن إذا تطلب الأمر ذلك. وقال سولانا قبل لقاء وزراء خارجية الاتحاد الاوربى بمدينة نيوبورت بويلز فى بريطانيا إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فسوف نذهب بالملف إلى مجلس الأمن . غير أن سولانا أضاف "أن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى ما يتمخض عنه لقاء مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة بعد أيام قليلة وذلك على ضوء آخر تقرير لرئيس الوكالة محمد البرادعي بشأن التعاون الإيراني .ويأتي تحذير سولانا في وقت أعلن فيه مساعد وزيرة الخارجية الامريكية نيكولاس بيرنز بأن واشنطن تريد من الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية القيام بالخطوة الأولى نحو فرض عقوبات دولية على إيران بسبب برنامجها النووي. وأعرب بيرنز عن أمله في أن تحول الوكالة الدولية ملف طهران إلى مكانه الطبيعي وهو مجلس الأمن حتى تواجه إيران عدالة المجتمع الدولي الذي طالما استخفت به .