بشار وأولمرت
بشار وأولمرت
د.خالد الأحمد *
يواجه أولمرت الآن هـزة عنيفة ، تتهمـه بالفساد ، واستلام أموال من ثري يهودي أمريكي ، والمبلغ المذكور ( مائة ألف دولار ) دفعت على أقساط ، بالطبع مقابل تسهيل أعمال الثري اليهودي الأمريكي ....
وعندما ضاقت الحال بأولمــرت ، وشـدد عليه الإعلام الصهيوني ( الحـر ) والذي لايخاف من رئيس الحكومة ، هـرب أولـمرت إلى بشــار ولسان حاله يقول :
- غريب ( مائة ألف دولار يريدون طردي من الحكومة من أجلها ) ، كيف سـرقت أنت ووالدك ( 40) مليار دولار ، وبعض السوريين والعرب يتغنون بك بطلاً للصمود والمقاومة والممانعة ، وأثناء الانتخابات تنجح ب ( 98 % ) على الأقل ... ماذا تفعل يا أبا حافظ !!!؟ علمني ...كيف أنفذ من هالمرة ( مائة ألف دولار فقط ) ...
أصغر ضابط عندكم في الوحدات الأمنية ( وحتى ضباط الصف الجشعين ) سـرق مثلها وأكثر منها ، ولم يحاسبه أحد ....
وأنا ...أقاموا الدينا وأقعدوها من أجل هذا المبلغ البسيط فقط ...
ويقول بشار :
المشسكلة في نظامكم ياصديقي أولمرت ...نظامكم أعطى الصحافة أكثر من حقها ، وسمح للقاضي أن يحكم كما يريد ...هذه هي المشكلة ...أما عندي : فالإعلام مقيد ، يستطيع أن يمدح الرئيس ، وأسرته ، وأطفاله ، وكلابه ، ويستطيع أن يشيد بالبطولات التي يقوم بها الرئيس من ممانعة ومقاومة وصمود وتصدي ...يستطيع الإعلام أن يقوم بكل هذه المساحة ...كما يقوم بفضح المعارضة ، ويبين أنها عميلة لأمريكا وللصهيونية ( أقصد كم ) ، وأنها باعت الوطن لمصلحتها الشخصية ....
ولايستطيع أن يقول غير هذا ...
وكذلك القاضي ...ينتظر تعليماتنا تصل لـه مع ضباط الأمن الموثوقين ...وبناء عليها يصوغها حسب المواد والفقرات اللازمة ، ليبني عليها حكم المحكمة ....
أنتم يا صديقي أولمرت خطر كبير ، لأنكم تطبقون بعض الديموقراطية في منطقة متخلفة لايصلح لها غير الاستبداد والعصـا ....
يقول أولمـرت :
إذا حققت للشعب الإسرائيلي أمناً أبدياً على حدوده الشمالية ، وتركتهم في مستوطناتهم ، فأنا لا أستطيع أن أخرجهم ، أما أنت فتستطيع إقناع شعبك بسهولة ، بالفوائد التي ستعود عليه من بقاء المستوطنين اليهود في الجولان ، وسيصبح الجولان أعظم من ( شرم الشيخ ) ، سوف يستقطب يهود العالم للسياحة ، والاستثمار ، ويصبح الجولان جنة الله في الأرض ، ويستطيع السوريون أن يتفرجوا على هذه الجنة ، ويأكلوا فيها سندويشة ، والثري منهم يستطيع أن يأكل في أحد المطاعم ...
وبالخلاصة إذا استطعت أن تعطوننا أرض الجولان بالتأجير ،بالثمن ، كما تريدون ، ونعطيكم : الســـلام ، الســلام للنظام الأسدي وأزلامه ، ونثبت لكم كرسي الحكم عشرات السنين ، حتى يكبر حافظ ويستلم الحكم ...
ويجيب بشار :
الأهم أن تضغط على بوش كي يرفع العقوبات عن سوريا ، وكي يطرد المعارضة السورية من واشنطن ، ويضغط على دول المنطقة كي تعود إلى مغازلتنا ، وتكف عن عدائنا ، ويضغط على المحكمة الدولية ، فتطول مدة الجلسات حتى ينسى الناس رفيق الحريري ... ويتعهد بوش أمامكم على الأقل بالمحافظة على نظامنا ، كي تعيش المنطقة بسلام وطمأنينة ...
ويختم اللقاء أولمـرت بقولــه :
لو نفذت هذه المرة من المائة ألف دولار، وانتخبت مرة ثانية ...سأعمل على ضوء هذه النصائح الثمينة ، لعلي أحصل على ثمن فيلا أتقاعد فيها ، وأخرج من الشـقة التي تطحن عظامي .... وعســى أن أستفيد من نصائحك ياصديقي بشار بن حافظ ....
*كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية