دوخة لبنان ، بعد دوحة قطر

ماجد زاهد الشيباني

دوخة لبنان ، بعد دوحة قطر :

نهاية .. أم بداية جديدة !؟

ماجد زاهد الشيباني

·  إذا كان المعلن ، قبل الدوحة ، من الشروط والطلبات .. هو ، إيّاه ، المعلنَ بعدَها ، من النتائج .. فيبدو أن الدوخة اللبنانية ، ستأخذ مساراً آخر ، أقـلّ كثافة وتركيزاً ، وأكثر تمدّداً وانتشاراً، في الزمان والمكان ، والقلوب والعقول ، والمطامح والأهواء !

·  النتائج المعلنة بعد الدوحة ، التي حصل عليها حزب الله ، ولَـفيفُه من عناصر المعارضة الأخرى ، غير الديكورية .. هي ، ذاتها ، الطلبات التي كان يعلنها ، قبل الدوحة ، والتي حضر إلى الدوحة للحصول عليها !

·  النتائج المعلنة ، بعد الدوحة ، التي حصلت عليها الحكومة وأنصارها .. هي التالية :

1)    مكنسة كهربائية ، تعمل ببصمة الصوت ، أو بالإشارة.. من الدوحة ، أو طهران، أو دمشق .. قامت  بتنظيف شوارع بيروت ، ممّا فيها ، من شغَب ، ومن ركام ، ركام الخيَم ، وركام القلق ، وركام التهديد العلني ، وركام الزحام ..! ولمْ تسلّم المكنسة للحكومة .. بل ظلت في أيدي أصحابها ، الذين استخدموها في التنظيف !

2)    إطلاق الحوار، بشأن سلاح حزب الله .. هكذا ، تحديداً ، وبالحرف : ( إطلاق الحوار !) وقد أطلِق الحوار.. قال بعضهم : لا بدّ من مناقشة مسألة السلاح .. فقيل له: ستناقَش! وهكذا ، أطلِق الحوار! أمّا ماذا يعني إطلاقه ، لدى كل فريق ، فهذا تحدّده موازين القوى ، على الأرض ! وقد تمّت ( شَرعنتُها !) كما هي في الدوحة ، وظلّ السلاح ، في الأيدي التي احتلّت به لبنان ، وقتلت به اللبنانيين ، وأحرقت بعض بيوتهم ومؤسّساتهم !

·  النتائج المعلنة، التي حصلت عليها المعارضات الديكورية، الملتفّة حول حزب الله ، هي ذاتها ، المعبّرة عن حجم كل منها ، على الساحة ، إبّان الدوخة ، وبعد الدوحة ! وهي ليست نهايات مواقف وسياسات .. بل نهايات شخصيّات ، لمّعها التاريخ قليلاً ، ثم حنّطتها السياسة ، ثم عادت السياسة ، لتوظّف فيها البقيّة الباقية ، الباهتة ، من لمعة التاريخ .. ثم تـلفظها من جديد ، إلى الأماكن التي تناسب أحجامَها وأوزانها ، الفعلية على الأرض ، ورشاقةَ ألسنتها وأمزجتها ، في دوّامة الدوخة ، التي بدأ يذوب ثلجها القديم ، ليحلّ محلّه ثلج جديد .. ويذبل مرجها القديم ، ليحلّ محلّه مرج جديد !

·  الرئيس اللبناني الجديد ، ميشال سليمان ، الذي انتخِب بعد اتّفاق الدوحة .. هل لديه القدرة على إنهاء الدوخَة .. أم سيدخل في دوّامتها ، ويدوخ مع الدائخين؟