بهذه البشاعة اُستبيحت بيروت

بهذه البشاعة اُستبيحت بيروت

من حزب الله بأمر بشّار كما استباحها من قبل أبيه حافظ

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

والبشاعة كلمة تدّل على ما وراءها من أعمال مُقززة مُدانة أخلاقياً وخُلقياً ، ومنها  لغة الإرهاب التي استخدمها حزب الله أو حزب السلاح القاتل في تعامله مع أبناء الوطن الواحد ظنّاً منه حسم الأمور بهذه الطريقة، ولزرع الرعب في النفوس ، وقهر النّاس والانتقام ممن خالفهم أو نطق ببنت شفى في انتقادهم لسحقهم ، وسعياً منه لكسر الإرادات  الحرّة ، تماماً كما يفعل النظام الشمولي في سورية مع المواطنين عندما يعترضوا عليه، فيستخدم نفس الأساليب الوحشية وبتغطية خارجية ، بينما الأمر في لبنان لا يحتمل التفرّد وتسلّط فئة على أخرى ، وبالتالي كُل مُحاولة من هذا القبيل تبوء بالفشل ، والانعكاس السلبي على من يتحرك بهذا الاتجاه

وهؤلاء الغازين لمدينة الجمال والثقافة والحرية والأحرار، منطقهم نفسه الذي عند نظام دمشق ،حيثُ يدّعون على الدوام بحقهم هم فقط الدفاع عن لبنان ، ولا يجوز هذا الشرف لغيرهم ، وبالتالي  لا يستقيم الحال إلاّ بهم  ، ولا فضل في التحرر إلاّ لهم ، ولن يقف أمام العدو الإسرائيلي إلا هم وممنوعٌ على غيرهم ، لأنّ من سواهم خونة عُملاء للأجنبي ، مُتناسين تضحيات الشعب اللبناني الذي فقد عشرات الآلاف من أبناءه في الدفاع عن حياض الوطن ، وكذلك هو النظام السوري الذي باع الجولان ، ثُمّ ادعى نيّته باسترجاعها ، فكمم الأفواه ، وأُغلق المنتديات والصُحف وقُضي على الحريات ، وذبُح ما يزيد عن المائة ألف شهيد سوري قُرباناً لتسلطه ، وإرهاب الناس   ، فنهبت الدولة بعد أن صدّق مجلس الشعب الامّعي السوري بما تنتجه الأرض من الموارد الطبيعية النفطية  والمعدنية وغيرها هدية لقائد تحرير حماة وحلب والمدن السورية من أبناءها ، الرئيس الأبدي العبقري الأُسطوري الخالد المُتخلد ، وكذلك فعل في لبنان أثناء احتلاله له

 ومثله حال حزب الله ، الذي عطّل الحياة ، ودخل في المُغامرات التي قبض عليها الأثمان ليُتاجر بدماء وأعراض وأموال وأمن اللبنانيين خدمة للأسياد في دمشق وطهران ، فرفع نسبة ديون الدولة إلى الضعف ، بعدما استطاع الحريري جلب الأموال للاستثمار  لتكون رافداً للاقتصاد اللبناني ، وعاملاً مُنشطاً للحياة اللبنانية في ظل سنين الكآبة التي كانت  في عهد الاحتلال الإستخباراتي السوري البغيض، ضمن خطّة مرسومة بدقّة عجيبة ، ليأتي حزب الله وينسفها ، ويُحطّم ما بُني عليها من خطط للتنمية التي رسمتها يد الفنان الراحل رفيق الحريري  ، وينسف أحلام  اللبنانيين في المُستقبل الواعد  الذي أراده لهم باني لبنان، وليُحمّل هذا الحزب الدولة أعباء مُغامرته التي لم يُفتح بها أي تحقيق أو مُسائلة .

ولم تمضي سنة على مُغامرة حزب الله  المشئومة إلا ويُفاجئنا بعمل عسكري إرهابي خطير ضد الأهل في بيروت ، الذين دعموه ودعموا الجيش والدولة أثناء العدوان الإسرائيلي  وقبله وبعده ، وآوو النازحين ، وكل ذلك جرى بعدما وضعت الحكومة يدها على الجرح ، وكشفت أهداف شبكة الاتصالات الخاصّة التي توسعت من ثلاثة آلا لاف إلى مائة ألف خط ، لترتبط مع شبكة الخليوي السوري ، والاستخبارات العسكرية السورية ، التي يتم من خلالها رصد الشخصيات اللبنانية واستهدافهم ، هذا عدا عن كاميرات التجسس ، لتكون سبباً كافياً لنزولهم إلى شوارع بيروت مُدججين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة لمُعاقبة أهلها ، ليقتحموا البيوت ، ويعتدوا على ساكنيها ممن خالفهم ضرباً وإحراقاً ونهباً ، بعدما جاءتهم الأوامر من دمشق بلحظة الهجوم ، لتأديب من كان سبباً في طردهم من لبنان، ويعيثوا في الأرض فساداً ورُعباً ، حتى تجاوز عدد ضحاياهم المئات مابين قتيل وجريح ، عدا عن الأضرار المادّية الكبيرة ، واعتدائهم على وسائل الإعلام ومنعها من تغطية جرائمهم ، تماماً كما فعل حافظ أسد عندما هبّ الشعب بنقاباته وفاعلياته ومُكوناته السياسية والحزبية والمجتمعية في الثمانينيات ، فكان مصيرهم الموت الذي لا يعرفون لغة سواه  ،وحينها ارتكب النظام المجازر ، وعملوا على تشريد الشعب ، حتى وصل عدد ضحاياهم  مئات الآلاف ، هذا عدا عن تهديم المدن فوق ساكنيها، وقتلهم للمساجين المُكبلين داخل زنازينهم . 

تلك هي قصّة هؤلاء القتلة من الطرفين ، الذين تتشابه أعمالهم وأفعالهم في الأحداث  مع بعضها البعض، إلا فرق واحد وهو أنّ حزب الله لم يُمكن من تنفيذ كامل مُخططه لاعتبارات بُنيوية وخارجية بينما حافظ وابنه لازالوا يحظون بتغطية دولية على جرائمهم ، والتي كان آخرها مذبحة النيروز ، ومحاكم التفتيش المُستمرة بحق الوطنيين الأحرار ، والأحكام الجائرة التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً في السوء ، فكلاهما ثقافتهم  واحدة ، وهي لغة القوّة والإرهاب في مُخاطبتهم مع الآخر ، لأنهم لا يرون إلا أنفسهم على الساحة ، وامّا الباقين في نظرهم لا قيمة لهم ، ويستحقون الدعس إذا ما طالبوا بالمُشاركة أو بحقوقهم

وأخيراً أود أن أورد حادثة مما جرى في بيروت من الجرائم  التي وصفها حزب الله بالعملية الجراحية الموضعية ، وكما روت لي بطلتها أو أبطالها المغلوب على أمرهم على الماسنجر حيث قالت : عندما جاءت جيوش الفتح المبين ، في غزوتهم المعقودة ، والنصر الإلهي إلى منطقتهم فاستخدموا السلاح الثقيل أمام أي مُقاومة أولاً، وقتل من وراءهم من النساء والولدان دون مُبالاة بأحد ، بهدف بث الرعب في الأهالي وشلّ حركتهم ، ثُمّ اقتحموا البيوت ، ومنهم منزلهم لتحقيق الانتصار عليهم  ، فتمّ فتح الباب بالرصاص ، ثُمّ الدخول إليه والعبث فيه ، وسرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه ، والاعتداء عليهم بالضرب والشتائم من تحت الزنّار ، وبإبائهم وأعراضهم  ، وما يعجز عنه قاموس اللغة العربية من الألفاظ السوقية من أن يأتي به ، كونها تعابير إسلامية قمّية،  وإهانتهم ثُمّ إخراجهم من البيت وإشعال النّار فيه ، فقط لأنهم أصرّوا عليهم بأنهم من تيّار المُستقبل وأنصاره ،لتكون هذه التهمة كافية لإنزال العقوبة فيهم ، وفي جيرانهم الذي يسكنون في الطابق الأعلى من عمارتهم، فأحرقوه وفعلوا مثلما فعلوا معهم ، لينتقل هؤلاء الأشاوس إلى إحراق محلاتهم ويجعلوها ركام ، لتكون عبرة للنّاس أجمعين بحسب تعبيرهم ، وعلى نفس المنوال ساروا مع الآخرين في الحي والمناطق المُجاورة  في البيوت والمحلات والأملاك والسيارات التي كانوا يتلذذون بإطلاق النيران عليها ، وعلى خزّانات الوقود فيها لإحداث الانفجار ، وكل ذلك خدمة لدين الله ، وتلقين الكفرة من السُنّة الدرس المُناسب في الأخلاق الإسلامية الفارسية ، وآخرون كانوا يستعدون لاقتحام الجبل الدرزي الخائن المتواطئ مع السُنّة النواصب ، بُغية الانتقام لدم الحسين بن علي رضي الله عنه ،لأنّهم يعتبرون بيروت خارجة عن دين الله لقلّة أتباعهم فيها ، ليُحرروها من أهلها كما حرّروا القدس والجولان وكل الأراضي المُحتلّة ، ومن ثُمّ لينطلقوا فيما بعد لأماكن النصارى الصليبيين في الغربية أعداء الله لطردهم إلى البحر بعد الإثخان فيهم قتلاً وتمثيلا  كي لا يعودوا إلى دولة حزب الله الإسلامية الإيرانية في المستقبل، ليفرضوا بعدها السلام مع الجار الإسرائيلي بهدوء وطمأنينة كما هو حال  نظام دمشق