علمانيون أم إلحاديون

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

احتاجت فرنسا العلمانية والتي يقودها التيار الصهيوني بقيادة ساركوزي الى عام كامل لتمرير قانون منع الحجاب في الاماكن العامة ، ولدى عرضه على البرلمان الفرنسي وعرضه على التصويت فان سادة العلمانية في العالم وهم اليسار الفرنسي بكل اشكاله قاطع الجلسة واعتبروا التصويت اعتداء على الحريات العامة واستغلالا لثورة العداء للاسلام من قبل اليمين الذي يحكمه اليمين  المتصهين والذي يرأسه الصهيوني ساركوزي ، وهذا حصل في فرنسا وهي احدى قلاع الصهيونية  الان.

الامر في بلد عربي وينتمي الى المؤتمر الاسلامي لم يحتاج ابدا الى عام او عامين ، وانما احتاج الى كلمتين من وزير التعليم العالي لمنع المنقبات الدخول الى الجامعة، تقربا الى الرب الامريكي الاسود في البيت الابيض ودون المرور الى البرلمان النائم، واظهارا لخط العلمانية والتي لم يفهمها وزير التعليم العالي خريج الجامعات البريطانية ، والذي عرف عنه انه لايصحو ابدا من سكره .

فاذا كان علمانيوا فرنسا قد رفضوا منع الحجاب واقره اللوبي الصهيوني الفرنسي ، فالى أي لوبي ينتمي الوزير الذي اقر منع المنقبات ، وهل تحولت بلاد الشام نهائيا من بلد الرباط والجهاد والصمود الى بلد الالحاد والصهيونية ، وهل هذا هو الدستور السوري، فعذرا ياصلاح الدين الايوبي ، وعذرا يادماء الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن هذا البلد وشعبه ودينه ، وتفو عليك ياسعادة الدكتور ابن الحسب والنسب وكل من اعطاك الارشادات لمنع النقاب .

لقد طبل الاعلام السوري وزمر عندما نزع الطنطاوي نقاب طالبة ، فلماذا يسكت الاعلام السوري اليوم عندما ياتي الخطأ من الرجال الصامدين فيه ، ولماذا لاينتبه الوزير المحترم الى الفضائح التي تجلل وزارته بدءا من مكتبه ومرورا برئيس المعيدين والذين يبيعون مناصب المعيديات علنا بدلا من متابعة المنقبات اللواتي افزهن سكرته ، ومن لايصدق فعليه مراجعة الصحيفة الالكترونية السورية عكس الاتجاه ليقرأ فضائح تلك الوزراة من خلال ردود القراء . 

الحاكم العربي مجرد رئيس بلدية

الهمة العالية والكبيرة التي يبدو عليها حكام الدول العربية ، لاتتناسب ابدا مع السلطات الواسعة التي سرقوها من الشعب والتي تعدت سلطات البشر ، واعتدت على سلطات الله من تشريع وتكليف وسيادة ، هذه الهمة التي تتمثل في افتتاح المشاريع هنا وهناك ، وهي مشاريع يتولى افتتاحها غالبا في الدول الاوروبية رؤساء البلدية ، واغلبها مشاريع لاتتناسب ابدا مع هيبات القادة ، فافتتاح مدرسة او بئر ماء او معمل للطابوق او مركز لمحو الامية  او مضحة للصرف الصحي، لاتستحق حقيقية ان يسافر قائد البلاد ومعه جيش من المرافقين يسبقونه بيومين ويقطعون الطرقات ويعطلون المصالح، فتمد البسط الحمراء ، وتحشد حشود الجماهير المؤمنة بالحاكم ، والويل لمن يتغيب عن الاصطفاف لتحية القائد ، وسعيد من تمتد يده لتلامس اليد الشريفة لصاحب الفضل ورب العطاء.

هذه المشاريع التي يفتتحها بعض حكام الدول العربية مع تلك الهالة الضخمة لاوجود لها ابدا في الدول التي تحترم نفسها ، فالاف المشاريع تفتتح يوميا ، واذا كان قادة الدول الغربية سيفتتحونها فانهم لن يكون لهم فرصة للراحة او النوم ، والاكثر سخرية هي تلك البلاطات الرخامية التي تعد ويكتب عليها لدى التاسيس اسم القائد ، ثم بلاطة اخرى للبناء، ثم لوحة كبرى للتدشين ، ولابد من ان ينقش عليها اسم القائد ومن ناب عنه في حملات التدشين لاتختلف في شيء عن المسلات المصرية الفرعونية ، الا ان المسلات الفرعونية اكثر حرفية وانضج في الوعي السياسي .

الاكثر سخرية هو في واقع الحال العربي ، فكلما تعطلت الكهرباء في ناحية ، او انهدم بيت في ناحية اخرى ، او زقم مجرور ماء في مصلحة من المصالح ، فان المواطن وبفطرته يستجير بقائد الدولة من اجل اصلاح الخلل ، وكأن قادة الدول وبسبب ديكتاتوريتهم تحولوا من قادة محترمين يسيرون البلاد بالقوانين ، فانهم تحولوا الى رؤساء للبلديات ، وهو نوع من انواع المسخ الرباني لهم ، نسال الله لهم تحسن الحال والارتقاء قليلا عن مستويات موظفي البلديات.

لمَ لا ياعرب

كثر في الايام الاخيرة الحديث عن حل للقضية الفلسطينية ، ومع ان كلمة حل في اللغة العربية تنطوي على معان عديدة ، منها ان تذوب هذه القضية وهو ماتعمل له دولة الكيان العنصري الصهيوني ويشجعها عليه الكثير من القادة العرب ، فقد ملّوا من القضية الفلسطينية وتعبوا منها ، واعلنوا الاستسلام منذ زمن بعيد ، ورفعوا راية الاستسلام ، ومعها رفعوا ايديهم وارجلهم ، فلا قبل لهم كما يقولون بمحاربة العالم الذي تحالف ضد الامة العربية والاسلامية ، ويكفيهم من النضال العديد من القنوات العربية المقاومة والصامدة والتي قدمت للقضية الفلسطينية الاف الاغاني الوطنية وعشرات الراقصات والمسرحيات ، وكمٍ هائل من الخطب الوطنية والقومية والجهادية زلزلوا بها الارض علينا ، وساندوا بالكلام العديد من الفصائل الفلسطينية والتي قيدوها وحولوها الى مجرد جنود على رقعة شطرنج لتنفيذ اجندة ليس لها علاقة بالقضية الفلسطينية وارتبطت باجندة شرقية وغربية ومحلية باستثناء فلسطين .

الحل الجديد القديم هو في الطرح الصهيوني والذي يدعو الى ضم الضفة ثانية الى دولة الاغتصاب الصهيوني ، وهو حل يتناسب مع الاطروحات العربية النائمة والتي لاشأن لها الا في التنظير بنهاية دولة الصهيونية عن طريق مايسمى القنبلة البشرية العربية ، وان الضفة في حال انضمامها فانها ستقرب من نهاية دولة اسرائيل كما يحلمون .

وهذا الحل المطروح والذي يعارضه البعض وكأن قضيتنا هي في الضفة ، ونسوا ان قضيتنا هي فلسطين كلها والتي تبدأ من تل الربيع غربا وتصل الى الغور شرقا ، وان أي تنازل او اعتراف بأي كيان هو خيانة عظمى بدأ بها القادة العرب ، ونحن كشعوب لانعترف بشرعية القادة العرب فضلا عن اعترافنا بما يسمى دولة اسرائيل .

ان من يفرق بين الاقصى وعكا وبين رام الله وحيفا هو عدو الشرعية وعدو الشعب الفلسطيني والعربي والاسلامي ، وان على الشرفاء من امتنا ان يعيدوا حساباتهم ان مااخذ بالقوة لاينتزع الا بالقوة ، وان المفاوضات التي مر عليها ستون عاما لم تفض الا الى تقوية الكيان الصهيوني الذي وصل مجمل انتاجه الوطني الى رقم يعادل مجمل الانتاج العربي باستثناء البترول والغاز واللذان هما رحمة ربانية لاعلاقة للعقل والساعد العربي بهما، ولم تثمر دعوات السلم الا الى ضعف وخوار عربي يقوده قادة لاهم لهم الا سرقة الثروات العربية ووضعها في البنوك الاوروبية او شراء استثمارات في الغرب هدفها ضمان الاستثمار الفردي بسبب فقدان الامان من شعوبهم ومعرفتهم انهم مجرد حكام مؤقتين قد تطيح بهم الشعوب في ثورة عارمة بدات نذرها بالظهور في ظل ديكتاتوريات القمع العربي، في الوقت الذي بنت فيه دولة القراصنة قوتها ودولتها في غفلة عن قادة عرب لايهمهم الا التوريث وشعوب اسعدها النوم واراحها الشخير.

لماذا يافضيلة الزقزوق

الدكتور المخترم خريج الجامعات الالمانية في العلوم الشرعية والذي احتل منصب وزير الاوقاف المصري وينوي توريثه لزوجته الالمانية بعد وفاته بسبب انتشار مرض التوريث الجمهوري في جمهوريات البطيخ العربية ، الوزير المخترم والذي كان ضيف برنامج البيت بيته وبيت الذين ورثوه ، كان في لقائه يدعو الى تشجيع زيارة القدس ، الوزير المخترم لم يكتف بذلك وانما دعا الى ان يؤخذ رأي الجمهور في القضية ، وكالعادة في البرامج العربية والتي لاتكون مفبركة ابدا وتنز وتشر بالمصداقية كما تشيع تلك البرامج، فقد تساوت الاراء الفقهية الشوارعية، ولكنها رجحت كفة الامام الزقزوق صاحب برنامج تأميم المساجد وسرقة اوقافها لصالح حفلات الشيخ الفاضل ناسيا ان الله قد قال بان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا، وليست للزقزوق او المرزوق ،ومن الكفر مصادرتها وتحت أي غطاء لانه اعتداء على الله نفسه.

الشيخ الزقزوق ، زقزقه الله !!!!! وهو وزيرٌ للاوقاف، نسي انه وزيرا للاوقاف ، وان زيارة القدس تحتاج الى حكم شرعي صريح ، ونسي الشيخ الزقزوق ان الشرع لايؤخذ ابدا عبر التصويت الفضائي كما تفعل الاخت الفاضلة س س س وغيرها في الفضائيات ع ع ع، فلم نسم ابدا ان رسول الهدى والنور استشار اصحابه بجواز الصلاة ثلاثة اوقات او اربعة او خمسة ، وانما وكما يعرف زقزوقنا الفاضل ان الاحكام الشرعية من حلال وحرام وغيرها تتنزل عبر الوحي الرباني وليس عبر الوحي للفضائيات العربية   .

السيد زقزوق افندي وزير الاوقاف المصري والذي يعتبر نفسه رمزُ التسامح الديني في مصر والذي علق الصليب في بيته ،وكان رمزالتطبيع في مصر ، فانه ليس بحاجة الى تصويت ليعصي الله  ويعادي شعبه ، فيكفيه من الدنيا رضا الصهيونية عليه وخاصة بعد تحويله وزرارة الاوقاف المصرية الى وزارة سماها الشعب المصري وزارة الكعب العالي .