نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية

نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية

اللبنانية إبراهيم المصري لـ "العرب":

لم نشارك إلى جانب تيار المستقبل ضد حزب الله

بيروت - أواب المصري  

نفى نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية إبراهيم المصري في حديث لـ «العرب» مشاركة جماعته إلى جانب تيار المستقبل الذي يترأسه سعد الحريري في الاشتباكات التي دارت في بيروت بين الموالاة والمعارضة مؤكدا أن جماعته لعبت دورا اقتصر على نزع فتيل الانفجار قدر المستطاع.

ودعا المصري إلى سحب المسلحين من الشارع «فوراً»، والانتقال من الأداء الميليشياوي في الشارع إلى الأداء السياسي، واعتبر أن السنيورة استجاب لكل ما طُلب منه، ويمكن القول إنه تراجع عن القضيتين (شبكة حزب الله في المطار) سبب الأزمة الأخيرة.

وفيما يلي نص الحديث:

ماهو موقف الجماعة الإسلامية مما يجري في الساحة اللبنانية؟

بناء على ما شهدناه خلال الأيام الماضية فإننا في الجماعة الإسلامية نطالب بالتالي: أولاً سحب المسلحين من الشارع فوراً، ووقف كل الوجود المسلح ! في شوارع بيروت والمناطق الأخرى، والانتقال من الأداء الميليشياوي في الشارع إلى الأداء السياسي، لأن الوجود المسلح في الشوارع لا يخدم تسوية الأزمة اللبنانية ويؤدي لإيقاع الضرر بين اللبنانيين، فضلاً عن أنه يؤزّم العلاقة بين هذا الفريق أو ذاك من جهة، وبين مواطني المناطق البيروتية من جهة ثانية. ثانياً ترى الجماعة أنه لابد من العودة إلى الحوار السياسي، سواء حول طاولة حوار أو عبر المؤسسات الدستورية التي جرى الحديث عنها أكثر من مرة. ثالثاً ترى الجماعة أن اللجنة العربية ينبغي أن تُعطى دورها في أن تطرح على السياسيين اللبنانيين رؤيتها التي توصّل إليها وزراء الخارجية العرب، الذين تنادوا للقاء يوم أمس الأول في القاهرة. وعلينا كلبنانيين ألا نكون أقل حرصاً من إخواننا العرب والمجتمع الدولي على مصالح الوطن ومصالح المواطنين.

- لماذا لم تبادر الجماعة الإسلامية للقيام بدور الوساطة في الصراع القائم، وأن توظف علاقتها التاريخية مع حزب الله وعلاقتها المميزة مع تيار المستقبل؟

رئيس الحكومة فؤاد السنيورة استجاب خلال الأيام الماضية لكل ما طُلب منه، ويمكن القول إنه تراجع عن القضيتين اللتين جرى التذرع! بهما من أجل النزول إلى الشارع. فمسألة مدير أمن المطار وشبكة اتصالات حزب الله أحيلتا إلى قيادة الجيش كي تضع رأيها، وتصدر هذا الرأي، وبالتالي فإن هذا الموضوع بات مؤجلاً وأصبح في حكم الملغى. في هذه الحالة، نرى أن المطلوب من الطرف الآخر إنهاء الوجود العسكري، ووقف إطلاق النار، لأن هذا لا يساعد على الوصول لأي تسوية بالنسبة للأزمة اللبنانية. لكن مع الأسف الشديد إن هناك بعض الجهات في هذا الفريق أو ذاك، تتشبث بموقفها وتعتبر أنه الوسيلة المناسبة لتسجيل موقف ضد الفريق الآخر في هذه الأزمة المستعصية.

أشار البعض إلى مشاركة الجماعة الإسلامية إلى جانب تيار المستقبل في المواجهات المسلحة التي شهدتها العاصمة بيروت؟

لم يقع هذا قط، فالجماعة لم تشارك عسكرياً في أي منطقة من المناطق، فقد كان دور إخواننا سواء في بيروت أو في المناطق الأخرى ينحصر بنزع فتيل الانفجار قدر المستطاع وتوفير الأجواء الملائمة لسحب المسلحين. فقد تولى الإخوة في الجماعة في مدينة طرابلس مثلاً تسلّم مركز مدرسة الرسالة الإسلامية في منطقة القبة وهي تابعة لحركة التوحيد حماية لها، وكي لا يعتدي عليها أو يهاجمها الفريق الآخر، كما ! تولى الإخوة مهمة مماثلة حين تسلمت في منطقة شبعا في الجنوب مركزاً تابعاً لتيار المستقبل، وهذا ما حال دون وقوع إشكالات في هاتين المنطقتين. دور الجماعة إذاً دور تصالحي، ونحن لا نرى أبداً المشاركة في أي جهد عنفي في الشارع، لأن الشارع لا يمكن أن يصل لأي نتيجة، ويمكن أن يتسبب وجود المسلحين في الشارع في حدوث صدامات نحن في غنى عنها.

مولوي: المواجهات في لبنان تهدد تأييد السنة للمقاومة

أواب المصري–بيروت

شهدت المناطق اللبنانية خلال الأيام الماضية –ومازالت- مواجهات مسلحة بين قوى المعارضة بزعامة حزب الله وقوى الموالاة بزعامة تيار المستقبل.

الجماعة الإسلامية وهي كبرى الحركات الإسلامية بلبنان وجدت نفسها محرجة في اتخاذ موقف من الصراع القائم. فهي تحتفظ بعلاقات مع حزب الله تعود لثمانينيات القرن الماضي، وفي الوقت عينه ترتبط بعلاقات مميزة مع تيار المستقبل الذي يعتبر نفسه صاحب التمثيل الأكبر للطائفة السنية التي تنتمي إليها الجماعة الإسلامية.

وفي تصريحات للجزيرة نت قال الأمين العام للجماعة الشيخ فيصل مولوي إن جميع المحاولات لحلّ الأزمة ستبوء بالفشل سواء كانت عربية أو دولية 'لأن استمرار الفشل خلال السنتين الماضيتين دليل قاطع على ذلك' مشيرا في الوقت ذاته إلى أن وجود المدمرات الأميركية والغربية في البحر المتوسط عملية استعراضية هدفها تأجيج نار الفتنة لا إخمادها.

حل لبناني

واعتبر مولوي أنه ليس أمام اللبنانيين سوى الحلّ اللبناني، وهو لا يمكن أن يتمّ إلاّ بمبادرة جريئة من حزب الله يعلن فيها إنهاء العملية العسكرية، والعودة إلى الحوار السياسي خاصّة وقد زالت مبرراتها، وتمّ عملياً إلغاء القرارين اللذين دفعا بالحزب للنزول إلى الشارع والانتشار المسلح في العاصمة بيروت.

وأشار الرجل إلى أن جميع الأطراف باتت حريصة على استئناف الحوار 'وهذا حلّ ينقذ لبنان، وينقذ المقاومة بالذات' وكلّ تأخير عن الحوار 'سيعمّق الجراح ويمدد الفتنة ويزيد الصعوبات والتعقيدات'.

واعتبر مولوي أن شعار 'الوحدة الإسلامية التي عملنا طويلاً في سبيلها مع الأخوة في حزب الله تلقى صدمة قاتلة، فقد أصبحت المقاومة في خدمة مشاريع داخلية مذهبية أو سياسية، وخسرت جمهورها العريض خاصّة من المسلمين السنّة، ودخلت في حرب مع جزء من شعبها'.

وعن قدرة حزب الله على الحسم العسكري في جميع المناطق اللبنانية، أجاب أمين الجماعة الإسلامية 'قد يتمكن حزب الله من الحسم العسكري، لكن ماذا بعد؟ هل تستطيع القول إن المقاومة في شوارع بيروت تقاوم دفاعاً عن الأمّة وعن الدين؟ لقد تسببت المواجهات المسلحة الأيام الماضية بجرح عميق أصاب الوحدة الإسلامية في الصميم، وأصاب المقاومة في أعزّ ما عندها، وهو ثقة شعبها بها، يجب أن يعالج، والعلاج الوحيد في رأينا هو خروج حزب الله من هذه المعركة'.

وأضاف مولوي أن 'المقاومة خسرت بالمعارك الأخيرة جزءاً كبيراً من رصيدها الشعبي، عندما دخلت في صراع مع أهل بيروت، وبالتحديد مع أهل السنّة منهم، ولم يكن مقنعاً للناس أنّ المقاومة استخدمت سلاحها في الداخل من أجل حماية هذا السلاح، فقد كان ممكناً تحقيق هذا الهدف بوسائل أخرى، كما أنّ مشاركة أطراف من المعارضة ليست جزءاً من المقاومة أعطت المعركة بعداً سياسياً آخر'.

وأشار إلى أن 'المقاومة طالما افتقدت تأييد جمهور أهل السنّة لمطالبها السياسية المحلية، رغم أنهم كانوا دائماً طليعة المقاومة أو جزءا منها، ويتبنّونها بالكامل في مواجهة العدو الصهيوني. أما الآن، وفي ضوء ما حدث، فإننا نخشى أن تخسر المقاومة تأييدهم حتى في مجال الصراع ضدّ العدو الصهيوني، وهذا ما سعى العدو له باستمرار وفشل، لكنه قد يصبح حقيقة واقعة إذا استمرّ الوجود المسلّح للمقاومة في بيروت'.

وحول الأسباب التي دفعت حزب الله لاستعمال سلاحه بالداخل، قال مولوي إن تحرك المقاومة الأخير لإلغاء القرارات الحكومية التي تنزع الشرعية عن سلاحها انتهى باستعمال السلاح في الشأن الداخلي، معتبرا أن المقاومة 'وقعت في الفخ المنصوب لها، واستعملت سلاحها رغم تكرار إعلانها سابقاً أنّ سلاحها لن يستخدم إلاّ ضدّ العدو الصهيوني'.

وأضاف أمين الجماعة الإسلامية أن 'المقاومة حوّلت الخلاف السياسي إلى صراع عسكري، وتبيّن للنّاس أنها لا تحتمل الرأي الآخر، وعلى الجميع أن يكونوا تابعين لها في كلّ شيء طالما أنها تحمل لواء المقاومة. لقد كان ابتهاج إسرائيل بوقوع المقاومة في هذا الفخّ أكبر من ابتهاجها بانقضاء ستين عاماً على إنشاء دولتها العدوانية'