يا للعار

جميل السلحوت

[email protected]

يا اطفال غزة ... ويا اطفال فلسطين ... ها انتم تقابلون القتل بابتسامة بريئة ساخرة .... تستقبلون موتكم قتلا دون ان تدروا او تدركوا كيف جاءكم ... خرجتم الى هذه الدنيا من بطون امهاتكم تصرخون وكأنكم تعلمون المصير الذي ينتظركم ... فشهادة الوفاة مصاحبة لشهادة ميلادكم بانتظار توقيعها من مطلقي صواريخ القتل والدمار .... فتباغتكم وانتم نيام  في اخضان أمهاتكم... أو مرعوبون من صوت الانفجارات التي تدوي حولكم ومن جميع الإتجاهات ... تباغتكم وانتم جياع لأن حليب أمهاتكم جف من سوء التغذية نايجة الحصار الظالم ... أو من هول ما يلاقين وتلاقون ... وقد يحصد الصاروخ القاتل أرواحكم وحيدين ... ليترك أمهات وآباء ثكلى ... تملأ الحسرة قلوبهم ... أو تحصد أرواحكم مع أمهاتكم ... أو جداتكم ...أو أشقائكم.. لكي لا يحزن أحد على أحد ... فها هو محمد البرعي ابن الشهور السبعة  يلحق بإيمان حجو ابنة الشهور الأربعة .... ولتلحقون باطفال آخرين وأمهات أخريات ... ولا ذنب لكم سوى انكم فلسطينيون تعيشون في بيت المقدس واكناف بيت المقدس، فانتم من شعب قال عنه رسولكم الأعظم صلوات الله عليه " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ، قيل اين هم يا رسول الله ؟؟ قال في بيت المقدس واكناف بيت المقدس " فهذا قدركم وقدر شعبكم ولا حول ولا قوة الا بالله .

فلم يعد في أمتكم معتصم تندبه أمهاتكم وأخواتكم ىوجداتكم ... بل وُجد من يدعوكم انتم " والجارة الصديقة " اسرائيل للتهدئة ... وهكذا فإنكم تحملون وزر دمائكم ... فانتم غلاظ القلوب أجبرتم الآخرين على قتلكم ... وأوقعتم قادتكم في حرج امام شعوبهم ... كما أوقعتم " حماة الانسانية وحقوق الانسان " في حرج يعيق مواصلة "دفاعهم" عن حقوق الانسان ... فلله درّكم ودرّ أمهاتكم ... وانتم تودعون الحاة الدنيا ... تاركين بحر دمائكم ليستحم بها القادة والزعماء وتجار الحروب .... وليتوضأ بها اصحاب اللحى والعمائم ليصلوا صلاة الولاء للسلاطين ... فلله درّكم ودرّ أمهاتكم وآبائكم وانتم تحلقون في حواصل طيور خضر ... تحلق وتحط بكم في جنات فيها مالذ وطاب ... تصعدون الى السماوات ملائكة ليستبدلكم الله أمهات من الملائكة خيرا من أمهاتكم ... وآباء خيرا من ابائكم لتشفعوا لوالديكم يوم الحساب وليجمع الله شملكم وشملهم في جنة عرضها عرض السماوات والارض ... تحلقون  في حياة النعيم الأبدية تاركين غيركم من الاهل والخلان يصارعون مرارة الجوع والحصار والدمار والخراب ... ولتتركوا من يتصارعون على كراسي سلطة لا تحمل من السلطة الا الإسم يتهيون في غيهم وضلالهم .

فيا اطفال شعب الشهداء ... ما تبقى لكم الا الرحيل ممزقي الأجساد ... لا امل لكم من أمة غثاء السيل التي ما عاد فيها الرجال يسرجون على الخيل ... وما عاد لديهم خيل يسرج عليها اشباه الرجال مع احترامي لذكرى ذلك المعتوه المدعو المتنبي عندما قال " أعز ماكن في الدّنى سرج سابح " فخيولنا ما عادت الا للسباق وما عادت في بلادنا ، ... لأن لندن وواشنطن وغيرهما هي مرابط خيولنا... في لعار عروبتكم...