هل أدرك السوريون بشارة النبي

الشيخ مرشد الخزنوي

الخطوة الأولى

هل أدرك السوريون بشارة النبي صلى الله عليه وسلم

في الحركة التصحيحية ؟؟

الشيخ مرشد معشوق الخزنوي

نقل الاعلام السوري الى مسامعنا أن جماهير شعبنا أحيت أمس الذكرى السابعة والثلاثين للحركة التصحيحية التي قادها حافظ الأسد وقد تبارت الاقلام في الاعلام السوري من صحافة وتلفزيون لتذكرنا ان الحركة التصحيحية كانت مفصلاً استراتيجياً في تاريخ سورية وإنجازات على الصعد كافة ، وبإمكان المتابع لهذا الشأن ان يزور موقع مجلس الشعب السوري على الانترنيت ،  ومن خلال عملية بحث في صفحاتها عن الحركة التصحيحية لتتفاجئ بمهاجمة عدد كبير من الاخبار التي تؤكد في مجملها على ان الحركة التصحيحية: هي الحركة التي قام بها الفريق حافظ الأسد في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 1970 ووصل بعدها إلى سدة الحكم في سوريا، وان الحركة التصحيحية كانت بداية عهد جديد في سوريا، فقد أدخلت إصلاحات إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، وأنهت الصراعات الداخلية فيه ، و في أوائل عام 1971 انتخب الأسد رئيساً للجمهورية بأغلبية شعبية ساحقة، وبدأ العمل لإصلاح الأوضاع السياسية في سوريا، فأعيد تفعيل مجلس الشعب (البرلمان)، وتم توحيد الأحزاب الرئيسية في الجبهة الوطنية التقدمية (1972) ووضع دستور جديد للبلاد (آذار 1973) وحاربت سوريا إسرائيل لاستعادة أراضيها المحتلة في الجولان (تشرين الأول 1973).

وخلال هذه الدراسة والقراءة السريعة يستوقفك المثل الشعبي القائل ( على هامان يا فرعون )  بصيحات من الضحك ممزوجة بنبرة الحزن والاسى على هذا النفاق الكبير والعريض ، فما من سوري إلا ويعلم حقيقة امر هذه الاحتفاليات الذي كان له نصيب في المشاركة فيها في مرحلة ما، اقلها ايام دراسته الابتدائية عندما كان الطلبة يجبرون على ذلك ويرسخ ذلك في اذهانهم من خلال دروس الطلائع والفتوة التي اجبروا عليها ،او حتى الموظف المسكين الغلبان الذي يجبر على التعبير عن مظاهر الفرح بالمناسبة والا سيحول للتحقيق والذي سوف يسفر عنه ان كان هناك ذرة من شفقة ورحمة بأن يفصل من عمله ويحرم من تقاعده ومعاشه ، وحتى لا يختلط عليك الامر بأن هذا ليس رحمة ولا شفقة ، اقول بل انها رحمة وشفقة تمناها الكثيرون من السوريون عوضاً عن الاعتقال والسجن الذي يمتهن فيه كرامته وجسده وربما عرضه وعرضة زوجته واخته ، والتحديث الجديد للاحتفال حجز رخص سيارات النقل التي تجير على نقل المحتفلين الى اماكن الاحتفال ، اما تفعيل دور مجلس الشعب فأخجل عن الكتابة عنه ، لك الله يا سورية .

وهنا اذا حاولنا بحث القضية نجدكثيرا من اطراف المعارضة تنادي لتصحيح الوضع وارجاعه الى ما قبل الحركة التصحيحة اوقبلها بقليل ،كما هي الحالة بالمطالبين بعودة فترة الخمسينيات من القرن المنصرم بدستوره ، وما ذاك الا لان الحركة التي سميت تصحيحية ما حملت من هذا المصطلح الا الاسم وانطوت الحقيقة على التخلف الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ، ، واستمرار منع الحريات السياسية ومنع الحركة الاقتصادية وكذا الحال مع النشاطات الثقافية غير الموالية للنظام، وتحول النظام إلى حكم عائلي وطائفي،وكثر القتل والتنكيل وما حماة وقامشلو وتدمر الا امثلة حية لن تموت سريعا ، وحورب المواطن البسيط الغلبان في رزقه ، كما ان اهالي الجولان لازالوا تحت نير الاحتلال ، بل على العكس ما وجد الاحتلال حدودا امنة لها خلال ما يقارب نصف قرن غير الجبهة السورية في ظل الحركة التصحيحية ، كل هذا البلاء كان مصداقا لاقوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكثيرة والكثيرة ، وان كان لا بد من ذكر احدها للدالة فاورد قول النبي صلى الله عليه وسلم القائل فيها :

{  إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة، حل بها البلاء ، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه، وبر صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشربت الخمور، ولبس الحرير، واتخذت القينات، والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك: ريحاً حمراء، أو خسفاً ، أو مسخاً"}

فهل صار المغنم دولاً : اي أن المغانم الدنيوية والمكاسب المادية والارزاق والخيرات والثروات في ايدي اشخاص معدودين يتداولونها ويتحكمون في الشعب على اساسها ، بحيث يصبح الشعب خدما لهم وعبيداً يذلونهم ويسخرونهم في طاعتهم وخدمة مأربهم ، وهذه احدى انجازات الحركة التصحيحية في سورية المغلوبة على أمرها ولو نظرت نظرة تأمل لوقع عينك على مناطق القرداحة وما حولها التي كانت خرابا فاصبحت في وضع اقتصادي سياحي زاهر بينما اصبحت الجزيرة السورية التي كانت تعج بالحركة والنشاط الاقتصادي الى خربة ، وما رميلان رمز اقتصاد الجزيرة السورية التي اصبحت معقلا لابناء الحزب الاسدي واعوانه من الساحل وغيرهم ، في ظل الزحام ساحات الهحرة والجوازات  التي تعج بأبناء الجزيرة بحث اعن اماكن للهجرة من اجل كسب لقمة العيش ، إلا دليلا على ذلك .

أل مخلوف وغيرهم وغيرهم الذي ارهبوا التجار في دمشق وحلب ، وما دعوهم ليعملوا الا بعد ان اصبحوا شركاء لهم رأس مالهم انهم من اذيال آل الاسد .

وحتى لا اطيل على القارئ الكريم ادعوه ليتأمل الواقع السوري منذ الحركة التصحيحية وحتى اليوم من هم زعماء القوم اليس ارذلهم واحمقهم واليس تخافه الناس مخافة بطشه وطيشه الم يخرج السوريون للتعبير عن فرحهم بالحركة التصحيحة خوفا من بطش وطيش ارذل القوم وسجونه ومعتقلاته التي ضجت بها الارض السورية .

بعد سبعة وثلاثين سنة من عمر الحركة القمعية الفاشية يقف الشعب السوري على مفترق طرق ، يلتفت يمنة ويسرة ويلقي نظرة ورائه ونظرة أمامه ، يلتفت يمينه فيرى ابناءها لاجيئين ، وتلتفت يسرة فترى حكاما حاقدين ،  فينظر ورائه فيرى سبعة وثلاثين سنة من الجوع والسجن والقتل والخراب والدمار ، ويتطلع الى أمامها فلا ترى إلا مستقبلا غامضا و سفينتهم شبه غارفة تتأرجح بين الامواج ، وهنا ترتفع الاكف والاعين لتبحث عن ابناء لها حملوا همها ويريدوا الخير كل الخير لسورية وشعبها ، ليقودوا السفينة الى بر الامن ويحررها من جلاديها ، فهل تحلم المعارضة بهذا الدور.