ماذا يعني رئيس من غير 14 آذار

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( لاشك أنّ تيار الاستقلال أو مايُسمى تيار 14 أذار في مسيرته السياسية ، ومنذ إنشاءه قد ارتكب أخطاءً فادحة ، ومنها على سبيل المثال ، عدم زحفه إلى قصر بعبدا لطرد اللحود دمية النظام السوري وأحد بقاياه  أثناء هيجان الشعب اللبناني لاغتيال رمز لبنان وبانيه الشهيد رفيق الحريري ، وكذلك عدم استغلال اغتيال أي رمز من الرموز اللبنانية للهجوم السياسي الحاسم على الطرف الآخر لإدانته والاستغلال السياسي والعاطفي لهذه الجرائم البشعة بما يصبُّ في مصلحة لبنان، وعدم معاقبة حزب الله على مغامرته ، وممالئته في بعض الأحيان ، وتقبيل اللحى وعدم مواجهة أعماله الشريرة بما يلزم خشية الفتنة ، مما دفعه إلى استرداد أنفاسه وبالتنسيق مع أسياده لتعود الأمور إلى المربعات السابقة ، وليُشلّح تيار 14أذار من معظم إنجازاته التي لم يبقى له مايُصارع عليه في الوقت الراهن ، سوى كرسي الرئاسة الحق الشرعي الذي كفله الدستور له ، ومع ذلك فأتباع النظام السوري وعملائه ، لايألون جهداً للسعي  لإعادة السيطرة عليه تحت دعاوي شتّى لاتستند إلى دستور أو قانون ، فماذا يعني ذهاب هذا الاستحقاق الرئاسي لغير تيار 14 أذار)

ذهاب كرسي الرئاسة إلى غير تيار 14 أذار يعني تفريط بالحقوق الشرعية ، ويعني السماح لقوى الانقلاب والتبعية لحلف طهران ، العودة بالبلاد الى ماقبل التحرر من سلطة الاستبداد والطغيان المخابراتي السوري اللبناني ، وعودة النظام السوري من الشبّاك بعدما أُخرج من الباب ، ويعني ذهاب كل التضحيات الجسام التي قدّمها الشعب اللبناني رخيصةً على مذابح الاستقلال وعودة الحريات وكرامة الإنسان

ذهاب كرسي الرئاسة إلى غير تيار 14 أذار يعني عودة الأزمة الحكومية بأشد مما كانت عليه في السابق، لأنه من المُتعارف عليه سيتم الدعوة الى تشكيل حكومة جديدة ، ولابدّ من توقيع الرئيس ، وكذلك لايمكن أن تتم إلا وفق شروط حزب الله الرافض للقرارات الدولية المُتعلقة بسحب سلاحه ، والرافض للمحكمة الدولية ، وهذا سيعني المزيد من الاحتقانات والمزيد من التصفيات للنواب الموالين ، وبالتالي أخذ لبنان الى الهاوية

ذهاب كرسي الرئاسة إلى غير تيار 14 أذار يعني فقدان الجماهير ثقتها بهذا التيار ، بل وفقدان ثقتها بالوطن لبنان ، مما سيشجع اللبنانيين الى الرحيل ، بعد أن كان هناك أمل في التغيير ، ويعني عدم مشاركة الأغلبية بأي انتخابات أخرى، ويعني الإحباط الكامل لكل قوى التحرر والديمقراطية

ذهاب كرسي الرئاسة إلى غير تيار 14 أذار يعني انتصار إيران في هذا البلد ، ويعني توسعها الطبيعي في منطقة البحر المتوسط ، بعدما صارت سورية تابعة لها وتدور في فلكها ، وكذلك سيكون لبنان ، وتعني ذهاب المزيد من الأراضي اللبنانية لأتباع ايران عبر الشراء الواسع ، ويعني بيع لبنان للغرباء مرّة ثانية

ذهاب كرسي الرئاسة إلى غير تيار 14 أذار يعني تواطؤ الدول الكبرى ضد لبنان ، وانحيازها لمصالحها بما عرف بنظام الصفقات الذي تعقده في اللحظات الأخيرة ، ويعني احباط التجربة الديمقراطية لكي لاتقوم لها قائمة بعد اليوم في هذه المنطقة  

وأخيراً أقول لتيار 14 أذار الذي تقع عليه المسؤوليات الجسام ، أن عليه الصمود ومواجهة الحملة ، وعدم خضوعهم لأجواء الإرهاب التي تبثها القوى المناوئة وقوى التبعية ، وألا يرضوا بديلاً عن كرسي الرئاسة الحق الشرعي بموجب الدستور لهم ،لتستقيم الأمور ، وتعود الطمأنينة للشعب اللبناني ، والأمل في اجراء المحاكمة العادلة لقتلة الحريري ورموز لبنان ، لتعود البسمة من جديد لهذا البلد المنكوب بتجّار الحروب وقطّاع الطرق أزلام النظام السوري  ،لكي يبقى لبنان الوطن والحُضن ، وليس سلعة تبُاع وتُشترى كما كان في السابق.