حلف صليبي جديد
لا خلاف بين أمريكا وروسيا
محمد هيثم عياش
يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ استلامه مفاتيح الكرملين في 31 كانون أول من عام 1999 العودة بروسيا الى مزاحمة الولايات المتحدة الامريكية على المسرح الدولي للسياسة من جديد بعد أن فقدت هذه الدولة هيبتها امام العالم في عهدي الرئيسين السابقين ميخائيل جورباتشوف الذي تم انهيار الاتحاد السوفياتي في عهده وبوريس يلتسين الذي كان أكثر سياسي العالم ادمانا على الخمرة وأحد الذين فعلوا بمسلمي الشيشان الأفاعيل حتى وصفه مسئول شئون مبرة / الشيشان/ في المانيا مانفريد ماس بأنه ايفون متوحش ثان . وقد أثار بوتين أثناء مؤتمر دولي حول السياسة والامن الاستراتيجي عقد في مدينة ميونيخ الالمانية أوائل شهر شباط/ فبراير من هذا العام مسألة عزم الولايات المتحدة الامريكية بناء صواريخ دفاعية جديدة لها في التشيك وبولندا لمواجهة صواريخ قد تطلقها ايران على اوروبا اذا ما قامت الولايات المتحدة الارميكية وحلفاءها بتوجيه ضربة عسكرية ضد تلك الدولة اذا ما استمرت في عنادها بالاستمرار بتطوير برامجها النووي للصالح العلمي والسلمي ، فقد داب بوتين ومنذ ذلك الشهر توجيه تحذيرات الى واشنطن بسبب هذه الصواريخ الأمر الذي أكسبه تأييد سياسي من سياسيين المانا واوروبيين حيث أكدوا بأن اووربا ليست بحاجة الى صواريخ جديدة للدفاع عن نفسها محذرين بالعودة الى الحرب الباردة التي وضعت أوزارها إثر انهيار جدار برلين وانهيار الشيوعية كأنظمة حاكمة في اوروبا .
الا أن بوتين وأثناء مؤتمر الدول الصناعية الذي تم انعقاده يومي الخميس والجمعة من 7 و 8 حزيران/يونيو الحالي في منتجع هايلجندام الالماني الواقع على بحر البلطيق فاجأ الجميع بمقترحات عرضها على الرئيس الامريكي جورج بوش تكمن في تعاون عسكري روسي امريكي بمحطة مراقبة صواريخ / جهاز رادرا/ لمراقبة الصورايخ الايرانية وصواريخ تملكها كوريا الشمالية بدل اقامة محطة هذه الصواريخ في بولندا والتشيك كما اقتراح عليه وضع اجهزة رقابة لصد الصواريخ الايرانية في العراق او تركيا ، هذه المقترحات لقيت ترحيبا من بوش الذي اشار لنا معشر الصحافيين بأنها هامة جديرة بالدراسة كما لقيت ترحيبا من بعض العسكريين في حلف شمال الاطلسي / الناتو / من بينهم القائد السابق للجيش الالماني الذي شغل أيضا رئاسة فرقة التخطيط العسكرية في الحلف المذكور كلاوس ناومان الذي يعتبر أكثر المتشديين العسكريين في اوروبا ضد العالم الاسلامي وخاصة السعودية التي وصفها بأنها تحمي الارهاب وتحاول نشر الوهابية أي السلفية في العالم الاسلامي وخاصة في الشيشان والبلقان معتبرا الاقتراح اذا تم فان دول الخليج وايران ستصبح تحت رقابة الحلف .
ويخطئ من يعتقد بأن روسيا مع العالم الاسلامي وانها ضد الولايات المتحدة الامريكية وأنها ايضا أول من نصر القضية الفلسطينية بل كانت روسيا اول من خذل الدول العربية بمطالبتها الامم المتحدة عام 1948 بالموافقة على قيام دولة للصهاينة على ارض فلسطين فقد ساعدت روسيا الصهاينة بالرجال عندما فتحت حدودها لليهود بالهجرة الى فلسطين بينما ساعدت امريكا واوروبا الصهيونية العالمية بالمال والسلاح وما تعانيه افغانستان من احتلال ثان الا جراء ويلات الاحتلال الروسي لذلك البلد كما أن معاناة مسلمي البلقان بشكل عام في البوسنة والكوسوفو الا جراء السياسة الروسية . فعندما وقعت الحرب في يوغوسلافيا السابقة ساهم الروس الارتودوكس بدعم اخوانهم الصرب الارتودكس ايضا في حربهم ضد الكاثوليك الكروات والسلوفينيين ثم ساعدوهم في حربهم ضد مسلمي البوسنة والكوسوفو بعد ذلك ، وترفض روسيا دعم المطالبة باستقلال الكوسوفو عن صربيا ولا تزال تنتهك حقوق الانسان في القوقاز وخاصة في الشيشان تلك المناطق التي رواها الصحابة رضوان عليهم بدمائهم ، فربما تعرفون بأن الشيشان وجورجيا والمناطق المحيطة بها فتحت على عهد سيدنا عثمان بن عفان عندما ارسل الصحابي حبيب بن مسلمة الفهري رضي الله عنهم الى تلك البقاع ولا تزال وثيقة الفتح والحقوق التي اعطاها المسلمون لسكان تلك المناطق شاهد حي فهي موجودة في المتحف الوطني بموسكو / .
والاقتراح الذي اقترحه بوتين على بوش سينفذ لا محالة وذلك جراء الخلاف الذي يشهده العالم الاسلامي وانه اذا ما تم فان التحالف الصليبي الجديد سيزداد قوة .