المطالبة بحوار جدي مع الإسلام

المطالبة بحوار جدي مع الإسلام

هيثم عياش

[email protected]

برلين/ادباء الشام/‏27‏/07‏/2005/  عتبر الرئيس البولندي الكسندر كفانيفيسكي العمليات الارهابية التي وقعت في العالم منذ 11 أيلول/سبتمبر من عام 2001 الى يومنا هذا بمثابة درس للانسانية جمعاء اذ ان هذا الدرس تكمن نتيجته باللجوء الى الحوار وان اي عمل عسكري ضد الارهاب دون  اللجوء الى الحوار الثقافي والسياسي مصيره الى الفشل وأن التدخل في شئون الدول الاخرى الداخلية من أجل إحلال الديموقراطية والحريات العامة فيها دون إرادة داخلية من قبل حكومات هذه الدول يعتبر تحريضا على إثارة القلاقل مشيرا من خلال ندوة دعا اليها بيث الثقافات الدولية في العاصمة برلين مساء يوم يوم الاثنين من 25 تموز/يوليو الجاري الى أنه بالرغم من مشاركة بلاده الولايات المتحدة الامريكية في احتلالها العراق ومساهمة بولندا في ازاحة حكم صدام حسين الا انها ارتكبت خطأ فاحشا في مشاركتها عسكريا مؤكدا ان بلاده قررت الانسحاب من العراق وقد بدأت بسحب قواتها من ذلك البلد وذلك من اجل تجنب بولندا ويلات العمليات الارهابية  مثل ما وقع في لندن مؤخرا . وأشار كفانيفسكي الى ضرورة عدم وقوع اوروبا في هيستيريا الخوف جراء العمليات الارهابية التي تهدد أمن اوروبا وغيرها من العالم محذرا من ان هذه الهستيريا يمكن أن تؤدي بأوروبا الى الانقسام من جديد ما بين دول تؤيد مواصلة الحرب ضد ما يسمى بالارهاب الدولي وبين دول تريد اللجوء الى الحوار السياسي مع منظمات الارهاب الدولية مؤكدا الى أن اوروبا التي تعرضت مؤخرا الى نكسة شديدة جراء رفض بعض الدول الاوروبية الدستور الاوروبي يمكن لهذه النسكة أن تزداد سوء تؤدي نتيجتها الى انقسام الاتحاد الاوروبي من خلال قيام محاور في هذا الاتحاد معلنا ان بلاده تريد انتهاج سياسة مؤحدة لاوروبا وتقوية علاقاتها مع المانيا التي اثبتت سياستها الخارجية بعد نظر الحكومة الالمانية لتطورات الوضع الدولي وخاصة الوضع في الشرق الاوسط مشيرا الى ان  الحوار الثقافي مع الاسلام ضروري للغاية اذ ان الاسلام الذي حكم العالم أرسى العدل والمساواة بين جميع معتنقي  الاديان السماوية وانه بإمكان الغرب التعايش مع المسلمين في اوروبا وخارجها اذا ما أراد ذلك على حسب رأيه

ومن ناحيته فقد حث وزير  الخارجية الالماني يوشكا فيشر الغرب والعالم الاسلامي الى  ضرورة إجراء حوار صريح مع بعضهم البعض يعمل على وضع الخلافات العقائدية والسياسية بين الطرفين والعمل على التعايش السلمي بين شعوب هذين العالمين مشيرا من خلال الندوة المذكورة  أن الاعمال الارهابية التي وقعت خلال هذا الشهر /تموز – يوليو/ الحالي  في لندن ومنطقة شرم الشيخ مرورا بمنتجعات السياحة في تركيا جاءت تتمة لعمليات 11 أيلول/سبتمبر من عام 2001  تلك العمليات التي جعلت العالم يعيش على شفا حرب عالمية ثالثة تقع بين الاسلام والمسيحية من خلال تحريض الطرفين كل على الآخر مؤكدا انه لولا الحكماء من زعماء العالم الاسلامي والغرب الذين كانوا السبب دون وقوعها لعانت الانسانية ويلاتها مؤكدا الى ضرورة الحيلولة دون وقوع حرب بين الثقافات بالرغم من ان بوادر هذه الحرب أصبحت قائمة .

وأكد فيشر من خلال هذه الندوة التي شارك فيها الرئيس البولندي الكسندر كفانيفيسكي ان العمليات الارهابية التي وقعت في العالم ويقف وراءها متشددون اسلاميون لها دوافعها الرئيسية  والتي تكمن في وقوع العالم تحت الجشع السياسي والاقتصادي من خلال تدخل دول في شئون دول اخرى وازدياد الفقر وعولمة اقتصاديات شعوب الدول الاخرى  اضافة الى إعادة الاعلام الغربي الاسلام العدو الاول لها مؤكدا ان الحوار الايجابي بين الاسلام والمسيحية الى جانب اليهودية يعمل على دحض الشبهات ويعتبر عاملا قويا  على التعايش السلمي بين الحضارات بأجمعها على حد قوله .

الا أن وزير الدولة السابق في الخارجية الالمانية مسئول شئون الشرق الاوسط في الحزب الديموقراطي الاشتراكي كريستوف تسوبيل اتهم   السياسة الامريكية بأنها وراء   زعزعة الاوضاع الامنية في العالم مؤكدا ان التدخل العسكري العسكري في العراق كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وعملت على وضع العالم بأجمعه على كف عفريت من خلال الاعمال الارهابية التي طالت البلاد الاسلامية والاوروبية على حد سواء مشيرا الى ضرورة ان تعترف الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة الامريكية في خطأ تدخلها العسكري في العراق من أجل كسب ثقة الشعوب الضعيفة وعدم اللجوء الى الاعمال العسكرية ضد الارهاب واللجوء الى الحوار الثقافي بين الاسلام والمسيحية اذ ان الحرب العسكرية عملت على ازدياد ساعد الارهاب اكثر من ذي قبل على حد قوله .

والجدير بالذكر الى ان مطالبة هؤلاء السسياسيين الاوروبيين حول جدية الحوار مع الاسلام يعتبر مرفوض من قبل حكومات بعض الدول العربية وفي مقدمتهم نظام الطاغوت في سوريا هذا الطاغوت الذي أعلن نائب وزير اوقافه في مقابلة سابقة مع أحدى المحطات الفضائية ان الدعوة لانشاء حزب اسلامي في سوري يعتبر خارجا عن الشرع الاسلامي لان حزب اسلامي يعتبر حزبا قوميا والاسلام يأبى القومية علما بأن الحزب البعث حزب قومي قح حرَّمه الاسلام  فهو يدعو الى الى القومية العربية وهي دعوة من دعاوى الجاهلية فالله يقول يأ أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم ، وقد استطاع حزب البعث أن يجعل من الامة الاسلامية وخاصة الشعب السوري طوائف يستضعف بعضها على بعض وأن أزاحة هذا الحزب والطائفة النصيرية التي تحكم سوريا  والتي قامت من أجل الحيلولة دون استعادة فلسطين وتطهير الارض المقدسة اصبح فرض عين على كل مسلم وعربي يرى أن بإزاحة هذا النظام يعود نفعه على الامة الاسلامية والعربية على حد سواء.