الجمعية الوطنية السورية في كندا
بيــان
لم تتوفر لدينا القناعة يوما أن النظام السوري يتجه الى مصالحة وطنية ، أو الى تحقيق أي نوع من الاصلاح السياسي أو الاقتصادي أو الاداري ، بل كان يلجأ الى الحديث عن هذه القضايا لادراكه أنها تبعد الأنظار عن أزمته وتخفف الضغط عليه في سبيل كسب المزيد من الوقت ليتاح له عقد اتفاقات مع القوى المؤثره دوليا، وتقديم التنازلات التي تضمن له الاستمرار. وما كان السماح لبعض المنفيين بالعودة الى الوطن وقرار منح جوازات السفر الا للاتجار بهذه القضايا الانسانية.
ان استغلال القوى الوطنية السورية للهامش الضيق من حرية الحركة على أثر خطاب القسم، ومحاولة تفعيله وتوسيع مساحته، أجبر النظام مؤخرا على التضييق عليها ومحاولة كبح حركتها، والتضييق على مؤسسات المجتمع المدني الأخرى، اضافة الى الكتاب والصحفيين السوريين الداعمين لهذا التوجه . وكان اعتقال الناشط نزار رستناوي ومن ثم اعتقال الناشط علي العبدالله ، ومن بعده المحامي محمد رعدون، واليوم أعضاء مجلس إدارة منتدى جمال الأتاسي سوى تعبير عن الخوف المتزايد من كرة الثلج التي تكبر باستمرار، ومن خلال الحراك السياسي المتنامي في أوساط المثقفين والسياسيين السوريين ، وفي الأحزاب الوطنية السورية، ومؤسسات المجتمع المدني، والخوف من انتقال العدوى الى الشارع السوري، مما يزيد من خوف النظام المأزوم وعجزه عن احتواء وضبط حركة الشارع المتنامية .
ان اعتقال ناشطي مؤسسات المجتمع المدني، و جمعيات حقوق الانسان، ورئيس وأعضاء منتدى جمال الأتاسي يعبر عن افلاس النظام وضيق صدره تجاه أي تحرك شعبي ، كما يعبر عن طبيعة النظام القمعية والدكتاتورية، وعدم قدرته على تلبية متطلبات المرحلة التي يمر بها بلدنا ، وعن عجزه المتنامي عن انجاز أي اصلاح أو مصالحة وطنية ، وبالتالي عدم قدرته على الاستمرار في تسيير شؤون البلاد .
إننا اذ ندين اعتقال الكاتب الأستاذ علي العبد الله عضو منتدى جمال الأتاسي والأستاذ محمد رعدون رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان والسيدات والسادة رئيسة وأعضاء مجلس ادارة منتدى جمال الأتاسي ، ونعتبر ذلك جريمة بحق المشار اليهم، نعتبره كذلك جريمة بحق الشعب في سوريا وحريته وقضاياه العادلة وندعو أهلنا في سوريا للوقوف الى جانب المحتجين ضد هذا العمل.
هذا ونوجه النداء الى جمعيات حقوق الانسان ومؤسسات المجتمع المدني في كندا للوقوف الى جانب المعتقلين السوريين والتضامن معهم . كما ندعو جمعيات حقوق الانسان والمنظمات الأهلية العربية وفي بقية دول العالم للوقوف الى جانب المعتقلين السوريين والتضامن معهم .
للاتصال:
بالعربية: [email protected]
بالفرنسية: [email protected]
بالانكيزية: [email protected]