أبناء من هؤلاء يا سيادة الرئيس

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

وأعضاء الحكومة والتشريعية السورية

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

بعد مقالتين تناولت فيهما موضوع الإنسان السوري المنفي قسراً عن بلاده ومآسيه ، دخل علي أحد المُتداخلين وطلب مني توجيه رسالة إلى الرئيس بشار الأسد على حسب قولة : بأنه لا يعلم عمّا يجري على الأرض ولا بكل صغيرة وكبيرة ، وبأنه أعطى التوجيهات من قبل بحلحلة الأمور وو... الخ من هذا الكلام الذي سمعنا منه الكثير ، ولكنني بالفعل ورفعا للعتاب ومن باب إدفع بالتي هي أحسن ، ولكي أقيم الحُجة على أصحاب هذا المنطق ، وللابتعاد عن الإشكالات أضع ندائيّ السابقين "نداء السوريين الموجه إلى أصحاب الضمائر ومُنظمات حقوق الإنسان والى أهل السماء والأرض 1-2 "ومقالتيّ " ودفعنا رسوم الاغتراب "الجزية" رغما أنفنا "و" لم يبقى في العالم مثل هكذا نظام غير في بلدكم وفهد السفارة" بين يدي الرئيس ، وقبل أن أعمل روبرتاج إنساني تلفزيوني قريباً وعلى حلقات  يشرح فيها المأساة الإنسانية بالصوت والصورة وما يُعانيه هؤلاء المُشردين ، عسى أن نرى الآذان الصاغية بتسهيل أمور هؤلاء السوريين المنفيين قسراً عن بلادهم ، وإلغاء القوانين الجديدة المُجحفة بحقهم ، بل وللتشجيع في فتح صفحة جديدة في قضايا حقوق الإنسان ، كما وأحببت ان أُضيف مأساة المكتومي السجل والقيد من أبناءهم في هذه المقالة ، ضارباً بذلك الأمثلة كي لا يُقال بأني أتبلّى على أحد

وللتذكير لما أود قوله : بأنه ولثلاثة عقود مرّت على نفي الآلاف المؤلفة قسراً عن بلادنا سورية وما تبع ذلك من إشكالات وتبعات إنسانية جمّة بهؤلاء المنفيين مما تنوء من حمله الجبال ، ليحمله هؤلاء ممن وهنت قواهم  وشاخت أجسادهم وهم يتدردحون بالمنافي من مدينة إلى أخرى ومن دولة إلى دولة دون أي رحمة من السلطات في سورية التي كانت إلى الأمد القريب تمنع عنهم حتى الوثائق ، هذا عدا عن تلك الفترة التي تكون فيها ثلاثة أجيال مُشتتين في أصقاع الأرض بعضهم من استطاع زيارة الوطن فنال من أجهزتها الأمنية ما نال من الذل والاضطهاد والضرب وسوء المُعاملة والتحقيقات المطولة والمنع من السفر لفترة من الزمن بعدما عطلوا مصالحه في الخارج ، وبعضهم لا يزال منفياً كونه لا يثق بمن يحكم ، ولا يعرف أي تُهمة سيُلبَسها إن قررت سلطات المحاكم الاستثنائية تلبيسها له ، بعدما عرفنا أسماء العديدين ممن عادوا وحوكموا بالسنين الطوال ، لا لذنب اقترفوه بل لم يكونوا يعرفوا سورية من قبل فقط أُخذوا بجريرة آباءهم لمزيد من الضغط عليهم فوق ما يعيشونه من ضغوطات من باب التنكيل بهم ، وكأن هذه البلاد أضحت مزرعة أفراد يُستوزرون فيخطون القرارات دون حساب تبعاته ، ودون أي اعتبار للمواطن في تصرفات فردية لا تنم عن شعور بالإحساس والمسئولية

فبالأمس التقيت بأحد السوريين أصحاب الأوضاع المأسوية الذي ارتضى أن يتكلم إلي والمُكنّى بأبو سليم محمد سليم جولاق ، والذي حدثني عن مُعاناته الحقيقية في أولاده الثلاث أحمد سليم 1988 وبلال 1990 ومُسعف 1992 وهم يعيشون بلا وثائق رسمية ولا اعتراف بسوريتهم منذ ولادتهم مع كونهم يملكون شهادات ميلاد رسمية من البلد التي وُلدوا فيها بأسماء أبائهم السوريين ، وعند مُراجعتهم للسفارة السورية هنا وتوكيلهم لمحامي بحسب الأصول طُلب منهم النزول إلى سورية والأب لا يأمن على أولاده من مُخاطرة نزولهم من ان يحيق بهم ما حاق بغيرهم من المكر والخديعة وممن جُعلوا رهائن للنيل من آبائهم ، وبالنتيجة وصلت معاملتهم إلى طريق مسدود ، ليكون هؤلاء الأولاد ضحايا مُضافة ورهن انتقام السلطة من أبيهم إلى ما لانهاية

ولأُكمل الموضوع الذي وددت أن أُعد له روبرتاجاً نُخرجه للناس عسى أن تتطلع عليه الدول والمُنظمات المعنية بحقوق الإنسان فتؤمن لهؤلاء المعترين الملاذ الآمن والوضع الأنسب والحماية من الاستغلال ن ولذا ذهبت إلى آخرين لهم نفس أوضاع عائلة جولاق ، واتصلت بالعديد منهم الذي رفض إعطائي أو زجي باسمه من باب الخشية والطمع بأن تُحل أمورهم مع كثرة مراجعتهم للسفارات السورية منذ عدة سنوات والى يومنا هذا لم ينقضي شيء ، ولكنهم وعدوني بالكلام إذا ما استدعى الأمر ،  إلا أن أحدهم أشار علي إلى أولاد حسين محمد كنّو وعددهم ستّة من مواليد التسعينيات الذين استدرجتهم في الحديث وعلمت أنهم يعيشون نفس المأساة القاهرة بلا وثائق ولا هوية ولا اعتراف ولا تعاون لتسجيلهم ، ومثلهم أولاد مصطفى محمد رشدي المفتي الخمسة وابن الفتاحي حُسام ، وابن محمد علي حسين الساحلي صفوان 22 سنة، وأولاد المتوفي حديثاً الملاكم محمد عكاش سعد وخالد وأعمارهم في بداية التسعينات ، وعلى ما أذكر ابن المتوفي الصايل في بغداد وابن أبو بشار في السودان ، وأولاد عبد السلام الخطاط كان في الموصل وغيرهم ممن عرفت والى الآن قد أحصيت ما يزيد عن الثلاثين عائلة سورية، مما يُدلل على عمق المأساة لهذه الحالات الجماعية لأبنائنا السوريين في البلدان دون أن تلقى أي اهتمام ممن ادعوا المسؤولية وهم يشهدون مُعاناتهم دون أن يُحركهم أي وازع ضمير لإنهاء محنتهم، فهل هذه الحالة المثالية لما يجب أن تكون عليه سورية الحضارة والمجد وعاصمة الشام التي تحدث عنها نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم أو أن يكون هذا يجري في عاصمة الأمويين بالطبع لا ، وأين هذا من قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟ من خشيته أن تعثر بقرة في العراق فكيف بمن هم بشر  وأبناء البلد ؟

ولذا من باب إبراء الذمّة  نناشد السلطات المعنية بهذا الملف ونُناشد رؤسائهم بسرعة التدخل الإنساني لحل مشاكلهم كإسقاط تكليف لما يتوجب علينا فعله ، كما ونناشدهم باسم الإنسانية أيضاً وباسم صلات الرحم والرحيم بأن يسعوا إلى إنهاء المآسي الإنسانية السورية المُزمنة كاملة  التي  بلغت درجة من السوء ما لم تشهده أي أُمّة من الأمم مما يُلحق وألحق الأذى فيهم أولاً وفي السمعة السورية كبلد وحضارة بشكل عام ، وأدعوهم للإفراج عن جميع مُعتقلي الرأي وردّهم الى أهاليهم وذويهم ، لأن مثل هؤلاء ليست أماكنهم الزنازين والمُعتقلات ، بل كمُستشارين في أعلى المناصب للنهوض بسورية الشام ، وكما نُناشدهم لإلغاء القوانين الاستثنائية كقانون الطوارئ الجاثم على صدور شعبنا السوري منذ أربعين عام ، وقانون السيئ الصيت والسمعة 49 لعام 1981 الذي يحكم بالقتل على جميع منتسبي جماعة الإخوان المسلمين والذي ذهب بجريرته الآلاف المؤلفة من الأبرياء ، وكذلك إلغاء المحاكم الاستثنائية الظالمة والجائرة التي لا تستند إلى قانون ولا إلى دستور ولا إلى عقل ، وخاصة بعدما أن زالت غمامة الخطرعن سورية ، ولم يبقى للسلطة من حجج تدعيها لاستمرار هذا الوضع المأساوي بدعوى الاستهداف لسورية ، وسنكون حينها شاكرين ومن المادحين لكل خطوة ايجابية في اتجاه حياة الحرية والديمقراطية وبما يضمن حقوق وكرامة الإنسان السوري

وأخيراً : وكإسعاف ضروري وعاجل ولمن يُريد المُساهمة بإمكانه الاتصال بي عبر الدخول على النت أو التلفون للتحدث عن أي مشاريع اسعافية ، وخاصة وأن هناك مجموعة من المنفيين من قرر ضرب السهام لهذا الغرض ، والذين نشد على أياديهم ليتصلوا بمن يعنيهم الأمر وهم معروفون ، أو حتى الاتصال بي لإرشادهم إلى الطريق ، في عمل خيري إسعافي قد يُنقذون بها عوائل من حالات التدمير التي يمرون بها ، وتُقبل المعونات حتى وإن كانت من السلطة المُسببة لهذه المآسي ، لأن إنقاذ الأرواح وأُسر وعوائل كريمة من الضياع أهم من الاستكبار