مغالطات الصحفي غسان الامام

مغالطات الصحفي غسان الامام

طريف السيد

الاستاذ رئيس تحرير صحيفة الشرق الاوسط المحترم
انطلاقا من احترام الرأي والرأي الآخر يرجى نشر هذا الرد على مقالة للصحفي غسان الامام
تحت عنوان ( الجلوس الصعب على كرسي الاعتراف ) ويتحدث فيه الصحفي عن الاخوان المسلمين في سورية .
وفي البداية لابد من التنويه لبعض الامور
لايمكن اضفاء العصمة على أي انسان أو جماعة وطالما أن الانسان يعمل فلابد أن يخطأ وعليه أن يراجع تجربته ويقيمها بين الحين والاخر.

ان عملية النقد يجب أن تكون علمية وأمينة والافالناقد يفقد المصداقية ويسقط من عيون الاخرين كما أن هناك فرق بين النقد البناء الامين وفرق بين الطعن والتشكيك والاتهام لاسباب تتو ضح من خلال قائلها .
لقد وردت في مقالة الامام عدة مغالطات لن تصمد طويلا أمام الحقيقة وماقاله الامام واعتبره حقائق لهي أو هن من بيت العنكبوت.
فمما جاء في مقاله (اعتبر الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله مؤسس جماعة الاخوان المسلمين في سورية أنه مارس أسلوب الفرز الطائفي والمذهبي وانتهاج النهج التكفيري تجاه المسيحيين(والانصاف والامانة كانت تقتضي من الامام أن يكون أمينا لطنه أصر ان لايكون كذلك .
ففي سنة 1963 خاض الاخوان الانتخابات البرلمانية وكانت قائمتهم تضم ثلاثة مسيحيين هم ( الدكتور رزق الله الانطاكي – الاستاذ ليون زمريا – والاستاذ عبد الله يوركي  وكلهم من حلب والاستاذ أديب منصور من حماة).
وفي سنة 1954كان الدكتور مصطفى السباعي أول الداعين الى الحوار الاسلامي المسيحي من خلال المؤتمر الاسلامي المسيحي الذي عقد في لبنان .
فهل يعقل ماقاله الامام أمام هذه الحقيقة التي أما انه يجهلها أو أنه يعرفها لكنه بيعرف وبيحرف ويريد تزوير الحقائق والتاريخ .
ثم قال ايضا ان الاخوان في مرحلة الانفصال عن مصر كرسوا عدائهم للو حدة القومية .
وثانية هو يزور حقائق التاريخ .
ففي سنة 1961 رفض الاخوان التوقيع على وثيقة الانفصال وكان الاستاذ عصام العطار هو المراقب العام للاخوان في حين أن صلاح البيطار وأكرم الحوراني وغيرهم وقعوا على وثيقة الانفصال وهؤلاء يعتبرون من مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي الذي شعاره (وحدة حرية اشتراكية ).
واذا كان الاخوان لايهتمون بالقضية القومية فهل يستطيع الامام أن يعطينا مبرر ذهاب كتائب الاخوان للقتال في فلسطين سنة 1948 وكان الدكتور السباعي على راس هذه الكتائب .
الا اذا كانت قضية فلسطين بنظر الامام ليست قومية ,والاخوان لاينظرون الى قضية فلسطين من منطلق قومي بحت بل يعتبرونها من صميم الاسلام وان عملية تحريرها فرض من فروض الدين
كما أن الاخوان في فترة الانفصال وعندما شعروا أن أو ضاع البلاد لاتحتمل العمل السياسي جمدوا حركتهم حفاظا على الو حدة الو طنية .
فيمكن أن يقول لي الامام من هو الحريص اذا على بلده .
ثم قال أيضا أن الاخوان كانوا السبب في القضاء على الامل في استعادة الديمقراطية والجأت النظام الى الاحتماء بقاعدته بعد انفتاحه الاولي على كل القوى السياسية والدينية بما فيها الاخوان ,وقال ايضا أن الاخوان اختاروا توقيتا مناسبا تزامن مع الغزو الاسرائيلي للبنان ويصد ماحدث في حماة سنة 1982,وتحدث ايضا عن المبادرة الامريكية للاصلاح وأن الاخوان يستغلون هذه المبادرة للضغط على النظام .
ونسأل الامام أن يعطينا مبرر واحد فقط على فرض قانون الطوارئ والاحكام العرفية في الثامن من اذار سنة 1963 وحينها لم يكن هناك أي صراع مع النظام وليقل لنا كم مرة استخدم النظام هذه القوانين ضد اسرائيل في حين أنها لم تستخدم الا على البلاد والعباد .
في سنة 1964 قاد الاخوان احتجاجات سلمية ضد سياسة البعث فوقف حينها حافظ الاسد في ثكنة الشرفة في حماة وقال سنصفي خصومنا جسديا ويقصد الاخوان .
وفي سنة 1964 قاد البعث حملة عسكرية على مدينة حماة وهدمت مسجد السلطان وفي شهادته على العصر في قناة الجزيرة يقول رئيس سورية السابق أمين الحافظ كان القصد من هذه الحملة تدمير مدينة حماة .
ومع بداية حكم حافظ الاسد صرح شقيقه رفعت الاسد وقال بالحرف الواحد انه سيمحي من الخارطة مدينة كان اسمها حماة .
وفي سنة 1980 عقد لقاء بين حافظ الاسد وفيليب حبيب مساعد وزير الخارجية الامريكي وكان المترجم الطبيب الخاص لحافظ الاسد هو الدكتور جوزيف الصايغ حيث يذكر هذا الطبيب مادار في ذلك الاجتماع أن حبيب طلب من الاسد أن يتمم الاتفاق مع امريكا لضرب الفلسطينيين في لبنان مقابل زيادة الدعم الامريكي لنظام الاسد والعمل على قيام الدولة العلوية المرتقبة لتصبح حدودها الشرقية نهر العاصي فقال الاسد ان معنى ذلك أن تكون حماة ضمن هذه الدولة وأنا لاارغب في ذلك لان اهلها أشداء فقال حبيب ان بيغن قتل في دير ياسين عدد من الفلسطينيين وبسبب ذلك شرد مليون ونصف فلسطيني وانت باستطاعتك أن تفعل ذلك ونحن سنهيا لك ذلك,
ولما قام المترجم بتسريب هذا اللقاء تم قتله من قبل رجال المخابرات السورية .
فهل كل هذه التصريحات تحتاج الى كثير عناء لاثبات النية المبيتة لتدمير حماة حتى ياتينا الامام ليبرر للنظام مافعله في حماة حيث قتل فيها اكثر من اربعين ألف مواطن في حين أنه في كل الحروب التي خاضها مع اسرائيل لم يقتل منهم عشر هذا العدد بل قدم لهم مرتفعات الجولان عربون صداقة للو صول الى الحكم .
أما عن ديمقراطية النظام فالامام يريد منا ان نكون مثل جحا كذب الكذبة ثم صدق نفسه .
فمما جاء في مقررات البعث : ان مبدأ الحزب القائد اصبح امرا تمليه الضرورة المرحلية لو جود سلطة مركزية ثابتة تقود عملية البناء الاشتراكي .
كما جاء ايضا : الممارسة العملية للديمقراطية تقتضي نبذ مبدأ ابعاد الجيش عن السياسة .
وهناك مادة في الدستور السوري تقول أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو القائد للدولة والمجتمع .
هذه هي الديمقراطية التي بشر بها البعث و التي يبشرنا بها الامام .
ثم هل يقول لنا كيف لنظام يبشر بالديمقراطية فيقوم باغتيال رفاق الدرب امثال صلاح البيطار ونفي ميشيل عفلق واعتقال صلاح جديد والرئيس نور الدين الاتاسي والقائمة تطول لو اردنا أن نسرد من تمت تصفيتهم ونفيهم واعتقالهم حتى أن عدد المنفيين السوريين بلغ الملايين وهؤلاء محرومين من الو ثائق (جواز السفر والبطاقة الشخصية وغير ذلك ) بل انهم محرومين من الحقوق المدنية , فهل هذه هي الديمقراطية التي يتكلم عنها الامام .
وهل يعرف الامام شئ عن القانون رقم (49) الصادر سنة 1980 والذي يقضي بالاعدام على كل من ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين .
ولو أن المجال يسمح لسردنا للامام من القوانين والمواقف الديمقراطية لهذا النظام الاستبدادي
ولكن ماذا نفعل لمن يريد تسويق الظلم والاستبداد عبر عملية تجميل لستر الو جه القبيح لهذا النظام الذي لايعرف ابجديات الديمقراطية .
وكان الاولى للامام أن يخلص بلده من الاحتلال السوري الذي يتحكم في كل صغيرة وكبيرة في لبنان وبدل ان يتهرب من مسؤوليته ويقف مع ابناء الشعب اللبناني يهرب ليدافع عن نظام حول سورية الى مزرعة شخصية كل المواطنين فيها قطيع من الغنم وعبيد حتى اصبحت سورية معتقلا كبيرا أو ماسمها الاستاذ رياض الترك مملكة الصمت والدكتاتورية.